فاجعة (أم الكتاد) تهز المجتمع المكي.. ومختصون يطالبون بفحوصات نفسية للموظفين الجدد
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2016/10/9180-24.jpg)
في فاجعة هزت المجتمع المكي وأصبحت حديث المجالس المكية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كما خيم الحزن على سكان حي أم الكتاد وذلك بعد أن أقدم أحد معلمي التربية الخاصة في الثلاثينات من عمره على قتل والده أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى سابقا وشقيقته بطعنات قاتلة، وقيامه كذلك بتسديد طعنات لوالدته وإيذاء نفسه محاولا الانتحار.
وأفادت بعض المصادر لـ(الجزيرة أونلاين) أنه بعد أن أقدم الجاني على قتل والده وشقيقته بآلة حادة حاول طعن والدته إلا أنها تمكنت من الهروب إلى جيرانها وأوصدت الباب الخارجي للشقة على ابنها القاتل واستنجدت بجيرانها الذين على الفور قاموا بإبلاغ الجهات الأمنية.
وتعليقاً على الحادثة، قالت المستشارة النفسية في مركز يسر النسائي بمكة المكرمة والأخصائية النفسية في مركز التنمية الاجتماعية (إشراقة) الدكتورة سوسن نور الهي لـ(الجزيرة أونلاين): عادة ما نسمع تعليق على مثل هذه الأمور بأن الشخص لديه اضطرابات نفسية ولكن بحسب علمي أن الجاني معلم إذا ليس لديه أي اضطرابات نفسيه وإلا لم يكن في هذه الوظيفة ولكن قد يرجع الأمر إلى خلافات أسرية حادة أو ضغوط مادية أو تحمله مسئولية الأسرة كاملة.
وطالبت سوسن بإجراء فحوصات نفسية وعقلية لدى الملتحق بالوظائف لمعرفة قواته العقلية ووضعه النفسي من حيث الاستقرار الأسري والمادي وعدم تعرضه لأي ضغوط قد تدفعه في وقت ما إلى الإقدام على مثل تلك التصرفات لا على أسرته أو من معه في العمل.
من جهته، أبان المستشار الاجتماعي المتخصص في مجال الأسرة والطفولة أنس عاشور أن المرضى المصابين بالاضطرابات الشخصية يكون العنف لديهم موجه تجاه المجتمع بأكمله، لذلك يوصف المريض هنا بأنَّه ذو شخصية مضادة للمجتمع، ونظراً لأن الأشخاص الضعفاء من حوله هم أمه وزوجته وأخوه والسائق والخادمة، فإنَّه ينفس عن عنفه تجاههم، لاعتقاده أنَّ هؤلاء الأشخاص مشتركون في مؤامرة ضده، وفي حال لم يجد تنفيسا خارج الأسرة فإنَّ حوادث القتل عندما تحدث تكون بشعة جداً، كأن يقتل الابن أمه أو أباه، وبشاعتها تكمن في وجود علاقة أسرية بينهم، وليس من أجل محتوى الجريمة مؤكدا على وجود علاقة بين الأمراض النفسية وجرائم العنف ولكن ليس كل مريض نفسي يرتكب جريمة عنف وإنما تعتمد على نوعية المرض وأسبابه وحدته ومدته.
ويبيّن عاشور أن الدوافع والأسباب الحقيقية لإقدام المريض على الأعمال العنيفة أو الجرائم الخطيرة عديدة ومختلفة منها على سبيل المثال عدم إدراكه ووعيه بما يدور من حوله، لذا فهو أحيانا يرتكب الجريمة بدون عمد أو وعي منه مشددا على ضرورة سن قوانين رادعة على الأسر التي تهمل ذويها دون رعاية.