المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

كيف تتعاملين مع سرطان الثدي المنتشر؟

 

اكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي، وقريبا ستشعرين بأنك محاطة بمعلومات عديدة تشرح طرق الوقاية من المرض والكشف المبكر وخيارات العلاج، لكنها لا تعطي معلومات كثيرة تخص المصابات بالنوع المتقدم والمنتشر من سرطان الثدي. والانتشار هنا دليل على وصول خلايا السرطان الى اعضاء اخرى في الجسم. وبالنسبة لسرطان الثدي، فغالبا ما تنتشر خلاياه الى الرئة، الكبد، العظام او الدماغ. ووصول السرطان الى هذه الاماكن دلالة على الاصابة بالمرحلة الرابعة من السرطان. وللعلم، سبب وفاة معظم المصابات بالسرطان يرجع الى انتشار السرطان. وبالنسبة لمعدل نجاة المصابات، فتقرن الاصابة بالمرحلة الاولى والثانية من سرطان الثدي باحتمال الحياة لمدة خمس سنوات بنسبة %93 – %99 وعند الوصول الى المرحلة الثالثة تقل هذه النسبة الى %72، لتصل في المرحلة الرابعة الى %22.
ورغم عدم اكتشاف دواء شاف من السرطان المنتشر، فانه توجد خيارات علاجية يمكنها منع، او تبطئة انتشاره في الجسم مثل العلاج الكيميائي او الجراحي او الاشعاعي، وايضا الجيل الجديد من العقاقير الموضعية او المستهدفة. وقد اسهمت موافقة فدرالية الدواء والغذاء على جيل حديث من العقاقير يسمى مثبطات PARP في اطالة اعمار الكثيرات. فقد نجحت في إبطاء تقدم المرض الذي وصل الى المرحلة الرابعة. وبالإضافة الى ذلك اثبتت الدراسات ان التعامل النفسي الايجابي مع السرطان يزيد من فعالية العلاج ويطيل عمر المريضة. واليك نصائح قام الخبراء بجمعها من مجموعة من المريضات اللاتي استمرت حياتهن لفترات طويلة رغم تفشي السرطان في اجسامهن:
– تأكدي ان معالجك يقوم بكل ما يلزم من أجلك: تشير المريضات الى كونهن تحت رحمة المرض، لذا عليهن ان يتأكدن ان معالجهن يقوم بكل ما بوسعه (وهو ممكن) حتى يسيطر على اعراضهن ويطيل اعمارهن الى اكبر قدر ممكن. لذا، عليهن البحث عن اطباء موثوق فيهم. وتنصح احد المصابات «لا تكوني خائفة من تكرار الاسئلة او الالحاح في طلب العلاج وحتى الشكوى. وان شعرت بقلة الاهتمام او عدم التواصل مع المعالج، فاطلبي تغيير الطبيب كذا مرة الى ان تصلي الى طبيب ترتاحين اليه وتثقين بانه يقدّر ظروفك ويمكنه ان يبحث لك عن طرق جديدة وفعالة لعلاجك.
– لا تعاني الألم المزمن: يعاني بعض المصابين بالسرطان الالم الذي ينتشر في جميع الجسم ويستمر طوال اليوم تقريبا. وهذا النوع من الالم قد يمنع المصابة من ممارسة ابسط نشاطاتها اليومية؛ مثل قيادة السيارة واعمال المنزل والصلاة وغيرها. كما قد تكون عقاقير السرطان هي سبب الشعور بآلام متفرقة في المفاصل. لذا، تناولي مسكنات الالم كلما احتجتِ اليها ولا تخافي من طلبها من المعالج. كما من المفيد اخذ حمامات دافئة لأنها تريح الجسم والاعصاب.
– اعثري على أشخاص مناسبين: من يكونون في وضعك نفسه هم الذين يفهمون ويقدرون ما تمرين به. وسواء كانت المرأة المصابة التي التقيت بها خلال جلسات العلاج او صديقة قديمة اصيبت بسرطان فاتصلي بها وتواصلي معها حتى يمكنك التواصل مع شخص يفهمك ويساعدك ويمكن ان يلفت انتباهك الى امور لا تعرفينها. واحصلي على الدعم من اسرتك ولا تخشي من البكاء او التعبير عن الخوف. وأكثري من الخروج مع الاخرين، فذلك سيلهيك ويعطيك شعورا بالحياة والايجابية والفرح.
– عيشي اللحظة: اجعلي حياتك ممتلئة باللحظات التي يمكن للآخرين تذكرها لاحقا. لذا، استمتعي مع اطفالك (في البيت وخارجه) وهنئيهم على جميع نجاحاتهم الصغيرة حتى لو كانت عبارة عن تصفيق طلبة على رسمة في الفصل. وافعلي ما بوسعك حتى تؤكدي حبك لأطفالك؛ مثلا عبر الكلمات والاحتضان عند الاستيقاظ من النوم وطبخ الطعام الذي يحبونه واللعب والخروج معهم. حتى يكون لديهم مخزون ذكريات جميل عنك. وخذي صورا كثيرة معهم، فقد تكون تلك في يوم ما هي كل ما يتبقى لهم.
– فكّري في مستقبل من يعتمد عليك: خططي لمستقبل اطفالك، ومن سيتولى رعايتهم بعدك وابدئي في توطيد علاقتهم معهم. واحرصي على ان يكون لهم سند معين (مادي واجتماعي).
– ضعي هدفاً: لا تجعلي الحياة ترتكز وتدور حول السرطان، بل ضعي خططا للسفر وللذهاب الى اماكن ممتعة؛ مثل دولة ما او زيارة لمتحف او للصالون. وضعي لنفسك اهدافا متعددة كأنك ستعيشين لفترة طويلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى