المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

عواقب الهيمنة الإقليمية لإيران…وحش آخر يطل من المدن المدمرة!

حذرت الإعلامية اللبنانية ديانا مقلد من تداعيات الهيمنة الإقليمية لإيران في أعقاب هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، لافتة إلى أن هذا الانتصار الطائفي على داعش ينذر بصعود جماعة أخرى أشد عنفاً وأكثر تطرفاً.

انتصار طهران يقود إلى مصير أكثر بؤساً مما شهدته المنطقة على أيدي داعش، ذلك أن وحشاً آخر سيُولد من رحم المدن المدمرة ومخيمات الجوع والمرض

وأشارت مقلد، في عمودها بموقع “آراب نيوز”، إلى خطاب بثه التلفزيون الإيراني قبل أيام قليلة للرئيس الإيراني حسن روحاني قال فيه أن بلاده الآن باتت أقوى من أي وقت مضى، وأنه لا يمكن اتخاذ أي إجراءات حاسمة في العراق وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج من دون موافقة إيران.

النفوذ الإيراني
وقد أثار هذا الخطاب انتقادات من العديد من الأحزاب في لبنان، وبخاصة رئيس الوزراء سعد الحريري وحلفائه السياسيين، بينما التزم آخرون بالصمت، وتحديداً التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس اللبناني ميشال عون.

وتقول مقلد: “إيران تشن حروباً لتوسيع نفوذها من خلال الجيوش بما في ذلك العراق وسوريا وعبر الميليشيات العراقية والسورية واللبنانية، وقد سمحت اللامبالاة الدولية لطهران بتحقيق انتصارات متتالية واحتواء غضب خضومها، كما قوضت الطموحات العراقية الكردية من خلال الاستيلاء على كركوك، وعلاوة على ذلك تسيطر طهران على حكومات العراق وسوريا ولبنان”.

صعود وحش آخر 
وتلفت مقلد إلى أن روحاني ربما يكون على حق في قوله إنه لا يمكن اتخاذ إجراءات حاسمة من دون موافقة طهران، ولكن انتصارات الأخيرة مهدت الطريق لصعود وشيك لوحش آخر مشابه لداعش، ومن الحمق أن نتوقع أي شيء آخر؛ لاسيما أن قوة طائفية إقليمية هي التي فازت في الحرب ضد داعش، ويبدو أن التحالف الدولي صار تابعاً للقوات الإيرانية مثل ميليشيات الحشد الشعبي العراقية وحزب الله اللبناني.

وترى مقلد أن انتصار طهران يقود إلى مصير أكثر بؤساً مما شهدته المنطقة على أيدي داعش، ذلك أن وحشاً آخر سيُولد من رحم المدن المدمرة ومخيمات الجوع والمرض، ولاشك في أن انتصارات كل من إيران وحزب الله وبشار الأسد في سوريا وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، تنذر بظروف مواتية أكثر من أي وقت مضى لصعود وشيك لجماعة أخرى عنيفة.

تخاذل الغرب 
وتختم مقلد بأن الجميع يتشاركون مسؤولية هذا الوضع، بما في ذلك الأحزاب السياسية والعرب اليائسون والأتراك الذين فتحوا حدودهم وكذلك الغرب المتخاذل الذي لم يدرك بعد ما سوف يعنيه هذا الانتصار الطائفي على داعش، ولا يزال غافلاً عن أنه لن يبقى محصناً ضد هذا الخلل الكبير في التوازن؟ وقد عكس خطاب روحاني بالفعل الغطرسة ولكنه كان يتحدث عن حقيقة، ومن ثم يستحق هذا الخطاب رد فعل أقوى من مجرد التعبيرات الغاضبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى