في الجزء الثاني من “أوراق الخيانة”.. هكذا اختطف الإخوان إدارة أوباما

بدأت القصة سنة 1963 حين أنشأ التنظيم أول واجهة له في أمريكا وكندا سنة 1963 وهو جمعية الطلبة المسلمين (أم أس آي) التي تتركز في الفروع الجامعية داخل هاتين الدولتين. وعملت على زرع التطرف في أجيال من المسلمين الأمريكيين والكنديين على قاعدة وضع الإسلام في مواجهة العالم. 11 كنديّاً من أبرز الإرهابيين كانت لهم علاقة بجمعية الطلبة سنة 2015. وارتبط عدد من مؤسسي الجمعية بالإخوان أو كانوا أعضاء في تنظيمهم، وعلى رأسهم هشام الطالب جمال برزِنجي وأحمد توتَنجي الذين ينحدرون من قيادة الإخوان في العراق. وكانت مساعِدة هيلاري كلينتون الشخصية هوما عابدين في المجلس التنفيذي لجمعية الطلبة.
الإمارات تتحرّك
تشير الدراسة إلى أنّه منذ أوائل الستينات أنشأ التنظيم عدداً من “المنظمات المدنية” كواجهة له وهي تعني كل شيء إلا الطابع المدني. أسّس شخصان على ارتباط وثيق بعميل لحماس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير). وفي 2014 وضعت الإمارات العربية المتحدة المجلس على لائحة الإرهاب. سنة 1992 أسس الإخوان الجمعية الإسلامية الأمريكية (ماس) التي طالبت بفرض الشريعة على الأمريكيين. واعترفت بأنها كالجمعية الإسلامية لأمريكا الشماليّة (إيسنا) تملك نفس الأهداف. كذلك الأمر، صنّفت الإمارات الجمعية الإسلامية الأمريكية على لائحة الإرهاب سنة 2014.
واجهات أماميّة
عيّن أوباما الرئيس السابق للجمعية الإسلامية لأمريكا الشماليّة محمّد ماجد كمستشار لمجلس الأمن القومي الأمريكي سنة 2011 وكان يتردّد كضيف إلى البيت الأبيض. وأسس حسن وماهر حتحوت مجلس الشؤون العامّة الإسلامية (مباك) وهما كانا مقرّبين جدّاً من من مؤسّس الإخوان حسن البنّا. هذا المجلس يدعم زعيم حزب النهضة التونسي راشد الغنّوشي. وكان رئيس المجلس سلام المراياتي قد مثّل أمريكا في الأمم المتّحدة والأونيسكو سنة 2010. وفي سنة 1991 أصدر الإخوان مذكّرة داخلية اعترفت بمجلس العلاقات الأمريكية الإسلاميّة والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وجمعية الطلبة المسلمين في أمريكا على “لائحة منظماتنا ومنظمات أصدقائنا”. وتشير الدراسة إلى أنّ الأمر لا يتطلب جهداً كبيراً لمعرفة أنّ جميع هذه الشبكات هي فروع وواجهات أمامية للإخوان.
الأموال القطريّة والاتفاق النووي
وكتبت “أوراق الخيانة” عن تأثير الأموال القطرية على مؤسستين أمريكيّتين هما جامعة جورج تاون وبروكينغز. فالأولى أسست فرعاً لها سنة 2005 في الدوحة (أس أف أس – كيو) التي تمّت تغطية جميع تكاليفها من مؤسسة قطر التي تملك صلات بالإرهاب. وأكدت الدراسة تأثير التمويل على نوعيّة التعليم الذي تقدمه جورج تاون لديبلوماسيّي المستقبل في قطر، كما لفتت النظر إلى التعليقات اللاساميّة في صحيفة طلاب تلك الجامعة. وبلغ مجموع تمويل الدوحة لمعهد بروكينغز بين عامي 2011 و 2013 حوالي 177 مليون دولار. ولهذا تولّى مارتن إنديك، نائب رئيس المعهد، تهيئة التفاوض حول الاتفاق النووي الإيراني في عهد إدارة أوباما التي وقفت بقوّة إلى جانب حماس وقطر.
استغلال أمريكا لبناء الخلافة العالمية
ونقلت الدراسة عن مجلّة روز اليوسف المصرية سنة 2013 إشارتها إلى سبعة أشخاص عيّنهم أوباما في إدارته، لهم علاقة بالإخوان. فإضافة إلى عابدين، كان هنالك عريف علي خان، مساعد وزير الأمن القمي لتطوير السياسة بين سنتي 2009 و 2010، إيبو باتيل العضو في المجلس الاستشاري لأوباما ، محمّد ماجد في مجموعة العمل لمكافحة التطرف والعنف في وزارة الأمن القومي. وبرز أيضاً محمّد الإبياري العضو الاستشاري البارز في وزارة الأمن القومي، ورشاد حسين، الموفد الأمريكي الخاص إلى منظّمة التعاون الإسلامي، وسلام المراياتي ممثّل الإدارة إلى اليونيسكو والأمم المتّحدة.
ترى الدراسة أن لا مصادفات في هذا الموضوع. فالإخوان اختطفوا الحكومة والجيش الأمريكيّين وهم يستغلّونهما لبناء خلافة إسلاميّة عالميّة وتغيّر الثقافة الداخليّة للأمريكيين. هؤلاء هم الذين عيّنهم أوباما لاستشارتهم في شؤون الأمن القومي والشؤون الإسلاميّة والذين أفسدوا السياسة الخارجية.