عطلتك المقبلة في لندن.. إذن فاتورتك السياحية ستزيد 10%!
يعيش الجنيه الاسترليني هذه الأيام حالة انتعاش كبيرة جعلته يقترب من محو كل خسائره التي مني بها عقب استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي««Brexit»، حيث سجل أعلى مستوياته منذ يونيو 2016 ليبلغ 1.434 دولار وسط توقعات متنامية بزيادة في أسعار الفائدة في وقت لاحق هذا العام، وهو ما شجع المستثمرين على زيادة مراكزهم من العملة البريطانية.
وخلال يناير يتجه الاسترليني إلى تسجيل أفضل أداء شهري مقابل الدولار في 9 سنوات تقريبا مع قفزة قدرها 6% منذ بداية الشهر الجاري.
من المستفيد؟
هذه الأخبار قد يستقبلها البعض بسعادة كبيرة، حيث تشير الى أن الاستثمارات الكويتية في بريطانيا التي يقدرها المراقبون بنحو 25 مليار دولار، حيث اثر هبوط العملة على قيمة الأصول التي تمتلكها الكويت مع تراجع الجنيه الاسترليني عقب الـ «Brexit» وتأثر كثير من القطاعات أهمها العقارات والبنية التحتية بحالة عدم اليقين من خروج سلسل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتتركز 4.2% من إجمالي استثمارات صندوق الثروة السيادي للكويت في بريطانيا، حيث تتوزع على قطاعات البنية التحتية والعقار. وخلال السنوات الـ 4 الماضية سرعت الكويت من وتيرة ضخ استثماراتها بالسوق البريطاني، حيث ذكرت تقارير بريطانية ان الهيئة العامة للاستثمار الكويتية أعلنت ضخها استثمارات بنحو 5 مليارات دولار خلال الفترة من 2014 وحتى 2017.
وعلى النقيض، قد تكون هذه الأخبار غير سارة للسياح الكويتيين، نظرا لارتفاع الجنيه الاسترليني مقابل الدينار الكويتي لأعلى مستوياته منذ يونيو 2016، ما سيزيد التكلفة على الراغبين في قضاء العطلة الصيفية في بريطانيا. فالكويتيون هم الأكثر إنفاقا في بريطانيا، إذ يبلغ متوسط الإنفاق للزائر الواحد 4300 جنيه إسترليني.
ويشغل السفر بهدف التسوق حيزا كبيرا من رحلات الكويتيين، كما أن معظمهم يقيمون في لندن سعيا للتسوق بين متاجر شارع اكسفورد المتنوعة وبين منطقة نايتسبريدج التي يقع فيها متجر هارودز الشهير، حيث لجأت العديد من المحال التجارية خاصة في بعض المناطق الراقية في العاصمة لندن إلى تبني أساليب تلبي متطلبات السائح الخليجي وترعى خصوصياته الثقافية.
قفزة أمام الدينار
وأمام الدينار الكويتي قفز الجنيه الاسترليني لأعلى مستوى منذ يونيو 2016 ليبلغ مستوى 428.27 فلسا ليمحو بذلك معظم خسائره التي مني عقب استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ومنذ الصيف الماضي ارتفعت العملة البريطانية أمام الدينار الكويتي قرابة 10%، حيث كان متوسط سعر الاسترليني خلال عطلة الصيف الماضي نحو 390 فلسا.
نمو الاقتصاد البريطاني
ووفقا لآخر بيانات صادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية تسارع نمو الاقتصاد البريطاني خلافا للتوقعات في الأشهر الـ 3 الأخيرة من 2017 في أحدث مؤشر على أن الصدمة الناتجة عن تصويت الناخبين لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016 لم تكن بالحدة التي كان المستثمرون يخشونها فيما مضى.
ومن شأن تعافي الاقتصاد البريطاني والعملة ان تدعم قيمة الأصول ومن بينها الكويتية بعد تضررها بشدة منذ يونيو الماضي خاصة وتعرض العقارات البريطانية لأكبر ركود منذ 12 عاما مع نهاية العام الماضي. ونما الناتج المحلي الإجمالي 0.5% في الربع الأخير من العام الماضي مقارنة مع الأشهر الثلاثة السابقة ليسجل وتيرة أسرع من متوسط التوقعات بنمو قدره 0.4% في استطلاع أجرته رويترز لآراء خبراء اقتصاد، وهي في الوقت ذاته أسرع وتيرة للنمو الفصلي في 2017.
لكن مكتب الإحصاءات الوطنية قال إن الصورة الأكبر للاقتصاد تظل تمثل أحد أبطأ معدلات النمو وأكثرها تفاوتا في سادس أكبر اقتصاد في العالم.