
شدَّد عضو مجلس الشيوخ الفرنسي السيناتور أوليفييه كاديك على متانة العلاقات المشتركة بين بلاده والكويت، مؤكداً أنها ضاربة في جذور التاريخ، وتشمل شتى المجالات، مشيداً بتطابق وجهات النظر بين البلدين حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأكد كاديك خلال مؤتمر صحافي أول من أمس التزام بلاده أمن الكويت، وأكبر دليل على ذلك وجود الفرنسيين على أرضها، مبدياً إعجابه الشديد بما لاحظه من انتشار للغة الفرنسية لدى عدد كبير من الكويتيين، الذين التقاهم خلال زيارته القصيرة للبلاد.
وبينما لفت إلى أن صورة الكويت لدى الفرنسيين جميلة جدا وشفّافة، أشار كاديك إلى أن زيارته الثانية للبلاد خلال خمس سنوات تحمل الكثير من الدلالات والمضامين المهمة في شتى المجالات.
وحول الهدف من زيارته، ذكر أن الزيارة تأتي توطيدا للعلاقات البرلمانية بين البلدين وكنوع من المتابعة للزيارة، التي قام بها رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه للبلاد في بداية هذا العام، والتي كانت ناجحة بكل المقاييس.
لقاءات مثمرة
وأشار إلى أنه التقى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة النائب د.عبدالله الكندري، حيث ناقش معه سبل دعم العلاقات البرلمانية واستشراف آفاقها المستقبلية، مبديا إعجابه بسقف الديموقراطية المرتفع في الكويت والعمل البرلماني الاحترافي فيها، لافتا الى أن البلدين يتبادلان الخبرات البرلمانية في ما بينهما.
وفي ما يتعلّق بالدبلوماسية الاقتصادية، أشار كاديك الى اجتماعه مع ممثلي الشركات الفرنسية في الكويت المساهمة في خطة التنمية، لافتا الى فرصة كبيرة جدّاً لتطوير العلاقات الاقتصادية.
وأشاد باللقاء المثمر والبنّاء في غرفة التجارة والصناعة، كما أبدى إعجابه بزيارته للمدرسة الفرنسية، وبالانجازات التي حققتها، متمنيا أن يرتفع عدد الدارسين للغة الفرنسية في الكويت.
الأخبار الكاذبة
وردّاً على سؤال بشأن مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون مكافحة الأخبار الكاذبة، قال: لا نتحدث عن مدى صحة الأخبار من عدمها؛ فهناك معايير لكشف ذلك، ولكن النقطة الأكثر أهمية بالنسبة إلينا هي مدى تأثير الأخبار الكاذبة في نتائج الديموقراطية، حيث قد يوجّهها البعض للإساءة إلى سمعة الأشخاص أو النظام، ما يؤدي الى نتائج عكسية تؤدي إلى اثارة الفتنة.
وزاد بالقول: نحن بحاجة الى دعم العاملين في المجال الإعلامي لتحرّي الدقة قبل نشر أي خبر، والتأكد من مصداقيته.
وحول مدى تأثير ما يحدث في بلاده من تظاهرات في أبناء الجاليات الفرنسية بالكويت، أوضح ان ما يحدث في فرنسا من تظاهرات بين الحين والآخر هو تعبير عن الحرية التي كفلها القانون الفرنسي، ولكن بعض وسائل الاعلام تحاول تضخيم ما يحدث بشكل كبير حتى تؤثر في استقرار فرنسا، مستشهداً بالصور التي عرضها البعض لأحداث حصلت خارج فرنسا، وادعى أنها لمتظاهرين في فرنسا، وما سببته هذه الصور من اضطرابات.
وأعرب عن اعتقاده في انه ربما تكون نتائج استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست) قد تكون بسبب انتشار بعض الإشاعات والأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثر في قرار البعض في التصويت للانسحاب من الاتحاد الأوروبي.