المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الرياضة

قرية صلاح تعجّ بطالبي المساعدات

داخل حافلة صغيرة متجهة من القاهرة إلى محافظة الغربية بدلتا مصر، سأل أحدهم: هل هناك من يعرف قرية «نجريج» في المحافظة؟ الرجل الذي كان يصطحب طفلة فوجئ بأن جميع من بالحافلة – وعددهم 13 راكباً – يعرفون مكانها بدقة.. فهي بلدة لاعب كرة القدم الأشهر حالياً محمد صلاح.
بدأ الرجل يقصّ سبب بحثه عن منزل أسرة صلاح، وقال «اسمي أحمد.ع متزوج ولدي طفلة.. فقدتُ كل أموالي في التجارة، ومعرّض للسجن الآن». وكشف أنه يواجه ديوناً بمبلغ 60 ألف جنيه (3400 دولار)، ويحتاج إلى مساعدة، وسمع أن أسرة صلاح تفعل ذلك.

قبلة الخير
أثناء السير في شوارعها الضيقة والملتوية، لن تشعر أنّك في قرية صلاح، فلا توجد صورة للاعب معلقة إلا في النادي الذي يحمل اسمه.
في منزل بسيط من ثلاثة طوابق يقطن والد صلاح ووالدته وشقيقه الصغير نصر، كما أن شقيقته متزوجة في القرية نفسها.
حالة أحمد – وفق أحد المقربين من صلاح – واحدة من حالات العشرات الذين يترددون يومياً على البلدة من كل المحافظات لطلب المساعدة. ويضيف لوكالة الأناضول – مفضلا عدم ذكر اسمه الكامل – أن اللاعب يمنع جميع أفراد أسرته من الظهور الإعلامي، كما أنهم في غالب الأوقات خارج بيوتهم لعدم الحرج ممن يطرق بابهم، فلا تمر ساعة بليل أو نهار إلا وهناك اتصال هاتفي أو حالة تطلب المساعدة.
وأشار المصدر إلى أن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ساعدت في زيادة هذا الإقبال، وقال «كل يوم نسمع أن والد صلاح يذبح عجلا مع كل هدف لصلاح، فنجد العشرات ينتظرون عقب كل مباراة.. وهناك من يقول إنه يزوّج 50 فتاة من وقت لآخر، أو يتبرع بأفدنة من الأراضي لإقامة شبكة صرف صحي، وكلها تشجع المحتاجين على التدفق إلى القرية».
وأضاف «حتى ان المسؤولين بدأوا يروجون مثل هذه الشائعات كنوع من الإحراج للاعب.. صلاح ليس مسؤولا عن حل المشاكل، هناك مسؤولون يجب أن يلتزموا بأدوارهم.. صلاح يساعد، ولكن كل شيء له حدود».
ويمضي قائلا إن قرية «نجريج التي تحتاج إلى المساعدة أصبحت قبلة للوافدين من كل محافظات البلاد، وكل منهم يحمل قصة مأساوية وبعضهم ظهر كذبه». وأكد أن «الأسرة أصبحت تحت الحصار؛ لا تفتح أبوابها لأحد، ولا تقابل أحداً، ولا تستطيع أن تمارس حياتها بشكل طبيعي».

تحت المراقبة
أحد جيران صلاح يقول متحفظاً على ذكر اسمه، إنه اعتاد رؤية غرباء ما بين كاميرات وسائل إعلام محلية وأجنبية وطالبي المساعدة في شارعهم الذي كان هادئًا قبل نجومية «مو صلاح».
وأضاف أنه مع كل بطولة يكون الزائرون أكثر من أهل القرية ذاتها في النادي الذي يحمل اسم «محمد صلاح»، وتسهر القرية حتى الصباح رغما عنها.
وفي محاولة للتجاوب مع السائلين عن سكن أسرته، فكر اللاعب الدولي في إنشاء جمعية خيرية تتولى بحث الحالات المحتاجة، ويدير الجمعية مجلس أمناء من بين أعضائه والد اللاعب.
وقال الباحث الاجتماعي في جمعية صلاح الخيرية حسن بكر إن صلاح هو صاحب فكرة إنشاء الجمعية في شهر رمضان الماضي عندما قضى في القرية عدة أيام، ولاحظ كثرة تردد بعض الأهالي والمحتاجين على منزله بشكل عشوائي، ففضل أن يقنن هذا العمل لتصل المساعدات إلى مستحقيها ويبعد السائلين عن سكن أسرته «فقط لأنّه سكن، ومقصد الراحة والهدوء».
وأشار إلى أن الجمعية تم تأسيسها رسميا نهاية العام الماضي، وتقدم حاليا مساعدات شهرية لـ450 أسرة من القرية والقرى المجاورة، بجانب بعض حالات الزواج، رافضا الإفصاح عن قيمة المساعدات.

بشرة خير
تعاني قرية نجريج من نقص الخدمات، فهي بلا وحدة إسعاف ولا مطافئ، وحتى الملعب تعرض للإهمال فأصبح مكباً للقمامة. وتسود حالة سخط بين أبناء القرية، حيث يتهمون الحكومة بأنها تنتظر من نجم ليفربول ومنتخب مصر أن يقوم بدورها في حل تلك المشاكل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى