المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةاقتصاد

كيف أصبح تكرير النفط.. «جوهرة التاج» للكويت؟

رصدت مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة 2.67 مليار دينار سيتم إنفاقها خلال السنة المالية المقبلة 2017/2018 على 3 من أكبر مشروعات القطاع النفطي لزيادة الطاقة التكريرية للكويت إلى 1.41 مليون برميل في اليوم بحلول 2020، وتبلغ الكلفة الإجمالية لمشروعات مصفاة الزور والوقود البيئي ومشروع بتروكيماويات الزور نحو 10 مليارات دينار.

وتظهر تلك المشروعات النفطية الضخمة تركيز الإنفاق الرأسمالي للكويت على مشاريع تكرير وتوزيع النفط والغاز خلال السنة المالية 2017/2018 في جهود ترمي إلى خلق الفرص الوظيفية والتعويض عن تراجع إيرادات الصادرات النفطية، فضلا عن التعويل على ارتفاع الطلب الإقليمي على المنتجات والمشتقات النفطية المكررة.

وتعمل الكويت التي تعد سادس اكبر منتج للنفط في العالم، لأن تصبح ضمن أكبر 10 جهات في مجال تكرير النفط متفوقة بذلك على كبريات الشركات الإقليمية والعالمية من خلال زيادة طاقتها التكريرية وعملياتها في مجال إنتاج البتروكيماويات في آسيا والعالم، وذلك في ضوء تعرض نصيبها في سوق النفط الخام الى ضغوط كبيرة عقب المنافسة الشرسة بين الدول المنتجة للنفط الخام، فإن بإمكان الكويت أن تجني الكثير من الفوائد من خلال التحول الى لاعب أكثر قوة في مجال تكرير النفط ومعالجته وتسويقه.

قيمة مضافة

وتبدو مؤسسة البترول أكثر ثقة فيما سبق للمضي قدما نحو خلق قيمة مضافة لبرميل النفط الكويتي وعدم الاكتفاء ببيع النفط كمنتج خام فقط يتعرض للهزات العنيفة بالهبوط الحاد مثلما يحدث الآن، وإنما الاستفادة من عوائده التي تصل الى أضعاف عند تكريره وبيعه كمشتقات.

ومن أهم هذه المشاريع التي تنفذها الكويت مصفاة الزور الواقعة في جنوب البلاد التي تعتبر القفزة الثالثة في تاريخ صناعة التكرير في الكويت بعد الانطلاقة في الستينيات ومن ثم التحديث في الثمانينيات، وتبلغ الكلفة الإجمالية للمصفاة 4.871 مليارات دينار وتهدف لتكرير 615 ألف برميل يوميا وسيتم تسليم المشروع مبدئيا في يوليو 2019، على أن يتم التشغيل الأولي في ديسمبر 2018. ويعتبر مشروع مصفاة الزور استراتيجيا ومهما، حيث سيضع «البترول الوطنية» في مصاف أرفع شركات التكرير العالمية، سواء في حجم القدرة التكريرية أو في إنتاج أنواع مميزة من الوقود الصديق للبيئة والمتوافق مع الشروط البيئية المتزايدة التشدد عالميا.

ولم تلجأ «البترول الوطنية» التي تنفذ المشروع حاليا قبل ان يتم إسناده الى الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «KIPIC» مطلع أبريل القادم، لم تلجأ الى الاستدانة الخارجية لتمويل المشروع الضخم وذلك أسوة بالمشاريع الأخرى التي تنفذها الشركة، وذلك نظرا لطبيعة المشروع الاستراتيجية التي تتلاشى معه الجدوى الاستراتيجية التي تحفز المستثمرين على ضخ الأموال كقروض طويلة الأمد.

أقصى فائدة

وتأمل «مؤسسة البترول» من مصفاة الزور تحقيق أقصى فائدة ممكنة من ثروات الكويت عبر التكامل ما بين التكرير وصناعة البتروكيماويات من خلال توفير اللقيم لمصنع الأوليفينات الثالث ومصنع العطريات الثاني اللذين سيقاما أيضا في منطقة الزور، بقيمة 361.9 مليون دينار، حيث تعكف شركة صناعة الكيماويات البترولية على تنفيذ الدارسات الهندسية الأولية ويتوقع ان يتم الانتهاء من المشروع في نوفمبر 2021.

وستبلغ الطاقة الإنتاجية لمجمع الأوليفينات الثالث 1.4 مليون طن متري من الإيثيلين، و450 ألف طن من البولي إيثيلين منخفض الكثافة، 450 ألف طن من البولي إيثيلين عالي الكثافة، بالإضافة إلى 625 ألف طن من الإيثيلين جلايكول و450 ألف طن من البولي بروبلين.

ويبلغ الإنفاق على مجمع البتروكيماويات خلال السنة المالية 2017/2018 ما قيمته 94.1 مليون دينار، وتخطط الكويت لإصدار سندات لتمويل المشروع أو الاقتراض البنكي عقب الانتهاء من الدارسات الهندسية والاستقرار على نموذج الشراكة الأفضل للمضي قدما في المشروع.

أما المشروع الثالث فهو مشروع الوقود البيئي العملاق والبالغة قيمته الإجمالية 4.680 مليارات دينار، الذي سيرفع الطاقة التكريرية لمصفاتي الأحمدي وميناء عبدالله لتصبح الطاقة التكريرية الإجمالية للمصفاتين 800 ألف برميل يوميا. كما سيتم ربطهما معا ليصبحا مجمعا تكريريا متكاملا يتمتع بالمرونة بشكل يمنح القدرة على الإيفاء بالمتطلبات المتغيرة للأسواق العالمية والمحلية من المنتجات البترولية المختلفة. ولجأت شركة البترول الوطنية ولأول مرة في تاريخها الى الاقتراض المحلي والخارجي لتمويل المشروع بواقع 30% تمويل ذاتي بقيمة 1.3 مليار دينار و70% تمويل خارجي بقيمة 3.3 مليارات دينار، ونجحت الشركة في جمع 1.2 مليار دينار قروض مصرفية محلية للمشروع، فيما سيتم توقيع الشريحة الثانية من التمويل الخارجي مع 10 بنوك عالمية بضمـان وكالة ائتمان الصادرات بقيمة 1.9 مليار دينار ما يعادل 6.2 مليارات دولار.

مشاريع الخارج

وفي الوقت الذي تركز فيه «مؤسسة البترول» على تنشيط أعمالها محليا، فإنها تعمل على تعميق عملياتها في الأسواق الآسيوية والأوروبية والخليجية من خلال تركيز بصرها على الصين وفيتنام بقوة وسلطنة عمان مؤخرا، من خلال تطوير طاقاتها التكريرية داخل الدولتين بالتعاون مع الشركات الصينية.

وأول المشاريع في فيتنام حيث تنشأ شركة البترول الكويتية العالمية مشروع مصفاة فيتنام بطاقة تكريرية 200 ألف برميل يوميا وستتولى «مؤسسة البترول» مسؤولية تزويد المنشأة الجديدة بالنفط الخام، وقطعت الشركة خطوات متقدمة في عمليات التنفيذ ويتوقع تشغيل المشروع في يوليو 2017.

وثاني المشاريع الخارجية مشروع مصفاة الصين الذي يقع في جنوب مقاطعة غوانغدونغ، وتبلغ تكلفته 9 مليارات دولار بسعة تكرير 300 ألف برميل يوميا، ورغم ان المشروع شبه مجمد حاليا بين الاطراف المتفاوضة «إلا ان هناك بعض البوادر الإيجابية لشبه انفراجه في وجهات النظر والتفاوض لتغيير وجهة نظر الصينيين في إقامة مجمع للبتروكيماويات وكذلك محطات تسويق للوقود تصل الى 1000 محطة.

وآخر مشاريع التكرير الكويتية المزمع تنفيذها مصفاة «الدقم» في سلطنة عمان بطاقة استيعابية مقدارها 230 ألف برميل يوميا، وستستخدم مزيجا من النفط الخام الكويتي والعماني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى