المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

عهد التميمي حرة: الاحتلال إلى زوال

قالت الفتاة الفلسطينية عهد التميمي المفرج عنها من سجون الاحتلال الاسرائيلي امس إن على الأخير أن يخرج من وطنها فلسطين.
وأضافت في مؤتمر صحافي عقدته مع والدتها في بلدتها النبي صالح غربي رام الله: «سنواصل العمل والمقاومة من أجل حرية شعبنا الفلسطيني».
وشكرت عهد التي وضعت على كتفيها كوفية باللونين الابيض والاسود الحشد الذي أتى لاستقبالها وقالت «المقاومة مستمرة حتى انتهاء الاحتلال».
ومضت «يجب علينا مقاطعة الاحتلال وعزله ومحاكمته».
وأشارت التميمي إلى أنها أمضت فترة الاعتقال وتحدت الاحتلال الإسرائيلي وأنهت الثانوية العامة داخل السجن.
ولفتت إلى أنها تطمح الى دراسة القانون لكي تدافع عن شعبها وعن المعتقلين في المحاكم الدولية.
وقالت «الفرحة منقوصة كوني تركت خلفي عدداً من المعتقلات في السجون الإسرائيلية».
وأشارت إلى أنها تحمل رسالة من المعتقلات مفادها «العمل من أجل وحدة الشعب الفلسطيني ودعم مسيرات العودة في قطاع غزة وصمود سكان الخان الأحمر، ودعم الأسيرات والعمل للإفراج عنهن».
ووجهت التميمي التحية لسكان الخان الأحمر، وأشارت إلى أنها ستواصل العمل والنضال من أجل الحرية.
وأفرجت السلطات الإسرائيلية صباح امس، عن عهد ووالدتها ناريمان على مدخل بلدتهما النبي صالح غربي رام الله وسط الضفة الغربية.
ورافق عهد ووالدتها جنود اسرائيليون حتى بلدتهما النبي صالح حيث سلمت الفتاة باكية على اقارب واصدقاء اتوا للترحيب بها. وتوجهت بعدها مع والديها الى منزل الاسرة وسط حشد يردد هتافات.
وقالت عهد التميمي، فور وصولها الى بلدتها ولقاء والدها واخوتها وذويها: «إن الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي حتى زواله». مضيفة: «الاحتلال إلى زوال، والاعتقال لن يكسرنا».
واكدت ان: «الأسيرات يتمتعن بمعنويات قوية».
وزارت عهد اقارب فقدوا احد ابنائهم ويدعى عز التميمي في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في البلدة في يونيو الماضي.
ووضعت بعدها باقة من الزهور على قبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله وتوجهت الى مقر السلطة الفلسطينية.

نموذج للنضال
وقال الرئيس محمود عباس لدى استقباله عهد ووالدتها «إن الفتاة الفلسطينية عهد التميمي تشكل نموذجا للنضال الفلسطيني لنيل الحرية والاستقلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة».
واكد الرئيس انها نموذج للمقاومة الشعبية السلمية الذي سطرته مع اهالي قرية النبي صالح وجميع القرى والمدن الفلسطينية، الامر الذي يثبت للعالم أن شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه ومتمسكا بثوابته، ومدافعا عنها مهما بلغت حجم التضحيات.
بدورها، اشادت عهد بجهود الرئيس، ومتابعته الكاملة لأوضاعها، ودعمه الكامل لعائلتها، وصمودها أمام المحتل، الذي لا يعير القوانين والشرائع الدولية أي اهمية.
وكانت عهد أوقفت في 19 ديسمبر 2017، بعد أن نشر لها تسجيل فيديو انتشر بشكل واسع على الانترنت، وظهرت فيه مع ابنة عمها نور التميمي، تقتربان من جنديين اسرائيليين يستندان إلى جدار صغير في باحة منزلها، وطلبت الفتاتان من الجنديين مغادرة المكان، وقامتا بركلهما وصفعهما.
وتحولت التميمي بعد انتشار الفيديو الى ايقونة ورمزاً نضالياً للشباب والشابات الفلسطينيين. ورفعت صورها في معظم شوارع وساحات مدن الضفة الغربية، وكان اخرها تنفيذ ثلاثة فنانين ايطاليين رسم جدارية عملاقة على جدار الفصل الاسرائيلي في مدينة بيت لحم، ما ادى الى قيام سلطة الاحتلال باعتقالهم.
وكانت عهد بعمر الـ16 عاماً لدى اعتقالها، وحكم عليها بالسجن ثمانية أشهر في 21 مارس، بعد أن وافقت على «الاقرار بالذنب».

«قانون القومية»
على صعيد اخر، ووسط تصاعد موجة الاعتراض والجدل في اسرائيل على قانون القومية الذي اقره الكنيست الاسبوع الماضي، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو انتقادات لاذعة، امس، لموقف اليسار الإسرائيلي المنتقد للقانون.
وقال نتانياهو في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، امس «إن انتقادات اليسار الذي يعتبر نفسه صهيونياً ليبراليا، (لقانون القومية) تعكس الانحطاط الذي وصل إليه».
واتهم نتانياهو منتقدي القانون بأنهم منافقون وأن على «اليسار أن يجري مراجعة للذات، وأن يسأل نفسه لماذا تحولت مصطلحات مثل أساس الصهيونية، ودولة قومية يهودية لشعب إسرائيل في أرضه، لدى اليسار إلى مصطلحات وكلمات خشنة (حسب وصفه)، يخجل منها».
وطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، وزراء حكومته مواصلة الدفاع عن هذا والتمسك بالمواقف التي دفعتهم لتشريعه.
وفي محاولة للتدليس على الفلسطينيين الدروز لثنيهم عن مواقفهم المناهضة لـقانون القومية، قال نتانياهو: «إسرائيل دولة الشعب اليهودي لكنها مهتمة بتطبيق المساواة بالحقوق لجميع المواطنين، وعليه ليس بالقانون ما يمس بحقوق الدروز كمواطنين لهم كامل الحقوق والمساواة أو بالمكانة الخاصة التي يتمتعون بها، وسنواصل الحوار معهم».
وتوجه الى الدروز بالقول «الشعب الإسرائيلي وأنا جزء منه يحبكم ويقدركم. نقدر الشراكة والتحالف بيننا كثيراً».
ويواجه قانون القومية انتقادات شديدة من طرف اليسار الإسرائيلي وكذلك من قبل الحركات العربية والدروز، كما وجه 180 مثقفاً إسرائيلياً رسالة إلى نتانياهو تطالب بإلغائه، بالمقابل يصر نتانياهو وبعض شركائه في الائتلاف الحكومي خاصة وزير التعليم نفتالي بينيت على رفض إجراء أي تعديلات على نص القانون.
في الغضون، أعلن النائب العربي في الكنيست، زهير بهلول، استقالته واصفاً البرلمان الاسرائيلي بـ«العنصري» بعد اقراره قانون القومية.
وقال بهلول النائب عن حزب المعسكر الصهيوني المعارض إنه لا يتحمل فكرة البقاء في المجلس الذي أقر هذا القانون.
وقال بهلول ان استقالته تصبح نافذة رسمياً في سبتمبر المقبل عندما يعود الكنيست للانعقاد بعد انتهاء العطلة الصيفية، واعداً بأنه لن يتراجع عن قراره.
وطالبت بعض احزاب ائتلاف القائمة العربية المشتركة في الكنيست (13 نائباً) تقديم استقالة جماعية، والعمل على تشكيل قيادة وطنية لفلسطينيي أراضي 1948.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى