المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

*فقدان المياه بشكل مستمر يسرع في الشيخوخة ويزيد مخاطر الأمراض

*أكد أنه المكون الأساسي للجسم..د.يوسف النمراوي استشاري الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي*

*

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال

أفضل ماء هو ماء زمزم بمكة المكرمة.
والماء هو السائل الذي تقوم عليه عماد الحياة في الأرض، ويتركب من اتحاد الأوكسجين والهيدروجين بنسبة حجم من الأول وحجمين من الثاني، وهو في نقائه شفاف لالون له ولاطعم ولارائحة،ويعد مكوناً مهماً من المكونات الهيكلية للجلد،والغضاريف،والأنسجة، والأعضاء،ويعتمد كل عضو من أعضاء جسم الإنسان على الماء،بالإضافة لكون الماء المكون الأساسي للجسم،فهو يشكل ما نسبته: 
• ٨٥٪ من الدماغ.
• ٩٠٪ من الدم.
• ٧٥٪ من العضلات.
• ٨٢٪ من الكلى.
• ٢٢٪ من العظام.  
يكون محتوى الماء في الجسم لدى الرضع في أعلى مستوياته،حيث يشكل الماء 78% من أجسامهم،وتقل هذه النسبة بعد عام من الولادة لتصل إلى 65%. تحتوي أجسام الذكور كذلك على كمية أكبر من المياه مقارنة.
*أهمية الماء لجسم الإنسان*
يشكل الماء حوالي 60% من جسم الإنسان،ويلعب دوراً مهماً في مختلف العمليات الحيوية،كما يعد ضرورياً لتنظيم توازن الأملاح بين داخل الخلية وخارجها. تتلخص أهمية الماء لجسم الإنسان في الوظائف التالية:
•تنظيم درجة حرارة الجسم عن طريق عملية التعرق، والتي تبرد الجسم في درجات الحرارة المرتفعة،أو عند بذل مجهود بدني كبير،ويساعد شرب الماء كذلك على تعويض الماء والأملاح التي يتم طرحها مع العرق.
•المساهمة في التخلص من السموم والمواد الضارة في الجسم بوساطة الكلى وعمليتي الإخراج والتعرق. بالإضافة لذلك،يساعد شرب المياه بكميات مناسبة على تحسين كفاءة الكلى ووقايتها من الأمراض.
•تكوين اللعاب،والذي يحتوي على الإنزيمات والمواد الضرورية لهضم الطعام وحماية الفم.
•حماية المفاصل والحبل الشوكي،وذلك عن طريق إحاطتهما بسائل زلق يعمل كوسادة لتسهيل الحركة والوقاية من التهاب المفاصل. يساعد الماء كذلك على حماية الدماغ عن طريق السائل الشوكي.
•المساهمة في تحسين عملية هضم الطعام،وذلك عند شرب الماء قبل، وأثناء، وبعد تناول وجبات الطعام.
•المساعدة على امتصاص المعادن،والفيتامينات،والمواد الغذائية من الطعام،ونقلها إلى كافة أجهزة الجسم.
يسهل الماء بهذه الطريقة الحصول على الفائدة القصوى من الأطعمة المختلفة.
•تحفيز عمليات الاستقلاب في الجسم،حيث يساعد شرب 500 مليلتر مكعب من الماء على رفع معدل الاستقلاب في الجسم بنسبة 30%،وتمد عمليات الاستقلاب الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة اليومية،وتساعد على حرق الدهون.
•تحسين الأداء الذهني ووظائف الدماغ،بما يشمل تحسين المزاج، والتركيز، والذاكرة.
•نقل الأكسجين إلى كافة أرجاء الجسم عن طريق الدورة الدموية،حيث يعد الماء المكون الرئيسي للدم.
•المحافظة على ضغط الدم ضمن مستوياته الطبيعية.
•ترطيب الأنف والعينين.
كمية الماء التي ينصح بشربها
تتضارب الآراء حول الكمية التي ينصح بشربها يومياً من الماء، حيث ينصح عادة بشرب لترين من الماء يومياً، بما يعادل 8 أكواب بحجم 240 مليلتر مكعب.إلا أن الكمية الصحيحة من الماء تعتمد على عوامل عدة،مثل فصول السنة،والمناخ الخاص بكل دولة،ومستوى الرطوبة، والنشاط البدني،والصحة العامة،والجنس. بشكل عام، فإن الكميات التالية من الماء تكفي احتياجات أغلب الأشخاص البالغين:
•للنساء:2.7 لتر من المياه يومياً من جميع المصادر، والتي تشمل شرب الماء، والمشروبات الأخرى، والأطعمة ذات المحتوى العالي من الماء.
•للرجال:3.7 ليتر يومياً من جميع مصادر المياه،أو 3 ليترات من شرب الماء والمشروبات الأخرى،كالقهوة، والشاي،والعصائر.
قد يحتاج الجسم إلى كميات أكبر من المياه أثناء فصل الصيف،أو في الدول ذات المناخ الحار،أو عند ممارسة الرياضة،أوالإصابة بالحمى،أو وجود حالات طبية معينة تتطلب شرب كميات كبيرة من المياه كجزء من العلاج،مثل الإسهال أو القيء أو حصى الكلى. في حال مواجهة صعوبة بتذكر شرب الماء بأوقات محددة،ينصح البعض بشرب الماء فقط كلما شعرت بالعطش.
يمكن الاستدلال على عدم شرب كميات كافية من المياه عن طريق لون البول،حيث يدل لون البول الغامق على الجفاف. 
أغذية تحتوي على نسب عالية من الماء،بالإضافة إلى شرب المياه والمشروبات، يمكن تحصيل احتياجاتك اليومية من الماء عند تناول الأطعمة التالية ذات المحتوى المائي العالي:
•الخس،ويشكل الماء 95% من محتواه.
•البطيخ،بنسبة 92% من المياه.
•البروكلي،بنسبة 91% من المياه.
•الجريب فروت، بنسبة 91% من المياه.
•الجزر،بنسبة 87% من المياه.
•التفاح، بنسبة 84% من المياه.
*فوائد الماء:*
للماء آثار إيجابية على كل عضو من أعضاء الجسم تقريباً،مما يجعله سائلاً سحرياً يساهم في الصحة العامة للجسم. تذكر من فوائد الماء التالي:
•تحسين النشاط البدني،وذلك عبر منع الآثار السلبية للجفاف على العضلات،وبالتالي القدرة على ممارسة الرياضة والقيام بمجهود بدني يؤدي الجفاف، وإن كان بسيطاً إلى درجة فقدان 2% من محتوى الماء في الجسم،إلى الشعور بالإرهاق،واختلال تنظيم حرارة الجسم،وانعدام الحافز للقيام بمجهود بدني كبير. بالإضافة لذلك،قد تؤدي ممارسة الرياضة دون تعويض الماء المفقود عن طريق التعرق إلى الإصابة بهبوط ضغط الدم وفرط ارتفاع الحراره بالجسم لذلك،وينصح بشرب كميات كافية من المياه قبل وبعد ممارسة الرياضة للقيام بأفضل مجهود بدني.
•تحسين وظائف الدماغ،حيث تتأثر بعض وظائف الدماغ، مثل التركيز،والمزاج،والطاقة، والذاكرة بفقدان حتى أصغر الكميات من المحتوى المائي للجسم،والتي قد تصل لحوالي 1%،ويؤدي الجفاف كذلك، وإن كان بسيطاً،إلاحدوث نوبات متكررة من الصداع، وانعدام الطاقة،والإرهاق، والشعور بالقلق.لذلك يساعد شرب الماء بكميات معتدلة خلال اليوم على تحسين الأداء الذهني والتركيز، ويساهم شرب الماء كذلك في تخفيف شدة ومدة الصداع لدى الأشخاص المصابين بالجفاف.
•الوقاية من الامساك والمساعدة في علاجه،حيث يعد الجفاف أحد العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالإمساك.
•الوقاية من تكوّن حصي الكلي ففي بعض الحالات،قد يساعد شرب كميات كبيرة من المياه على تخفيف تركيز المعادن والمواد المكونة لحصى الكلى، مما يمنع ترسبها والتحامها.
•الوقاية من تسوس الأسنان عند استبدال الماء بالمشروبات الغازية. 
•الحفاظ على توازن السوائل المختلفة في الجسم،والتي تلعب دوراً مهماً في مختلف العمليات الحيوية،مثل الهضم، ونقل المواد الغذائية والأملاح، وتكوين اللعاب،والدورة الدموية،وغيرها.
*الماء وخسارة الوزن*
يفضل شرب الماء قبل الوجبات بنصف ساعة،مما يساهم في الشعور بالشبع وتناول كميات أقل من الوجبات،أما تناول الماء أثناء الأكل،فوجد أنه لايؤثر على كمية الطعام التي يتم تناولها. ينصح كذلك بشرب الماء بارداً، مما يستلزم استهلاك الجسم للطاقة على شكل سعرات حرارية لرفع درجة حرارة الماء وجعلها مناسبة لحرارة الجسم،وقد يساعد شرب كميات كبيرة من المياه على فقدان الوزن عن طريق:
•استبدال المشروبات ذات المحتوى العالي من السعرات الحرارية بالماء،حيث لا يحتوي الماء على أي سعرات حرارية،ولذلك فهو مناسب للحميات التي تعتمد على تقليل عدد السعرات الحرارية اليومي.
•إضافة الماء للوجبات،كتناول حساء الخضار بدلاً من الخضار وحده،للوصول للشبع بشكل أسرع، وبالتالي تناول كميات أقل من الطعام.
•تناول الوجبات ذات المحتوى العالي من الماء،والتي تساعد على إبطاء امتصاص الطعام من الجهاز الهضمي،مما يؤدي لبقاء الطعام فترة أطول وتأخير الجوع.
•كذلك،تبدو الأطعمة ذات المحتوى العالي من المياه أكبر حجماً من الوجبات الأخرى، مما يساعد على الشعور بالشبع والاكتفاء بكمية أقل من الطعام.
•شرب كميات كبيرة من المياه يساعد على تحفيز عمليات الاستقلاب في الجسم،مما يساعد على حرق الدهون من الطعام.
*مخاطر فقدان المياه*
يخسر البالغين في المعدل نحو ٢،٥ لتر من المياه يوميا من خلال التعرق ،والتنفس، وإخراج الفضلات،وتبدأ أعراض تدهور الجسم في الظهور حين يفقد الجسم 5 ٪ من اجمالى حجم المياه فيه.
•عند البالغين الأصحاء، تتلخص الأعراض بالشعور بالتعب وعدم الراحة بشكل عام،في حين أن الرضيع قد يتعرض لحدوث الجفاف ومضاعفاته،أما بالنسبة لكبار السن فإن ضياع ٥٪ من المياه يسبب خللاً في كيمياء الجسم،لاسيما إذا كانت النسبة المئوية للصوديوم هي الغالبة.
•إن فقدان المياه بشكل مستمر مع مرور الوقت سوف يسرع الشيخوخة،فضلاً عن زيادة مخاطر الأمراض.
•إذا لم يتم أمداد الجسم بما يكفيه من الماء،فإن الخلايا سوف تسحب الماء من الدورة الدموية،مما يجعل القلب يعمل بجد أكثر،وفي الوقت نفسه،لايمكن للكلى تنقية الدم بشكل فعال. وعندما يحدث ذلك،فإن بعضا من عبء عمل الكلى ينتقل إلى الكبد وغيره من الأجهزة،مما قد يسبب لها الاجهاد. 
•قد ينتج عدد من الظروف الصحية البسيطة عن الجفاف، مثل الإمساك،وجفاف الجلد وحكة الجلد،وحب الشباب، ونزيف في الأنف،والتهاب المسالك البولية،والضغط على الجيوب، والصداع.
*تسمم الماء*
قد يفاجئ البعض عند ذكر مصطلح تسمم الماء،فكيف يكون الماء ساماً وهو المكون الأساسي للجسم؟تسمم الماء هو حالة طبية نادرة،إلا أنها شديدة الخطورة،وقد تؤدي للوفاة،فكيف تحدث هذه الحالة؟
•تتواجد الأملاح والمعادن، وأهمها الصوديوم في حالة توازن مع الماء داخل الجسم. يعد هذا التوازن مهماً لحفظ كمية الماء داخل وخارج الخلايا بمستوياتها الصحيحة.
•عند شرب الماء بكميات مفرطة (حوالي 3-4 لتر خلال فترة قصيرة)،كما يحدث في بعض ماراثونات الركض،قد تتعدى كميات المياه قدرة الكليتين على الإخراج (1 لتر في الساعة)، مما يؤدي إلى زيادة كمية المياه داخل الجسم.
•تؤدي الكميات المفرطة للمياه في الجسم إلى اختلال التوازن بين الماء وعنصر الصوديوم،والذي تنخفض مستوياته في الدم بشكل كبير،مما ينتج عنه دخول الماء إلى الخلايا وتورمها. ينتج عن هذه الحالة بعض الأعراض مثل:-الصداع.-القيء والغثيان.-الإسهال-الإعياء.
•تنتج عن هذه الحالة بعض المضاعفات،مثل تورم الدماغ، والتشنجات،والإصابة بغيبوبة، في حال عدم تلقي العلاج في أقرب وقت.
•لتجنب هذه الحالة عند ممارسة الرياضات الثقيلة أو الركض،يمكن استبدال الماء بالمشروبات الرياضة التي تحتوي على ماء،وأملاح، ومنها الصوديوم.
*أمراض تنتقل عبر المياه*
يعد الماء وسطاً ناقلاً لبعض الأمراض،مما يتطلب التأكد من نظافة وجودة ماء الشرب. يمكن تلخيص أهم الأمراض التي ينقلها الماء فيما يلي:
•الأمراض الناجمة عن العوامل الانتانية،مثل الكوليرا والزحار الأميبي (بالإنجليزية: Amebic dysentry)، والعصوى،وشلل الاطفال، والتهاب الكبد الانتاني، والبلهارسيا
•الأمراض الناجمة عن الاملاح الهالوجينية،وأهمها اليود والفلور،إذ أن نقص اليود في الماء يؤدي لتضخم الغده الدرقية كما أن نقص الفلور يساعد على تنخر الأسنان،
•الأمراض الناجمة عن الأملاح غير العضوية،مثل زيادة السلفات،والتي تؤدي الى اضطراب هضمي معوي
ومعدي وزيادة النتريت والنترات.
•الأمراض الناجمة عن ازدياد المواد النباتية أو غير العضوية.
•أمراض أخرى منها تلك الناجمة عن ازدياد المواد المشعة بالماء وتلوثه الإشعاعي،أو الناجمة عن وجود المنظفات،أو المبيدات الحشرية،أو عن اضطراب نسبة الأملاح كالمنغنيز، والكالسيوم، والكبريت، والكروم. 
_________________
الدكتور:يوسف النمراوي
استشاري الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض
_____________
د.يوسف النمراوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى