المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

قهوة في مكان هادئ ومشهد مرعب

بقلم : شفاء الوهاس_جدة

ونحن نحتسي قهوتنا انا وصديقتي في مقهى على قارعة الطريق في احد احياء اسطنبول ، ونجول بنظراتنا في جمال الطريق والممرات الخضراء بين المباني التي يفصل بينها هذا الطريق الذي اخترناه ان يكون مكان للراحة وشرب القهوة ، قبل غروب الشمس وكان المكان يعج بالماره
من جميع الاجناس ، ورغم مرور الكثير من الناس امامنا الا انه لايوجد صخب بل كان المكان مريح ويعمه الهدوء التام ..
واذا بصوت يقطع علينا هدوء المكان ويربك الماره ويقلق اصحاب المحلات ليتركوا اماكنهم ويتجهوا الى الخارج وننظر بكل الاتجاهات والصوت يقترب من المكان ويبدا الصراخ يرتفع اكثر بشكل مخيف
ونحن لانعلم ماسبب صراخ هذا الرجل واذا بشاب يأتي مسرعاً عكس الماره ويخترق الجميع بسرعه هائلة وكأنه يطير في الهواء لاتكاد رجوله تلمس الارض من سرعته
وقفنا مذهولين واصبح صوت الصراخ المخيف يقترب منا وهو رجل كبير بالعمر يركض بكل قوته وسرعته خلف هذا الشاب وعندما اصبح امامنا قال :
انه حرامي ، امسكو به
ماذا نمسك لم نتمكن من اغماض اعيننا وفتحها الا وقد اختفي لسرعته …
ويقول امسكوه لقد سرق كل مالي !
واضن مسك الهواء وقتها كان اسهل من الامساك بذالك السارق …
والناس ينظرون مذهولين الرجل يتحدث العربية واضن انه لم يفهم ماقاله الا انا وصديقتي لان الكل فهم انه هناك مشكله ورجل يركض خلف اخر وبيده موبايله ومحفظة نقودة لاشيء يوحي بأنه قد سُرق فممتلكاته بيده ؟!
ولكن في انفسهم يقولون ربما هو ابنه ويريد اللحاق به او ربما انه في مشكله بينهما لكنهم لايستوعبون الحدث الصحيح فالرجل العربي يحمل بيده جوال وبالاخرى محفظته
وكان الشاب قد خطف النقود بسرعه من الرجل قبل ان يضعها في المحفظة وبقيت بيده فارغه واختفي الحرامي بالمال الذي كان الرجل قد حوله داخل صرافات تحويل العملات وكانت غلطته انه خرج من داخل محل الصرافه والمال في يده يريد ان يضعه في محفظته خارج المحل لضيق المحل ووجود اخرين خلفه يريدون الصرف ، وهو لايريد ان يأخرهم ولكن تجري الاقدار عكس ما اراد. واضن المبلغ كان كبير جداً ،
وانتهى هذا المشهد المرعب بعودة الرجل الى اتجاه اخر وهو غاضب ، والماره اكملوا طريقهم وهم يتهامسون بإستغراب.
اما اصحاب المحلات فقد كان واضح عليهم بعد ان فهموا موضوع الرجل انهم معتادون على مثل هذه السرقات ، وانه لم يعد جديداً عليهم ، وانا وصديقتي احكمنا اغلاق محافظنا بخوف وحاولنا اخفاءها فقد تملكنا الرعب من هذا المشهد الذي لم نعتاد عليه في بلدنا ، وحمدنا الله اننا نعيش على ارض وطن آمن
وتركنا المكان بسرعة واتجهنا لمقر اقامتنا ولم ننسى المشهد المرعب وبقينا لفترة نسترجع احداث ذلك المشهد …
رجل كبير بالعمر يستنجد ويصرخ ولا احد يعيره اي اهتمام.
وشاب في مقتبل العمر يسرق في وضح النهار ويختفي من امام الجميع بلا خوف ولا رادع ديني او أمني
والحمدلله على نعمة الأمن والامان في بلادنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى