كابوس الزلازل يلاحق إيطاليا.. هزة في «إيسكيا» تقتل وتصيب العشرات وتدفع السياح إلى الفرار
ضرب زلزال قوته 4 درجات وتبعته أكثر من 14 هزة ارتدادية جزيرة إيسكيا المزدحمة بالسائحين قبالة ساحل نابولي ليل امس الأول، ما أدى إلى مقتل امرأتين على الأقل وإصابة العشرات.
وهرع السكان والسياح من المنازل والفنادق إلى الشوارع الضيقة بالجزيرة، وقرر الكثير لاحقا مغادرة الجزيرة قبل الموعد المقرر خوفا.
وأظهرت مشاهد تلفزيونية انهيار نحو 6 مبان على الأقل في بلدة كاساميتشيولا بالإضافة إلى كنيسة في الزلزال الذي وقع في الساعة 8.57 مساء.
وسقطت امرأة مسنة قتيلة في أحد شوارع كاساميتشيولا، جراء سقوط حطام تساقط من كنيسة، فيما تحدثت وسائل الإعلام عن رصد جثة أخرى بين أنقاض منزل منهار.
وتتركز الأضرار في بلدتي كاساميتشيولا ولاكو امينو الصغيرتين على الساحل الشمالي لهذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 47 كلم مربعا، والمكتظة، ويبلغ عدد سكانها على مدار السنة 62 ألفا، لكن هذا العدد يزداد خلال الصيف.
وقال جيانباولو كاستانيا الذي يتولى إدارة فندق لابرغولا في كاساميتشيولا: «سمعنا هديرا، ثم حصل ذعر بين السكان الذين كانوا يتناولون العشاء في تلك الساعة».
وأضاف: «من حسن الحظ ان بنية الفندق لم تتعرض للأضرار، باستثناء بعض قطع الجص التي وقعت، لكن الناس شعروا بخوف شديد وأمضينا جميعا الليل في الخارج». وأوضح ان عدد نزلاء الفندق كان بين 120 و130 شخصا، أي 80% من قدرته الاستيعابية.
وحصل الشيء نفسه في فندق مانوليا الذي يبعد أقل من كيلومتر. وقالت صاحبته: «ليست لدينا القوة ولا الرغبة في الكلام»، مشيرة الى «بعض التصدعات». وقد أجليت هي ايضا خلال ليل امس الاول.
والمستشفى الوحيد في الجزيرة، الواقع في لاكو امينو، أخلي في مرحلة أولى خوفا من الأضرار، ثم حصل على الإذن بفتح أبوابه.
ووقع الزلزال قبل بضعة أيام من ذكرى مرور عام على وقوع زلزال قوي أدى إلى سقوط نحو 300 قتيل في وسط إيطاليا معظمهم في بلدة أماتريتشي.
وقال المعهد الوطني للجيوفيزياء وعلوم البراكين إن قوة الزلزال بلغت أربع درجات لكن كلا من هيئة المسح الجيولوجي الأميركية ووكالة الزلازل الأوروبية قدرت قوته بنحو 4.3 درجات.
وعملت طائرات الهيليكوبتر والعبارات على نقل عمال الإنقاذ من البر الرئيسي. كما تم توفير 3 عبارات إضافية خلال الليل لنحو ألف من السكان والسائحين الذين أرادوا الرحيل ومع بزوغ الفجر توجه العشرات إلى المرافئ الأربعة للجزيرة بعد أن قرروا إنهاء عطلاتهم باكرا.
وأعلن المجلس الوطني للجيولوجيين الإيطاليين امس «بعد سنة نعيش من جديد مأساة هزة أرضية»، موضحا انه «من المقلق فعلا» ان يستمر زلزال ضعيف في قتل الناس في إيطاليا.
وفي مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا، انتقد ألدو دو شيارا النائب العام المساعد السابق لنابولي، العدد الكبير لعمليات البناء غير القانونية في الجزيرة، وغالبا بمواد ضعيفة الجودة.
وشهدت جزيرة إيسكيا العديد من الزلازل التي كان أشدها في يوليو 1883، عندما أدت هزة قوتها 5.8 درجات إلى مقتل أكثر من ألفي شخص في كاساميتشيولا ومنهم عائلة الفيلسوف بينيديتو كروسي الذي كان في السابعة عشرة من عمره وانتشل حيا من بين الأنقاض. وبحسب وكالة فرانس برس فإن الزلازل تهدد 36% من الإيطاليين، وان المناطق المعرضة لخطر الزلازل الشديدة تتمثل في 44% من مساحة البلاد، وهذا بالتالي يهدد 21.8 مليون نسمة أي ما يعادل 36% من السكان.