المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

قصر عثماني للبيع بـ 95 مليون دولار

 

في أواخر القرن التاسع عشر، كانت الامبراطورية العثمانية تتجه الى الزوال. حيث كانت تعاني نقصا في التمويل والتشرذم الداخلي والتشظي الى بلدان وعرقيات ولغات متعددة.
في عام 1909، اضطر السلطان عبد الحميد الثاني للتنازل عن العرش. قبل ذلك الحدث بوقت قصير، بدأ أحد وزرائه، موسي زكي باشا، العمل على قصر ضخم مساحته 26900 متر مربع يقع على ضفة مضيق البوسفور. ويضم المبنى المكون من خمسة طوابق الذي صممه المهندس المعماري الفرنسي ألكسندر فالاوري، حدائق مشذبة وحماما في الطابق الأرضي ونوافذ كبيرة تطل على المضيق وزخارف فخمة.
عندما سقط السلطان، سقط معه معظم وزرائه أيضا، وذهب زكي باشا الى المنفى.
تم نقل القصر الى أصغر بنات السلطان العثماني، شاهبة سلطان، وزوجها (الذي كان ابن عمها)، عمر فاروق.
بعد الغاء السلطنة في عام 1922، هربت الأميرة وعائلتها الى جنوب فرنسا. وتم شراء المنزل، الذي بقي فارغا لبضع سنوات، من قبل عائلة بستيمار التي تستمد ثروتها من التبغ.
على مدى السنوات الـ85 التالية، عاشت أربعة أجيال متعاقبة من عائلة بستيمار في المنزل. الآن، وفي مواجهة الحفاظ على منزل يتطلب ثلاثة خدم لكل طابق (وهذا لا يشمل البستانيين وسائقي السيارات)، طرحت العائلة المنزل للبيع. القصر معروض حاليا للبيع بسعر 95 مليون دولار عند وكالة أيكان العقارية، وهي احدى الشركات الرائدة في مجال العقارات في العالم.
تقول بينار أيكان، الوسيطة التى تمثل عرض البيع «عندما اشترت عائلة بستيمار المنزل لأول مرة، استخدموه كمرفق لتخزين التبغ وعاشوا في قصر قريب».
عندما تم بناء المبنى، كان يقع في حي ثري منخفض التلال تهيمن عليه فلل فاخرة وحدائق أنيقة.
ومع مرور الوقت، هُدمت غالبية هذه القصور والفلل. وعلى الرغم من أن الحي لا يزال حيا للأثرياء، فإن المنزل هو واحدة من الفلل الوحيدة المتبقية بمثل حجمه.
وتقول أيكان «انه واحد من أكبر العقارات في اسطنبول. انه أكبر منزل للسكن على البوسفور، في هذه المرحلة».
في الوقت الحالي، يسكن في المنزل الجدة وهي كبيرة العائلة، التي كانت في الرابعة من عمرها عندما انتقلت عائلتها اليه، بالاضافة الى زوجة ابنها وحفيدتها. وتعيش النساء في طوابق منفصلة مع موظفين منفصلين. وفي المجموع، يحتوي المنزل على 23 غرفة نوم وأربع غرف معيشة و8 حمامات.
وتضيف آيكان أن جميع التصميمات الداخلية أصلية تقريبا، كما هو الحال بالنسبة للكثير من الأثاث. «هناك الكراسي التي كانت مملوكة من قبل لويس الرابع عشر، اضافة الى المفروشات، بما في ذلك ثريات مورانو، التي يعود تاريخها الى زمن العثمانيين.
وكما تقول آيكان «لقد تم الحفاظ على كل شيء. النوافذ والرخام وحتى الأسقف. كل شيء أصلي».
ويحتوي المنزل على ميزات أخرى حصرية وفريدة، حيث توجد مغسلة في غرفة اجتماعات كبيرة في الطابق الأول بالمنزل. وتقول ايكان «خلال المؤتمرات رفيعة المستوى، كانوا يديرون الحوض حتى يغطي ضجيج المياه على حديثهم» في حال وجود من يحاول استراق السمع.
لدى المنزل واجهة بزاوية تبلغ 360 قدما أمام مضيق البوسفور، فضلا عن مساحة أقل بقليل من الفدان.
ومع ذلك، ورغم فرادة العقار، الا أنه يواجه بعض العوائق لبيعه بالسعر المدرج. وذلك لأنه أولا: يتضاءل أمام جسر «السلطان محمد الفاتح» المعلق الكبير، الذي يقع مباشرة فوق العقار. فبغض النظر عن مدى جمال المنظر، الا أن وجود طريق سريع مكون من 8 حارات معلَق على ارتفاع 210 أقدام فوق حديقتك قد يفقدها سحرها.
ثانيا، السعر الباهظ. فعرضه للبيع مقابل 95 مليون دولار، يكون القصر بعيد المنال بالنسبة للعديد من المشترين المحليين، والوضع السياسي الحالي في تركيا قد يجعل المشتري الأجنبي يعيد النظر في فكرة الاستثمار أو الشراء في البلاد. فبهذا المبلغ، هناك خيارات لا تعد ولا تحصى في كل مركز مالي رئيسي في جميع أنحاء العالم. وقد يفضل أي شخص مهتم بحماية أمواله من خلال الاستثمار السكني بلد بحكومة أكثر استقرارا.
وتقول أيكان «يمكن لمواطن تركي أو ساكن محلي أن يشتريه لأغراض تجارية، وربما لاقامة فندق فريد من نوعه. أو تحويله الى قنصلية أو بالطبع، اذا أراد أحدهم سكنا خاصا جدا ومتميزا، فيمكنه شراؤه أيضا».
القصر معروض في السوق للبيع منذ حوالي خمس سنوات، لكن آيكان تقول ان البائعين ليسوا في عجلة من أمرهم. وتضيف «انهم لا يريدون بيعه مقابل لا شيء. أنه قصر وليس منزلا عاديا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى