عقارات لندن الفاخرة لا تزال جاذبة لمستثمري المنطقة

يشجع ضعف الاسترليني وانخفاض الأسعار مستثمري الشرق الأوسط على الاستمرار في صب الملايين في العقارات الفاخرة في لندن رغم المخاوف بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكما يقول نيكولو باراتيري دي سان بيترو، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقارات الفاخرة نورثاكر، الذي تملكه مجموعة أبوظبي المالية «انهم يحبون لندن، يريدون ارسال أطفالهم الى هناك، وهم يتكلمون اللغة ويفهمون النظام القانوني فيها».
وبدأت نورثاكر بيع وحدات في برودواي في لندن مطلع أكتوبر. ويتكون المشروع من 285 شقة في موقع مقر الشرطة السابق في نيو سكوتلاند يارد في وستمنستر. وتبدأ أسعار الشقق من 2.6 مليون دولار.
ويقدر باراتيري ان %80 من المنازل الفاخرة في لندن يتم شراؤها من قبل المستثمرين الأجانب، وقد عزز هذا الاتجاه انخفاض الجنيه منذ أن صوتت المملكة المتحدة على مغادرة الاتحاد الأوروبي.
ويضيف باراتيري لشبكة سي ان ان: تعزز هذا الاتجاه الوقت الحالي، حيث يتمتع المشتري الأجنبي بميزة استثنائية على المشتري المقيم في المملكة المتحدة.
ويقول: هناك تدفق من المشترين من أصحاب الأموال المقومة بالدولار لأنهم يرون فيها واحدة من الفرص التي تأتي الى لندن مرة واحدة كل عقد، مشيرا الى تراجع السوق الذي أعقب الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
وانخفض الاسترليني بنسبة %12 مقابل الدولار منذ يونيو من العام الماضي بسبب المخاوف بشأن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على اقتصاد المملكة المتحدة.
الاستفادة من «بريكسيت»
وتقول شركة «جيه ال ال» العقارية والاستثمارية ان عملاءها الخليجيين أنفقوا حوالي 600 مليون دولار على عقارات لندن في 2016. وتتوقع أن يرتفع هذا الرقم هذا العام بعد عودة المشترين الى السوق عقب توقفهم مباشرة بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويقول ويل ماكينتوش، الذي يقدم استشارات الى عملاء جي ال ال في الشرق الأوسط بشأن عمليات شراء المساكن في لندن: هناك الكثير من الناس الذين ينظرون الى الوضع متسائلين: حسنا ماذا يعني هذا؟
ويضيف: ما وجدناه هو أن الناس يتقبلون فكرة أن لندن تبقى لندن، قد نفقد بضعة آلاف من الوظائف في القطاع المصرفي، لكننا قد نكسب بضعة آلاف في صناعة التكنولوجيا.
وتطور شركة نورثاكر مشروعا آخر من 72 شقة فاخرة مقابل قصر باكنغهام. وكما يقول باراتيرى فان أكثر من نصف الشقق البالغ عددها 52 شقة تم بيعها الى مشترين أجانب.
ويقول ماكنتوش: المستثمرون يضعون في الاعتبار فترة زمنية من ثلاث الى خمس سنوات، وهم يرون أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قضية قصيرة الأجل سيتم حلها.
ويساعد انخفاض الأسعار بالتأكيد على الحفاظ على اهتمام المشترين الأجانب، اذ انخفضت أسعار المنازل في لندن بنسبة %0.6 في الربع المنتهي في سبتمبر، وفقا لشركة الرهن العقاري نيشنوايد. وكان هذا أول انخفاض على مستوى المدينة في الأسعار منذ الأزمة المالية العالمية، الا أن متوسط الأسعار لا يزال مرتفعا بنسبة %56 مقارنة مع عقد مضى.
وشهدت أسعار العقارات في وسط لندن ضربة أكبر بكثير مؤخرا. فكما تقول سافيلز، وهي وكالة عقارية رائدة في المملكة المتحدة، ان الأسعار في أسواق الاسكان الرئيسية في لندن انخفضت بنسبة %1.2 في الربع الثالث من هذا العام.
وأضافت: ان الأسعار الآن تقل بنسبة %8 عن ذروتها في عام 2014. في حين انخفضت أسعار العقارات التي تزيد قيمتها عن مليوني استرليني بمعدل أكبر خلال تلك الفترة. وانخفضت بنسبة %12.5.
لكن سافيلز توقعت الشهر الماضي أن تشهد أحياء لندن الأكثر طلبا ارتفاعا في الأسعار بنسبة %20 بحلول عام 2022، بمجرد أن ينتهي حال عدم اليقين من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي