20 نحاتاً من أنحاء العالم يجتمعون في مدينة جدة التاريخية لمدة 20 يوماً، والمحصلة منحوتات ستبقى للأبد في أحضان عروس البحر الأحمر.
كيف تسحر هذه المدينة زائريها؟ سؤال يدور بينك وبين نفسك حين تجد الفنانين منهمكين في منحوتاتهم، وكل منهم يأتي من مكان مختلف من العالم، وكلهم يتشاركون في محاولة التقاط الإلهام من بين أزقة المدينة التاريخية.
كل منحوتة حين تقلب بصرك فيها تجد شيئا منك، رغم تنوع الأدوات، وتحدي الأفكار، لكن روح جدة سكنتهم في فترة “السمبوزيوم” فاستحالت غربتهم قرباً ومحبة لهذه المدينة وثقافتها.
من الساعة الثامنة صباح كل يوم يشرع الفنانون بالعمل بكل حماس، فهم سيكونون بعد بضعة عشر يوما جزءا من تاريخ المدينة، وعند السادسة مساء حين ينقضي يوم العمل، يعودون بالمشقة إلى حيث ينامون استعدادا ليوم جديد، في رحلة تحويل مكعبات الرخام الصماء إلى فن نابض.
ورغم ليونة الرخام الأبيض وسهولة نحته مقارنة بغيره، إلا أن دقيق النحت يتناثر على وجوههم، ويحتمون من غباره الناعم بكمامات كثيفة، يغالبون أنفاسهم وبأيديهم أدوات نحت متعددة، منها البدائي القديم كالمطرقة والإزميل، ومنها أجهزة النحت والتحويل الكهربائية الحديثة.
ويأتي الفنانون المختارون لهذا السمبوزيوم من أماكن مختلفة من العالم، ويشاركون جنبًا إلى جنب في رحلة إبداعية عنوانها المهارة والطموح، وبينهم 3 سعوديين هم: عصام جميل، رضا العلاوي وكمال المعلم.
إلى جانب ذلك، يشارك 3 فنانين من العالم العربي هم: علي جبار من العراق، هشام عبد المعطي وهاني فيصل من مصر.
نحاتون من أرجاء العالم
كما يشارك في الحدث نحّاتون عالميون هم: مايكل ليفتشينكو من أوكرانيا، وكامين تاناييف من بلغاريا، وخوسيه كارلوس كابيلو ميلان من إسبانيا، وماريو لوبيز من البرتغال، وجو كلاي من ألمانيا، وسيلفان بات من بلجيكا، وبوترينت مورينا من كوسوفو، ولين لي جين وتشيلونغ لين فان من تايوان، وتاكيشيتا كوبو من اليابان.
ويحظى التجمع بمشاركة نسائية تتمثل في عدة فنانات هن: آغنيسا بيتروف من بلغاريا، وآنا ماريا نيجارا من رومانيا، وآنا راسينسكا من بولندا.
يذكر أن وزارة الثقافة تنظم هذا التجمع الأول، ضمن سلسلة من التجمعات الثقافية الدولية انطلاقا من اهتمامها بدعم الفنون الجميلة، وحرصها في إيجاد منصات فنية يلتقي من خلالها المبدع السعودي بنظرائه حول العالم في سياق التبادل الثقافي الدولي.
