عصر «طق الأزواج» … في الكويت!
أن تشهد المخافر وأروقة المحاكم شكاوى وقضايا من نساء ضد أزواجهن بداعي «الطق» فهذا امر مألوف، وكثيرا من عايشه الذين يعملون في تلك المواقع أو مروا بها، في مجتمع ذكوري اعتاد على مثل هذه الظواهر منذ زمن بعيد. ولكن غير المألوف والذي ترتفع له الحواجب دهشة أن يتقدم زوج بشكوى ضد زوجته، أو يرفع آخر دعوى قضائية على شريكة حياته طالبا التفريق، بحجة أنه «ينطق» منها فهذا هو الشيء الجديد والغريب في الكويت.ليس الأمر من قبيل الإثارة الإعلامية أو التندر، بل حقيقة واقعة، وثقتها سجلات وزارة العدل، التي كشفت عن أن نحو 110 نساء يضربن أزواجهن. ورغم ان نسبتها لم تكن كبيرة لكنها موجعة للمجتمع. فعنف الزوجات ضد ازواجهن، لم يكن أحد يتوقع حدوثه في الكويت، والأكثر دهشة في ذلك أن الزوج يتحمل الطق والإهانة خشية الفضيحة.
الاحصائية العدلية تؤكد ان اسباب الخلاف بين الزوج والزوجة تعود في المقام الاول الى عدم التقبل من الطرفين وانعدام القبول والمودة. وقسمت الاحصائية اسباب الخلاف الى اسباب اجتماعية ومادية وجنسية وصورية وشخصية وصحية وتعدد مرات الزواج ودينية اخلاقية وقانونية وأسباب أخرى.
وتصدر رأي الرجال بعدم تقبلهم لزوجاتهم اسباب الخلافات، حيث ذكر هذا السبب 2382 مرة بنسبة 41.67 في المئة، مقابل رأي النساء بعدم تقبلهن لأزواجهن بـ 1518 مرة بنسبة 26.56 في المئة.
ويأتي ضعف الحوار في المرتبة الثانية من رأي الرجال بـ2003 مرة بنسبة 35.04 في المئة مقابل رأي النساء بـ1227 مرة بنسبة 21.47 في المئة.
ومن اغرب الاسباب التي وردت في الاحصائية ان هناك اسبابا جنسية متنوعة جاء في مقدمتها قيام زوجين باتهام زوجتيهما بعدم العذرية بنسبة 0.04 في المئة وحالة واحدة باتهام الزوجة بالمثلية.
أسباب جنسية وشخصية
وفيما يتعلق بالاسباب الجنسية، كشفت الاحصائية المستور عن معاناة الازواج من زوجاتهم حيث اشتكى 22 زوجا من برود زوجاتهم بنسبة 0.38 في المئة و9 حالات عجز جنسي بنسبة 0.16 في المئة و6 حالات اساليب شاذة بنسبة 0.11 في المئة.
والنسبة في الشكاوى الخاصة بالزوجات ضد ازواجهن، فقد ذكر سبب العجز الجنسي 35 مرة بنسبة 0.61 في المئة يليه البرود الجنسي بـ34 مرة بنسبة 0.59 في المئة وجاء ذكر الاساليب الشاذة 19 مرة بنسبة 0.33 في المئة. كما كان للاسباب الدينية والاخلاقية نصيب من شكاوى الازواج على زوجاتهم وتصدر سبب عدم طاعة الزوجة بـ372 مرة بنسبة 6.51 في المئة والهجر بـ252 مرة بنسبة 4.41 في المئة. واتهم 121 زوجا زوجته بالخيانة الزوجية بنسبة مرعبة وصلت الى 2.12 في المئة في حين رأت 240 زوجة ان زوجها خائن بنسبة 4.20 في المئة.
والغريب ان الالفاظ البذيئة والشتيمة كانت واردة في الحالات التي وردت بالاحصائية، فقد اشتكى 200 رجل من تلفظ زوجاتهم عليهم بالشتائم بنسبة 3.50 في المئة، في حين عانى 101 من الرجال من افشاء زوجاتهم لاسرار الزوجية بنسبة 1.77 في المئة، ليأتي اختلاف المذهب بنسبة 0.21 في المئة لـ12 حالة.
وعانت 168 حالة من مرارة هجر الزوج بنسبة 2.94 في المئة، بينما تلقت 143 حالة من الزوجات ألفاظا بذيئة بنسبة 2.50 في المئة.
واشتكت النساء من عدم قدرتهن على «ترويض» ازواجهن بـ3 حالات بنسبة 0.05 فيما اشتكت 35 حالة بنسبة 0.61 في المئة من رجالهن بافشائهم اسرار الزوجية خارج المنزل، بينما حل سبب الاختلاف في المذهب ضمن الاسباب لـ9 حالات بنسبة 0.19 في المئة.
وذكرت الاحصائية اسبابا نفسية شخصية سلوكية منحرفة لحدوث الخلاف بين الزوجين، فمن ناحية الرجل اشتكى 823 زوجا من ترك شريكة حياته لمنزل الزوجية بنسبة 14.40 في المئة، في حين رأى 285 رجلا ان المرأة كانت «ميبسة راسها» في التعامل معه بنسبة 4.99 في المئة. وكان كثرة الخروج من المنزل سببا في اتهام الرجل لـ158 زوجة بأنها «هايتة»، تاركة منزلها بنسبة 2.76 في المئة.
واتهم 9 رجال زوجاتهم بادمان المخدرات بنسبة 0.16 في المئة، بينما تسببت السرقة بأذى لـ8 حالات بنسبة 0.14 في المئة وادمان الكحول 7 حالات بنسبة 0.12 في المئة.
وكان سلوك المرأة بالتدخين احد اسباب الخلاف بموجب رأي 29 حالة بنسبة 0.51 في المئة وكانت المرأة المتسلطة «النكدية» 120 حالة بنسبة 2.10 في المئة اما سبب الالحاح (المرأة الحنانة) فكانت 57 حالة بنسبة 1 في المئة. وكشفت الاحصائية ان هناك 92 رجلا اشتكوا من زوجاتهن المريضات نفسيا.
في المقابل من ذلك سجلت المرأة اسبابها النفسية الشخصية ضد الرجل، حيث اتهمت 39 حالة ازواجهن بادمان المخدرات بنسبة 0.68 في المئة، والكحول 38 حالة بنسبة 0.66 في المئة، وتضايقت 7 حالات من تدخين ازواجهن، في حين اتهمت حالتان ازواجهن بسرقتهن.
واستخدم 301 زوج فنون القتال والعنف ضد زوجاتهن بنسبة 5.27 في المئة و218 حالة عانين من سرعة غضب الزوج، بينما اشتكت 72 حالة من المرض النفسي لازواجهن.
وانكشف زيف وكذب 108 حالات من الرجال امام زوجاتهن بنسبة 1.89 في المئة، بالاضافة الى عدم صراحة 90 حالة منهم بنسبة 1.57 في المئة. واشتكت 34 حالة من «تحلطم» ازواجهن كأحد اسباب الخلاف فيما عانت 42 حالة من عنادهم، وتضايقن من تساهل الزوج في طلاقهن وفق ما ذكرته 679 حالة بنسبة 11.88 في المئة في حين اتهم 1517 زوجا زوجاتهم بالتساهل في الطلاق بنسبة 26.54 في المئة.
أسباب اجتماعية
وفيما يتعلق بالاسباب الاجتماعية لحدوث الخلافات، اوضحت الاحصائية ان
الرجال ذكروا سبب تدخل اهل الزوج 544 مرة بنسبة 9.52 بالمائة، و108 مرة بسبب صديقات السوء بنسبة 1.89 في المئة.
وهدد الاختلاف على ترتيبات الزواج استمرار الحياة الأسرية لـ 99 حالة حيث ذكره الرجال بنسبة 1.73 في المئة من عدد الحالات التي راجعت وزارة العدل، فيما وقعت النساء في فخ «السحر والشعوذة» حيث اتهم 38 حالة من الرجال باستخدام زوجاتهم لتلك الأساليب في حياتهم الأسرية.
وفي المقابل من ذلك سجلت الظروف الاجتماعية لحدوث الخلافات، حيث عانت 404 حالات من النساء من اهمال أزواجهن بنسبة كبيرة وصلت 7.07 في المئة، فيما اشتكت 221 حالة من تدخل أهل الزوج في حياتهن الأسرية بنسبة 3.87 في المئة.
ومن بين غرائب الأسباب الاجتماعية، لجأ 13 رجلا إلى «السحر والشعوذة» في محاولات يائسة لترويض زوجاتهم، فيما كانت «الديوانية» سببا في دب الخلاف في الأسرة حيث اشتكت 8 نساء من قضاء أزواجهن اوقاتا طويلة فيها.
واشتكت الزوجة من تدخل أهلها في حياتها الأسرية، حيث ذكر السبب 48 مرة من عدد الأسباب الاجتماعية التي أدت للخلاف بين الزوجين، فيما كان «ربع السوء» سببا في الخلاف بعد ذكر السبب 8 مرات من قبل النساء.
أسباب مادية
وذكرت الاحصائية اسبابا مادية أدت لحدوث الخلاف بين الزوجين، فمن ناحية الرجل اتهم 95 حالة زوجاتهم باستغلالهم ماديا بنسبة 1.66 في المئة، بينما رأى 89 رجلا أنهم يتعرضون لأطماع مادية من قبل زوجاتهم بنسبة 1.56 في المئة.
وكان تدني مستوى الدخل احد اسباب الخلاف بموجب رأي 63 حالة بنسبة 1.10 في المئة، وخاصة أن المرأة لا تنفق على مدخولها الخاص بحسب رأي 30 من الرجال، فيما رأى 27 آخرين أن الزوجة لا تساهم في الانفاق.
في المقابل سجلت المرأة اسبابها المادية ضد الرجل حيث اتهمت 257 حالة ازواجهن بعدم الانفاق بنسبة 4.50 في المئة، في حين عانت 66 حالة من سوء الانفاق للرجل بنسبة 1.15 في المئة.
ولم تسلم الزوجات من استغلال أزواجهن، حيث رأت 27 حالة من الزوجات أن أزواجهن استغلوهن ماديا، في حين كان بخل الزوج سببا في المشاكل الأسرية بنسبة 0.73 في المئة.
وكشفت الاحصائية المستور عن الأسباب الصورية التي دفعت الأزواج نحو سلك طريق الطلاق، أنه لمعاملة الأولاد معاملة الكويتيين اختارت 3 حالات الطلاق كأحد الأسباب فيما كان اعترف 26 رجلا أن سبب الحصول على الجنسية كان أحد الخلاف بنسبة 0.45 في المئة. وأجبر 27 رجلا على الطلاق كأحد الأسباب الصورية للخلاف، فيما اشتكى رجل واحد من خطأ الزوجين قبل الزواج.
ولم يختلف رأي الزوجات في الأسباب الصورية كثيرا، حيث دفع سبب معاملة الأولاد معاملة الكويتيين حالتين لطلب الطلاق، فيما كان سبب الحصول على الجنسية أحد الأسباب لعدد 3 حالات. ولم يدم الوقت طويلا لتشعر حالتان من الزوجات أن الخطأ مع الزوج قبل الزواج يدفعهما لطلب الطلاق، فيما كان الحصول على القامة سببا لـ9 حالات أدت للخلاف.
أسباب صحية
وتطرقت الاحصائية لأسباب صحية، حالت دون استقرار العلاقة بين الأزواج، فمن ناحية الرجل ذكرت 56 امرأة أن العقم أحد أسباب الخلاف، فيما اشتكى 40 حالة من الرجال الأمراض العضوية لزوجاتهم بنسبة 0.70 في المئة.
وكان «عدم نظافة» الزوجة أحد أغرب أسباب الخلاف برأي الزوج، حيث لم تحتمل 28 حالة من الرجال عدم نظافة الزوجة والاهتمام بنفسها، فيما كانت الأمراض الوراثية أحد الأسباب التي تكررت 6 مرات.
ومن جانب الزوجة، تصدر سبب العقم الأسباب الصحية التي أدت لنشوب الخلاف مع الزوج لـ46 من الزوجات، بينما حالت «عدم نظافة» الزوج ليستمر الانسجام والود مع 10 حالات.
وكانت أسباب تعدد الزوجات، أحد الأقسام الرئيسية في الاحصائية والتي أدت لنشوب الخلافات الزوجية، حيث كان الزواج بأخرى عائقا أمام استقرار العلاقة الزوجية بحسب رأي 110 أزواج، بنسبة 1.92 في المئة، فيما اختل ميزان العلاقة بعد ميل الرجل للـــزوجة الأخرى لعدد 30 حالة. وفي المقابل، كان الزواج بأخرى سببا مقنعا لـ96 زوجة للخلاف، وفيما اشتكت61 حالة من النساء من ميل الرجل للزوجة الأخرى.
أرقام وأسباب
5716 حالة لمشاكل زوجية
أوضحت مصادر مطلعة في وزارة العدل لـ«الراي» ان الاحصائية شملت 5716 حالة من الازواج والزوجات الذين قاموا بمراجعة وزارة العدل بين مارس 2016 ونهاية فبراير المنصرم، منهم من استمر في حياته الزوجية بعد حل الخلافات، ومنهم من لجأ الى الطلاق كحل اخير.
وبينت المصادر انه في حال الخلاف يلجأ الزوجان الى الوزراة لتوضيح الخلاف، وان كان يمكن حله ام سيتم اللجوء «لأبغض الحلال» كحل نهائي، مشيرة الى ان كل حالة تذكر سببا واحدا او عدة اسباب للخلاف تسعى الادارة لحلها.
عصيّون على الترويض
اشتكت النساء، وفق الإحصائية، من عدم قدرتهن على «ترويض» ازواجهن بـ3 حالات بنسبة 0.05 فيما اشتكت 35 حالة بنسبة 0.61 في المئة من رجالهن بافشائهم اسرار الزوجية خارج المنزل، بينما حل سبب الاختلاف في المذهب ضمن الاسباب لـ9 حالات بنسبة 0.19 في المئة.
كراتيه وتايكوندو
استخدم 301 زوج فنون القتال والعنف المختلفة، من كراتيه وتايكوندو، ضد زوجاتهم بنسبة 5.27 في المئة، و218 حالة عانين من سرعة غضب الزوج، بينما اشتكت 72 حالة من المرض النفسي لأزواجهن.
اختلاف قبل الزواج
هدد الاختلاف على ترتيبات الزواج استمرار الحياة الأسرية لـ99 حالة، حيث ذكره الرجال بنسبة 1.73 في المئة من عدد الحالات التي راجعت وزارة العدل، فيما وقعت النساء في فخ «السحر والشعوذة» حيث اتهم 38 حالة من الرجال باستخدام زوجاتهم لتلك الأساليب في حياتهم الأسرية.
خلافات صورية
كشفت الاحصائية المستور عن الأسباب الصورية التي دفعت الأزواج نحو سلك طريق الطلاق، منها معاملة الأولاد معاملة الكويتيين، حيث اختارت 3 حالات الطلاق كأحد الأسباب، فيما كان اعترف 26 رجلا أن سبب الحصول على الجنسية كان أحد الخلاف بنسبة 0.45 في المئة.
أسباب النفقة والرؤية
ذكرت إحصائية وزارة العدل اسبابا قانونية كأحد أسباب الخلاف بين الزوجين، حيث كان سبب رفع دعاوى (نفقة / رؤية ) من أعلى نسب الخلافات حسب الإحصائية، حيث ذكر السبب من قبل الزوج 303 مرات بنسبة 5.30 في المئة، في مقابل 79 حالة من النساء.