المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

«كورونا» ينفض الغبار عن أدوية قديمة

المصدر:الراى

مع إجماع العلماء والباحثين حول العالم، على أن تطوير علاج لفيروس «كورونا المستجد كوفيد 19» قد يستغرق وقتاً طويلاً (سنة أو أكثر)، تشخص الأنظار إلى الجهود الجارية على قدم وساق، للبحث في الأدوية القديمة التي قد تشكّل حلاً فعالاً – ولو موقتاً – لكبح جماح الفيروس.
عالم الأحياء نيفان كروغان، أستاذ ومدير معهد العلوم البيولوجية الكمية (QBI) بجامعة كاليفورنيا قام بتجميع فريق لاكتشاف كيف يهاجم الفيروس الجديد الخلايا.
وأوضح في مقال على موقع «ساينس ألرت»، أنه بدلاً من محاولة إنشاء دواء جديد، بناءً على هذه المعلومات، «نتطلع أولاً لمعرفة ما إذا كانت هناك أي أدوية متاحة اليوم، يمكن أن تعطل هذه المسارات وتحارب الفيروس التاجي (كورونا)».
ويعمل الفريق المكون من 22 باحثاً، تحت اسم (QCRG)، بسرعة فائقة على مدار الساعة وفي نوبات، خلال أيام الأسبوع من دون أي توقف. ومقارنة بالخلايا البشرية، تكون الفيروسات صغيرة ولا يمكنها التكاثر بمفردها.
ويحتوي الفيروس التاجي على نحو 30 بروتيناً، فيما تحتوي الخلية البشرية على أكثر من 20 ألفاً. وللتغلب على هذه المجموعة المحدودة من الأدوات، يقوم الفيروس بتحويل جسم الإنسان بذكاء ضد نفسه.
وعادةً ما تكون المسارات المؤدية إلى الخلية البشرية محمية من الغزاة الخارجيين، لكن الفيروس التاجي يستخدم بروتيناته الخاصة مثل المفاتيح لفتح هذه «الأقفال» ودخول خلايا الشخص. وبمجرد دخوله، يرتبط الفيروس بالبروتينات التي تستخدمها الخلية عادةً لوظائفها الخاصة، حيث تقوم بشكل أساسي باختطاف الخلية وتحويلها إلى مصنع لفيروسات «كورونا».
ووفقاً لتقرير أعدته «سكاي نيوز عربية»، فإنه مع إعادة تأهيل موارد وميكانيكا الخلايا المصابة لإنتاج آلاف الفيروسات، تبدأ الخلايا في الموت. وخلايا الرئة معرّضة لهذا الأمر بشكل خاص، لأنها تتكون من كميات كبيرة من بروتينات «القفل» التي يستخدمها فيروس «كورونا» المستجد للدخول.
ويتسبب موت عدد كبير من خلايا الرئة لدى الشخص في ظهور أعراض تنفسية مرتبطة بـ«كوفيد 19».
وهنا تظهر طريقتان للرد، الأولى تتمثل في أن تهاجم الأدوية بروتينات الفيروس، مما يمنعها من القيام بوظائف مثل دخول الخلية أو نسخ المواد الوراثية بمجرد دخولها. وهذه هي الطريقة التي يعمل بها Remdesivir، وهو دواء حالياً في التجارب السريرية، لكن المشكلة في هذا النهج هي أن الفيروسات تتحول وتتغير بمرور الوقت. وهذه الطريقة – حماية الجهاز المضيف بشكل أساسي – لها ميزة كبيرة على تعطيل الفيروس نفسه، لأن الخلية البشرية لا تتغيّر بسرعة.
أما الطريقة الثانية فتتمثل في البحث بـ20 ألف دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية تم اختباره بالفعل للسلامة.
واستخدم الكيميائيون قاعدة بيانات ضخمة لمطابقة الأدوية والبروتينات المعتمدة التي يتفاعلون معها مع البروتينات في هذه القائمة، ووجدوا 10 أدوية مرشحة لذلك.
وعلى سبيل المثال، كانت إحدى النتائج عبارة عن دواء للسرطان يسمى JQ1. وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بكيفية تأثير هذا الدواء على الفيروس، إلا أن لديه فرصة جيدة لفعل شيء ما، ومن خلال الاختبارات، سيعرف العلماء ما إذا كان هذا الشيء يساعد المرضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى