«غضب الضفة» في ذكرى النكبة.. وتشييع شهداء غزة

واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، ولليوم الثاني على التوالي، مواجهة الاحتجاجات السلمية التي عمت الاراضي الفلسطينية، امس واول من امس، بمناسبة مرور 70 عاماً على وقوع النكبة، ورفض نقل السفارة الاميركية من تل ابيب للقدس المحتلة، بارتكاب المزيد من الجرائم
ووسط حزن عميق، شيع آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، امس، جثامين العشرات من الشهداء الذين سقطوا في المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال قرب السياج الامني، حيث انطلقت مواكب التشييع من كل مستشفيات القطاع باتجاه منازل عائلاتهم في محتلف مدن القطاع من الجنوب إلى الشمال.
واعلنت وزارة الصحة «استشهاد المواطن ناصر غراب (51 عاما) بطلق ناري من قبل الاحتلال الصهيوني شرق البريج» في وسط قطاع غزة ليرتفع عدد الشهداء الى 62.
وعم، امس، الإضراب الشامل كل مدن وبلدات ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث نكست الاعلام على المؤسسات الرسمية، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وتوقفت المواصلات العامة، كما أغلقت الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة والمدارس، والجامعات ابوابها، واطلقت عند الساعة 12 من منتصف يوم امس في جميع المدن الفلسطينية صفارات الحداد، حيث توقفت السيارات والمارة في الشوارع دقيقة صمت حداداً على ارواح الشهداء.
مواجهات في الضفة
في الغضون، تواصلت المواجهات في معظم المدن الفلسطينية بين المشاركين في مسيرات الاحتجاج وقوات الاحتلال، فقد أصيب ٢٦ مواطنا بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، في حين أصيب العشرات بالاختناق، خلال مواجهات عنيفة اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة في الضفة الغربية.
وقالت مصادر طبية إن ستة مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي، و٢٠ بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط. ومن ضمن المصابين صحافي أجنبي.
وفي مدينة الخليل، أصيب مواطنون بالرصاص الحي، والعشرات بحالات اختناق، في مواجهات مع قوات الاحتلال.
كما احيت مدن نابلس وبيت لحم واريحا وطولكرم وقلقيلية وجنين، الذكرى السبعين للنكبة، حيث دارت مواجهات عنيفة على خطوط التماس بين المحتجين وقوات الاحتلال.
وامعاناً في ارتكاب الجرائم، بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع كبار القادة الأمنيين سبل قمع التظاهرات الفلسطينية في ذكرى «النكبة».
وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان حالة التأهب لدى الجيش وقوات الامن ما زالت مستمرة، لا سيما عند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة.
مجلس الأمن
في غضون ذلك، اعلن مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي، ان الكويت ستعمل على مشروع قرار دولي يدعو الى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وقال في مستهل جلسة لمجلس الامن حول الاحداث الدامية في غزة ان مشروع القرار سيتم طرحه «على الارجح اليوم».
وعرقلت واشنطن صدور بيان من مجلس الأمن اعدته الكويت يدعو لإجراء تحقيق دولي في استشهاد 62 فلسطينيا على أيدي القوات الإسرائيلية الإثنين.
وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة بشأن تدهور الوضع على السياج الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة. وافتتحت الجلسة بدقيقة صمت والوقوف حدادا على الضحايا.
وقال المنسق الخاص لعملية السلام نيكولاي ملادينوف، إن قتل الفلسطينيين في غزة لا مبرر له، داعيا للتنديد باستخدام إسرائيل القوة المميتة ضد الفلسطينيين.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن التظاهرات ثارت في عدة مناطق فلسطينية الاثنين احتجاجا على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل بسرعة لمنع اندلاع الحرب في المنطقة.
من جانبه، قال مندوب الكويت، إنه يدين الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.
وعبر العتيبي عن أسفه لعجز مجلس الأمن في اعتماد مسودة البيان الذي طرحته الكويت الاثنين، ويدعو إلى التحقيق الدولي في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، مؤكدا على مطلب الكويت بقرارات دولية حازمة تحمي الشعب الفلسطيني الأعزل.
وشدد على أن الكويت ستطرح قضية الحماية الدولية للفلسطينيين على الجمعية العامة للأمم المتحدة في حال لم يتخذ مجلس الأمن قرارا حازما بهذا الشأن.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى تغيير الحقائق على الأرض، مدينا الإجراءات أحادية الجانب التي تثير التوتر، مثل نقل بعثات دبلوماسية إلى القدس.
ودعا العتيبي العالم للاعتراف بدولة فلسطين والقدس الشرقية عاصمة لها.
مندوبة الولايات المتحدة
وبررت المندوبة الأميركية نيكي هايلي، في كلمتها تعامل الجيش الإسرائيلي مع الفلسطينيين المشاركين في «مسيرات العودة»، متهمة حركة حماس بالتحريض على العنف.
وقالت هايلي ان اسرائيل تحلت بضبط النفس في مواجهة استفزاز حماس.
كما اتهمت إيران بـ«الإصرار على ارتكاب العنف في كل أنحاء الشرق الأوسط».
وأكدت هايلي أن نقل السفارة إلى القدس كان صائبا ويعكس الواقع القائم بأن القدس «عاصمة تاريخية للشعب اليهودي».
وأضافت أن نقل السفارة لا يؤثر على وضع القدس ولا على مفاوضات السلام.