المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

كوني بخير … أيتها الشجرة

بقلم : بهيرة الحلبي

عن كبرياء الشجرة يقول أحد الشعراء :

كن كالنخل عن الأحقاد مرتفعاً .. يٌرمى بالحجر فيلقي أطيب الثمر.
لقد أحب الانسان الشجرة على مر الزمان والعصور ، وتغنى بشموخها وبصلابة جذعها وبحنو أغصانها وصبرها على الشدائد ، والشجرة بدورها أحبت الإنسان ، وكانت له الملاذ الآمن والوسيط الدافئ والمطعم المتنوع ، فقد استظل بأوراقها وأخذ قسطاً من الراحة على جنباتها ، ونهل من ثمارها وتزين من ورودها وتطيب من عطورها وتنفس من هوائها . يقول الله تعالى ” هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر تٌسيمون ” . ما أجمل الأماكن التي تتزين بالأشجار والشجيرات وما يشبههم من نباتات دائمة الخضرة وأعشاب تائهة شذبها مقص الإنسان بحرفية واتقان ، وما أوحش المكان الذي يسوده التصحر ويعتصره الجفاف وندرة المسطحات الخضراء . نعم الشجرة هي أحد مظاهر التنوع الحيوي على كوكب الأرض ، ولولاها لما كان هناك اكسجين نقي وتربة جيدة تنظم دورة الماء وتمنع التلوث ، ولما كان هناك غذاء أول للإنسان ولا مأوى مريح للحيوان ولا أخشاب لصناعة السفن والموبيليا وباقي مواد البناء .
شجرتي الغالية : كوني بخير نكون بخير ، استمري في العطاء ، عمقي جذورك في باطن الأرض ، وإن حاول الانسان قص جذعك ليتعرف على حلقاته الدائرية ويحدد عمرك الزمني فلا تتوقفي عن النمو لأن براعم فروعك الأصيلة ستحيا من جديد بمشيئة الله الخالق البديع . وأنت يا أيها الانسان الكريم ، لا تحرق أشجار الغابات ( wildfire) وتمنع عنا أكسير الحياة ، فذلك يسبب كارثة بيئية ويحرم البلاد من دخل السياحة البرية ، ويقضي على الأخشاب الفاخرة (الزان والسنديان والأرو) ، ويسمح للكثبان الرملية أن يزحف ليحل محل التربة الخصبة والرائحة الندية . عزيزي الانسان اكثر من زراعة أشجار الزينة ( مثل الورد الجوري ، والقرنفل ، والخزامى والليلك اليابانية ) ، التي تزهر فينبعث منها شذى العطور التي تمتع الروح وتنعش الجسد ، ازرع الأشجار دائمة الخضرة في الشوارع والحدائق والطرقات ( مثل شجرة السرو ، التنوب ، الصنوبر) التي ترمز للسلام وتضفي جمالاً للمكان ، ازرع الأشجار المثمرة في محيطك وفي كل أرض تطأها قدمك ، فزراعتها تخفف عنك نفقات شراءها وتكاليف نقلها ، وتمنحك منظراً خلاباً كيفما ذهبت وأنىّ توجهت وقد تكون أشجار النخيل والحمضيات واللوزيات وأشجار الزيتون خير مثال .
نرجو الله أن تظل الشجرة بخير وانتاجها في ديمومة ، وقد توفر لها الماء النظيف الكافي والسماد العضوي اللازم والتربة الزراعية الصالحة والأيادي العاملة الماهرة، التي تغرس شتلاتها بحب وتحصد ثمارها بود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى