المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

فخرالدين: الكويت بحاجة لقانون ينظم فوضى الترجمة

استضاف مسرح د. سعاد الصباح برابطة الأدباء الكويتيين محاضرة «المترجم في عالم متغير» التي تحدث فيها المترجم ومدير الجامعة العربية المفتوحة، فرع الكويت، سابقا د. طارق عبدالله فخر الدين، الذي تناول رحلته مع الترجمة وأهم الإشكاليات التي تعانيها في وقتنا الراهن، أدار المحاضرة بدر بورقبة العتيبي.
بدأ د. طارق عبدالله فخرالدين محاضرته بالسبب الإلهي من وراء اختلاف الألسن واللغات بين الشعوب والأمم من خلال الآية القرآنية «ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين»، وأكد فخرالدين أن الكثير من المترجمين اقتحموا مجال الترجمة، لكنهم لا يعرفون أبعاد الترجمة ودورها وأنهم دخلوا المجال لأسباب مادية.
◗ المترجمون ليسوا مؤهلين
وتحدث فخرالدين عن الترجمة من واقع الأوساط الأكاديمية، فأشار إلى أن الترجمة في الوقت الراهن تتزايد الحاجة لها، لكن المشكلة أن الآلاف من المترجمين الذين يتخرجون في الجامعات ليسوا مؤهلين بشكل مهني، وقال انه من خلال معايشته لعالم الترجمة والمترجمين اكتشف ان الذين يقومون بتدريس مناهج الترجمة لا يتمتعون بالخبرات والمهارات اللازمة.
وقال فخرالدين ان طالب الترجمة عليه أن يتمكن من اللغتين العربية والإنكليزية، واستغرب من اشتراط إتقان الإنكليزية لطلاب مرحلة الدراسات العليا من دون الحديث عن إتقان اللغة العربية، رغم أن الترجمة من وإلى العربية تعتمد على طرفين وثقافتين العربية إحداهما.
◗ الترجمة والمجهول
وأكد فخرالدين خلال محاضرته أن الترجمة هي «أن تجعل المجهول معلوما، والمعلوم سهلا ومفهوما»، وأعلن عن رفضه أن تكون دراسة الترجمة حكرا على اللغات الأجنبية فقط، مطالبا بأن تجمع الترجمة دراسة جميع المعارف، وأن يشترك في تدريسها أساتذة من مختلف الأقسام؛ مثل الطب والحقوق والاقتصاد والإعلام والمحاسبة والهندسة، حتى يتم تأهيل المترجم بشكل مهني، ومبينا أن أخطاء المترجمين مشهورة وكادت ان تتسبب في الكثير من النزاعات الدولية.
◗ ضعف المترجمين
وعن أسباب ضعف المترجمين في وقتنا الراهن قال فخرالدين ان ضعفهم يعود إلى غياب الرقابة وعدم وجود اللوائح التي تنظم عملهم، كما تحدث عن مخاطر الاستعانة بمكاتب الترجمة التي يمكن أن تتسبب في تزوير المستندات الرسمية، من خلال الترجمة المغلوطة أو من خلال استبدال محتويات المستندات بأخرى غير موجودة.
◗ قانون كويتي
وأشار فخرالدين إلى عدم وجود قانون كويتي ينظم عملية الترجمة على غرار القانون المعمول به في دولة الإمارات، كما انتقد فخرالدين شروط الحصول على ترخيص ترجمة في الكويت، والذي لا يعتمد على أسس ومعايير علمية، كما أكد أن اعتماد المترجم في وزارة العدل يكون بطلب شهادة جامعية، من دون التدقيق في هذه الشروط، وهو ما رآه يؤدي إلى فوضى في سوق الترجمة.
◗ طباع ومترجم
كما أشار فخرالدين إلى ظاهرة سلبية في عالم الترجمة يتعامل معها باستخفاف، رغم أنها تتعلق بأمن البلد، وهذه الظاهرة تتمثل في طريقة ترجمة الأسماء العربية إلى اللغة الإنكليزية في كثير من الوثائق الرسمية مثل: جوازات السفر، البطاقات المدنية، ورخصة القيادة، وقال ان مهمة الترجمة توكل إلى موظف مكتب الطباعة، ويترجم هذا «الطباع» الاسم وفق قدراته اللغوية، وهو ما يؤدي إلى وجود كثير من الأخطاء التي ينتج عنها أن شخصا واحدا قد يحمل اسمين مختلفين الأول باللغة العربية والثاني بالإنكليزية وذلك بسبب أخطاء الترجمة.
◗ أخطاء الترجمة
كما القى فخر الدين الضوء على بعض الأخطاء التي تحدث في أروقة التحقيقات والمحاكم، مؤكدا أنه لا يوجد اهتمام كاف بالمخاطر الناتجة عن أخطاء الترجمة في الكويت، وطالب فخرالدين بالاستعانة بالمترجم الكويتي الماهر رغم ارتفاع راتبه تجنبا لهذه الأخطاء، وأشاد بمستوى المترجم الكويتي مستذكرا 500 من مترجمي الكويت المهرة الذين دخلوا إلى البلاد فجر التحرير متطوعين مع القوات الأميركية غير عابئين بالمخاطر من أجل بلدهم، وفي ختام محاضرته دعا فخرالدين إلى ضرورة معالجة الخلل الناتج عن أخطاء الترجمة حماية للدولة والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى