فنان يزين جدران مدارس اللاجئين بألوان الحياة

تحولت جدران مدارس مخيم الزعتري للاجئين السوريين (85 كلم شرق العاصمة عمان) الى لوحات فنية تكتسي بألوان الحياة، في محاولة من الفنان التشكيلي السوري عماد الرسام التخفيف من وطأة اللجوء على أطفال المخيم بتلوين جدران مدارسهم برسومات تعطي الحياة زخما وطمأنينة. ومنذ أكثر من شهر تقريبا أخذت جدران مدارس الزعتري تكتسي بألوان الأخضر والأزرق والبرتقالي، التي تشكل ألوان الفرح التي يجب أن تكون حاضرة في نفوس الأطفال.
يقول الرسام لـ القبس: كنت قد انشأت فكرة المرسم المدرسي الحر بمدارس السلط (وسط المملكة) ولاقت تجاوبا من الأطفال الأحبة في هذه المدينة، وأردت تطبيق هذه الفكرة في مخيم الزعتري الذي أصبح يحفر كثيرا في ذاكرة الأطفال.
ويتابع الرسام الذي عاش في الكويت لأكثر من عشرين عاما، رسم فيها عددا من «الجداريات»: بدأت بتطبيق هذه الفكرة في مخيم الزعتري مع أطفالنا السوريين من اللاجئيين، فجمعت عددا كبير من فراشي الرسم وألواني الخاصة، وحملتها في حقيبتي وذهبت الى المخيم من باب تقديم الدعم النفسي لهم، لأجعلهم يتركون بصمة مميزة على جدران مدارسهم.. وكانت أجمل اللحظات حين رأيت فرحتهم بهذا النشاط الجديد والمميز.
ويضيف أن معاناة الشعب السوري تركت في داخله جرحا وخصوصا الأطفال، «وهذا الجرح يتعاظم في داخلي عندما أرى أطفال العالم يعلبون ويلهون وأطفالنا يعيشون في مأساة الحرب واللجوء».
وبينما يشكل الأطفال أكثر من نصف اللاجئين السوريين في الأردن، تشير أرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الى أن عدد الأطفال في سن المدرسة في المخيم (6 إلى 17 عاما) نحو 26732 طفلا، نحو 21 الفا منهم ملتحقون بالمدارس اكثر من نصفهم من الاناث في حين يبلغ عدد الأطفال خارج المدرسة 5774.