ظهرت لديك بعض القروح الباردة في الأشهر الأخيرة بعد سنوات من غياب هذه المشكلة. ما أسباب تجددها وما أفضل طريقة لمعالجتها؟
تنجم القروح الباردة عن فيروس الهربس البسيط. عند التعرض لهذا الفيروس الذي ينتقل من شخص إلى آخر عبر الاحتكاك الجلدي، سيبقى في جسمك مدى الحياة. بعد التقاط العدوى الأولية، سيصل الفيروس إلى الأعصاب حيث يبقى خامداً، لكنه قد يستيقظ من وقت لآخر. بعض العوامل مسؤولة عن إيقاظ الفيروس، ما يؤدي إلى نشوء قروح باردة. ما من علاج نهائي لهذا الاضطراب، لكن تساهم الأدوية المضادة للفيروسات في شفاء القروح الباردة بسرعة، حتى أنها قد تُقلّص وتيرة تجددها. القروح الباردة عبارة عن بثور صغيرة ومليئة بالسائل، أو يمكن أن تظهر مجموعة من البثور في معظم الحالات على الشفاه أو حولها. تجفّ هذه البثور بسرعة وتُشكّل قشرة. قبل يوم أو يومين على ظهورها، قد تشعر بالحرقة أو الحكة أو الوخز في المنطقة الجلدية التي ستظهر فيها القروح في نهاية المطاف. تتعدد المسببات الشائعة للقروح الباردة، منها الضغط النفسي، وأمراض مثل نزلة البرد أو الإنفلونزا، والتعرض لأشعة الشمس والرياح أو أي عناصر مسيئة أخرى، والجروح أو الإصابات على مستوى البشرة، وحصول تغيرات في جهاز المناعة أو في عمل الهرمونات. تُشفى معظم القروح الباردة من تلقاء نفسها خلال أسبوعين تقريباً. لكن إذا كانت الحالة تزعجك، يمكنك أن تستفيد من مسكنات ألم غير طبية مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين. يمكنك أن تخفف شعور الحرقة أو الوخز عبر استعمال كمادة باردة أو امتصاص مكعبات ثلج. خفف أيضاً استهلاك المأكولات التي تُهيّج القروح، منها الأغذية المالحة أو الحارة، ,المأكولات الحمضية كالطماطم والفاكهة الحامضة. ادهن الفازلين على القروح والبشرة المحيطة بها، سيخفّ الجفاف والتشقق أيضاً. لتخفيف مدة القروح الباردة وتقليص الأعراض. تزيد فاعلية هذا الدواء عند استعماله فور ملاحظة الوخز أو أعراض مبكرة أخرى تشير إلى نشوء قروح باردة. لكن يبقى مفعول الدواء محدوداً ويكتفي بتقليص مدة الأعراض ببضع ساعات. إذا استمرت القروح الباردة لأكثر من أسبوعين استشر طبيباً جلدياً لتقييم الوضع. قد يوصيك الأخير بأخذ دواء مضاد للفيروسات على شكل حبوب.
إذا كنت مصاباً بالإكزيما أو تعاني من ضعف في جهاز المناعة، قد تكون معرّضاً لالتهابات ومضاعفات أكثر حدة، وبالتالي يجب أن تستشير مقدم الرعاية الصحية. كذلك، استشر طبيبك لتلقي العلاج المناسب إذا نشأت أي قروح باردة بالقرب من عينيك أو على طرف أنفك. لمنع الفيروس من الانتشار، تجنب تقبيل الآخرين أو أي نوع من الاحتكاك الجلدي تزامناً مع إصابتك بقروح باردة. احرص أيضاً على فصل أغراضك الشخصية، مثل المناشف ومرهم الشفاه، عن أغراض الآخرين في منزلك خلال فترة ظهور القروح. ولا تتقاسم أدوات الأكل أو الأكواب أو الأطباق مع أحد. لحماية بشرتك وتقليص احتمال تجدد المشكلة، استعمل مرهماً للشفاه يحتوي على واقٍ شمسي واسع الطيف. أخيراً، قد تساعدك بعض التقنيات الرامية إلى تقليص ضغطك النفسي على تخفيف حدة القروح.
