فرح الحجلي: الفن يستحق التضحية!
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2018/03/20180315171718547.jpg)
سافرت إلى فرنسا لتدرس الهندسة المعمارية.
لكنها صدَّقت هاتف الفن في داخلها، فحجزت بطاقة العودة، لتلتحق بمعهد الفنون المسرحية في الكويت، مؤمنةً بأنه لا صوت يعلو على صوت الإبداع!
إنها الممثلة والمخرجة فرح الحجلي، التي لا تزال في السنة النهائية في المعهد، لكنها عرفت مبكراً طريقها إلى الجوائز والتميز.
«الفن يستحق التضحية والعطاء، لأنه رسالة سامية ومرآة الشعوب». تقول الحجلي، متحدثةً إلى «الراي» عن اقتناعها بوظيفة الفنون في الحياة، كاشفة النقاب عن قصتها مع الفن منذ الصغر، وما أقصى طموحاتها على خشبة المسرح وعلى الشاشة المضيئة، وأمام كاميرات الفيديو كليب، ومَن الممثلون الذين تتمنى اقتسام العمل معهم، إلى جانب الكثير من الآراء من ممثلة ومخرجة أتت لتبشر بفنانة كبيرة يبزغ نجمها في الأفق القريب.
● في البداية، نود التعرف على فرح الحجلي… الإنسانة والفنانة؟
– أنا مواطنة سورية من مواليد الكويت، وطالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، السنة الرابعة قسم «التمثيل والإخراج»، شغفي بالفن مكنني من أن أتبوأ المرتبة الأولى على دفعتي في المعهد في السنوات الثلاث السابقة، وأتمنى أن يحالفني الحظ هذا العام أيضاً.
● ومن شجعك على دخول الوسط الفني؟
– أنا وُلدتُ في عائلة تحتفي بالثقافة والأدب، فوالدي خريج الفنون الجميلة قسم (النحت)، كما أنني منذ الصغر كانت لديّ توجهات وميول فنية، لذلك لم يعترض طريقي أحد من أفراد عائلتي على الإطلاق، بل أحاطوني بكل الدعم والتشجيع، فهم مثلي يؤمنون بأن الفن رسالة سامية، وهو ليس فقط مرآةً تعكس الجانب المشرق من حضارات الشعوب، كما يقولون، بل إنه يأخذ بيدها نحو الأرقى والأعمق.
● أيهما الأقرب إلى نفسك، التمثيل أو الإخراج؟
– أنا لا أنكر أن الإخراج كان يجذبني بقوة، على عكس التمثيل الذي لم يكن يستهويني في بادئ الأمر، غير أنني بعد دخولي المعهد المسرحي نصحني أساتذتي – ومن بينهم الفنانان أحلام حسن وخالد أمين – بدراسة التمثيل، لأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإخراج، وهو ما دفعني إلى ترجمة هذه النصائح وتحويلها إلى واقع، والحمد لله الذي وفقني، فنجحت كممثلة في مسرحية «ريا وسكينة»، من تأليف وإخراج أحمد العوضي، وحصلت على جائزة أفضل ممثلة (دور ثانٍ)، عند عرض المسرحية في الدورة الأخيرة من مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، كما شاركت من قبل في أول تجربة لي في مسرح الطفل من خلال مسرحية «صندوق ألعابي».
● ما أهم النصائح التي تلقيتِها من أساتذتك في المعهد؟
– لقد نصحني الفنان خالد أمين بأن أكون صادقة في التمثيل، خصوصاً أنني كنتُ خجولة جداً وقتذاك، لكنه كسر فيّ حاجز الرهبة والخجل عبر تشجيعه لي باستمرار. أما الفنانة أحلام حسن فقد علمتني كيف أحلّق على خشبة المسرح أثناء محاضراتها عن التعبير الحركي وغيره.
● هل ستشاركين كممثلة في أعمال مسرحية مقبلة، أو أنك ستكتفين بمهمة الإخراج؟
– لا أخفيك أن تركيزي في الوقت الحالي ينصب على الإخراج المسرحي، ثم سأعمل لاحقاً على الموازنة في مشاركاتي بين التمثيل والإخراج.
● في مسرحية «أقفاص» التي قدمتِها أخيراً في مهرجان «الكويت للمسرح الأكاديمي»، بدا اختيارك للموسيقى المرافقة للعرض مشابهاً للموسيقى التي رافقت تحية فريق العمل… فهل تعمدتِ ذلك؟
– هذا صحيح، والحقيقة أن هذه الموسيقى هي لحن لأغنية سورية جبلية بعنوان «غالي علينا»، كتبها ولحنها الفنان الراحل سعدو الذيب، في حين شدا بها الفنان فهد بلان، وهي من الأغاني الوطنية التي تحمل في ثناياها أكاليل الحب من مدينة الياسمين دمشق، واخترتُها لترافقني في العرض، فهي من أكثر الألحان التي أحبها لأنها تمنحني شعوراً كبيراً بالتفاؤل.
● ما الصعوبات التي اعترضت طريقك في مجال الإخراج؟
– لا شك أن التزام الفنانين والفنيين سواء بالحضور أو بالأداء هو من أصعب الأمور التي واجهتني في بداية مشواري، إضافة إلى كيفية صناعة العمل المسرحي لإظهاره في أبهى صورة، فالمخرج هو رُبان السفينة الذي يتولى القيادة، ويحمل على عاتقه بمفرده مسؤولية تفاصيل الرحلة ورسوِّها بسلام على شاطئ النجاح.
● أيهما أفضل بالنسبة إليكِ، المسرح الأكاديمي أو نظيره الجماهيري؟
– للمسرح الجماهيري طابع خاص يغاير المسرح الأكاديمي، غير أن الأول خطر جداً ما لم يتعامل الفنان معه بحذر شديد، عبر انتقاء النص الجيد واختيار الدور المناسب لدرء الوقوع في المحظور، في حين أن المسرح الأكاديمي يبدو آمناً نسبياً برغم ما فيه من صعوبات أيضاً.
● بعيداً عن خشبات المسارح، هل سنرى لك عملاً تلفزيونياً خلال الفترة المقبلة؟
– كل شيء جائز، فلربما ستشاهدونني في مسلسل درامي أو فيلم سينمائي قريباً، لاسيما أن لديّ الرغبة والطموح إلى خوض تجارب فنية شتى.
● من الفنانون الذين تودين مشاركتهم في أعمال تلفزيونية؟
– أتمنى الوقوف أمام الفنانة القديرة سعاد عبدالله، كما تستفزني الفنانة فاطمة الصفي في أدائها، كذلك الفنانون الكبار من طراز حياة الفهد وسعد الفرج وغيرهما الكثير.
● ما أقصى طموحاتك في الإخراج؟
– بصراحة طموحي في الإخراج خلف الكاميرا أكبر من الإخراج المسرحي – برغم أهمية الأخير – لكن لديّ أمنيات كثيرة بأن أكون مخرجة في الدراما التلفزيونية والسينما والفيديو كليب أيضاً.
● من وجهة نظرك، هل تشعرين بأنك قادرة على فرض بصمتك في مجالات فنية خارج المسرح؟
– كما هو معروف أن المسرح «أبو الفنون»، ومن خلاله تطورت مواهب عديدة على الصوت الجهْوَري والانفعالات وحركات الجسد وغيرها من الأمور التعبيرية. لذلك أرى أن الموهبة التي تثبت نفسها على خشبة المسرح تكون قادرة على النجاح في المجالات الأخرى، على غرار الدراما التلفزيونية أو السينما، وإن كان التكنيك يختلف من مجال إلى آخر، غير أن الموهبة الحقيقية قادرة على وضع بصمتها في مختلف الحقول الفنية.
● بالرغم من شغفك بالفن، إلا أنك قررت في بداية حياتك دراسة الهندسة المعمارية في فرنسا ثم توقفتِ فجأة، وعدتِ إلى الكويت لدراسة التمثيل والإخراج بالمعهد المسرحي، فماذا وراء هذا الانتقال؟
– لأن الفن يستحق التضحية والعطاء، فأنا أوقفت دراستي في الهندسة المعمارية لشعوري بالانتماء أكثر إلى التمثيل والإخراج، مع العلم أن الهندسة المعمارية تجمع بين الفن والعلم، لكننّي أعتقد أن مستقبلي كممثلة ومخرجة سيكون أفضل.