«كامكو»: ارتفاع النفط يقوّض اتفاق خفض الإنتاج

قال تقرير لشركة كامكو للاستثمار إن أسعار النفط كانت المستفيد الأكبر من عدد من العوامل الجيوسياسية التي أثرت في أسواق النفط على مدى الأسابيع القليلة الماضية، بما أدى إلى تزايد حدة التذبذب في تلك الأسواق، ليصبح بذلك النفط أول فئة أصول تتمكن من تسجيل مستويات جديدة من الارتفاع خلال عام 2018. وأضاف: تمثلت الدفعة الأولى في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ومحاولة كل منهما تقييد تدفق السلع والخدمات بينهما عن طريق فرض رسوم على الواردات. وقد أسفر ذلك عن وضع يشابه الحرب التجارية في بداية الأمر، مما أدى إلى تراجع أسعار النفط بنهاية مارس 2018، إلا ان محاولات ناجحة أدت إلى نزع فتيل هذا الصراع، الأمر الذي أثر إيجابيا على أسعار النفط. وأشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري إلى المخاطر المحيطة بالطلب على النفط نتيجة لقيام الصين/أميركا بفرض رسوم على الواردات. كما تتمثل أحد اهم عوامل المخاوف الجيوسياسية الرئيسية في ارتفاع أسعار الذهب إلى اعلى مستوياته منذ عامين.
من جهة أخرى، تصاعدت حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط إلى مستويات جديدة منذ بداية شهر أبريل 2018، وأدت إلى ارسال موجة من الصدمات عبر أسواق النفط. وارتفعت الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2014 بعد التدخل الأميركي في المنطقة بما دفع بسعر مزيج خام برنت لتخطي مستوى 72 دولاراً للبرميل. كما تترقب الأسواق ما اذا كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيقدمان على فرض عقوبات على ايران مع توقع انخفاض قيمة المخزون في مايو 2018 بما قد يؤدي لإحداث اضطرابات في مخزونات أسواق النفط.
وفيما يتعلق بالإمدادات النفطية لـ «أوبك»، قامت الدول الأعضاء بتخفيض مستويات انتاجها بمعدل 201 ألف برميل يوميا، وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية، في حين تشير بيانات وكالة بلومبيرغ إلى تراجع معدلات الإنتاج بمعدل 170 ألف برميل يومياً، حيث بلغ متوسط معدلات الإنتاج 32.04 مليون برميل يومياً، فيما يعد أدنى مستوياتها منذ مايو 2017. ويعزى هذا التراجع في الأساس إلى تراجع انتاج كل من فنزويلا وليبيا والجزائر وانغولا، في حين أدى تزايد انتاج كل من الامارات ونيجيريا من تخفيف وقع هذا التراجع. وقد دفع ذلك لارتفاع مستوى التزام الأوبك باتفاقية خفض الإنتاج إلى مستوى قياسي بلغت نسبته 163 في المئة للشهر الخامس على التوالي، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
علاوة على ذلك، لم تقتصر العوامل التي أدت لارتفاع أسعار النفط على جانب العرض فقط، بل ارتفع كذلك الطلب على النفط وخاصة من قبل الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفقاً للتقرير الشهري الصادر عن منظمة الأوبك. وقد أدى ذلك إلى مراجعة بيانات الطلب على النفط لعام 2018 ورفعها بواقع 30 ألف برميل يومياً مقارنة بمستوى الشهر السابق بنمو متوقع يصل إلى 1.63 مليون برميل يومياً. من جانب آخر، وعلى الرغم من احتفاظ وكالة الطاقة الدولية بتوقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2018 من دون تغيير عند مستوى 1.5 مليون برميل يومياً، إلا انها قامت ايضاً بالإشارة إلى ارتفاع الطلب من قبل الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال الربع الأول من عام 2018 على خلفية برودة الطقس في الولايات المتحدة وانطلاق مشروع بتروكيماويات جديد.
وكررت «كامكو» إشارتها إلى ان الارتفاع الذي تشهده أسعار النفط حالياً يدعمه العديد من العوامل الهشة، حيث يرى تقرير الشركة أن المقومات الرئيسية قد تراجع أثرها في الوقت الحاضر، وتقوم عوامل خارجية بتحريك السوق. كما ان ارتفاع أسعار النفط يعرض اتفاقية خفض الإنتاج لمعارضة الدول الأعضاء رغبة منهم في الاستفادة من ارتفاع الأسعار عوضاً عن السماح للولايات المتحدة بالإنتاج بلا هوادة.
ولم يشهد متوسط أسعار النفط تغيراً يذكر على أساس شهري في مارس 2018 بعد أن تم معادلة الارتفاع الهائل الذي شهدته الأسعار خلال الأسبوع الثالث من الشهر بتراجع الأسعار مرة أخرى بنهاية الشهر على خلفية الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وتزايد هذا الضعف في مستهل ابريل 2018 إلا ان المخاوف الجيوسياسية التي اجتاحت الشرق الأوسط بالإضافة إلى الإشارات الدالة على قوة الطلب النفطي وقلة الامدادات ساهمت كلها في دفع أسعار النفط إلى الارتفاع خلال الأسبوع الثاني من الشهر. وبلغ متوسط سعر خام الأوبك 63.8 دولارا أميركيا للبرميل، في حين بلغ سعر خام النفط الكويتي ومزيج خام برنت 62.23 دولارا أميركيا للبرميل و65.9 دولارا أميركيا للبرميل، على التوالي.