عمالقة الطاقة يخطبون ود قطر
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2017/07/33-2-15.jpg)
تبذل ثلاث من أكبر شركات الطاقة الغربية مساعي لدى قطر، كي تشارك في زيادة ضخمة لإنتاجها من الغاز، مما يمنح الدوحة دعما لم يكن مخططا له، لكنه يأتي في الوقت المناسب.
والتقى الرؤساء التنفيذيون لشركات إكسون موبيل ورويال داتش شل وتوتال الفرنسية بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة، قبل أن تعلن الحكومة عن خطة لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 30 بالمئة.
وقالت مصادر في الشركات والقطاع لرويترز إن الرؤساء التنفيذيين عبروا عن اهتمامهم بمساعدة قطر في طموحها لإنتاج 100 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، أي ما يعادل ثلث الإمدادات العالمية حاليا، خلال السنوات الخمس إلى السبع المقبلة.
ولدى الشركات بالفعل استثمارات كبيرة في الدول الأطراف بالنزاع، وهي حريصة على أن تظل على الحياد، بعد أن قطعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر العلاقات مع الدوحة في الخامس من يونيو الماضي.
وامتنع متحدثون باسم الشركات الثلاث عن التعليق. لكن مسؤولا تنفيذيا كبيرا لدى إحدى شركات الطاقة الكبرى، التي تتطلع إلى التوسع في قطر، قال إن الفرصة التجارية الضخمة تستحق المخاطرة السياسية الكبيرة.
وقال لرويترز «هناك سياسة واحدة هنا، يجب عليك العمل كشركة تجارية… يجب عليك أن تقوم باختيارات تجارية بحتة وأن تكون قطريا في قطر وإماراتيا في الإمارات».
والتقي دارين وودز الرئيس التنفيذي لإكسون وبن فان بيوردن الرئيس التنفيذي لشل بالشيخ تميم، بعد أن فرضت أربع دول عربية العقوبات على الدوحة. وزار باتريك بويان رئيس توتال الدوحة في الأسابيع الأخيرة.
وتكاليف إنتاج الغاز في قطر، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم وأكبر مصدر للغاز بعد روسيا، من بين أقل تكاليف الإنتاج في العالم.
واستثمرت إكسون وشل وتوتال بالفعل الكثير في قطر، خاصة في مشاريع تسييل الغاز.
وستصبح إكسون أكبر مستثمر أجنبي في قطر في 20177، مع توجيه معظم الأموال إلى منشآت للغاز الطبيعي المسال، الذي يشكل سبعة بالمئة من محفظتها العالمية وفق وود ماكنزي للاستشارات.
وكان فان بيوردن رئيس شل من أوائل قادة الشركات الأجنبية، الذين زاروا قطر بعد اندلاع الأزمة، حيث اجتمع مع أمير البلاد في 14 يونيو الماضي. وبعد ذلك بعدة أيام أُبرم اتفاق جديد تقوم قطر بموجبه بتوريد 1.1 مليون طن سنويا من الغاز إلى شل، أكبر شركة عاملة في تجارة الغاز الطبيعي المسال في العالم، لخمس سنوات تبدأ في 2019.
وتتضمن عمليات شل في قطر مشروع بيرل جي.تي.إل، وهو أكبر مصنع في العالم لتحويل الغاز إلى وقود سائل. ويعادل إجمالي استثمارات الشركة في الدولة نحو ستة بالمئة من محفظتها العالمية.
وقالت المصادر إن الشركات الثلاث كانت تتوقع أن تقوم قطر بزيادة صادراتها من الغاز المسال منذ رفعت قطر حظرا فرضته ذاتيا على تطوير حقل الشمال، أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، والذي تشترك فيه مع إيران.
وبحث بويان، الرئيس التنفيذي لتوتال، فرصا جديدة في قطاع الغازالطبيعي المسال، وكذلك خطط الشركة لتطوير حقل نفط الشاهين خلال رحلته إلى الدوحة، حسبما أفاد مصدر رفيع.
وقال مصدر كبير بالقطاع إنه يمكن زيادة الطاقة الإنتاجية لقطر من الغاز الطبيعي المسال، بما يصل إلى عشرة ملايين طن سنويا، بوتيرة سريعة وبتكلفة زهيدة نسبيا، عبر تحسين المنشآت القائمة وتحديث عدد محدود من الوحدات.
بخلاف ذلك، فإن التوسع قد يتطلب بناء مرافئ جديدة لتسييل الغاز، بما يتطلب استثمارات كبيرة، وهو ما يمكن أن تقدمه شركات الطاقة العملاقة. (لندن ـــ رويترز)