عريعر: متحفي يضم مليوني قطعة من المقتنيات

الحنين إلى الأيام الخوالي، يبقى الجامع المشترك بين الرعيل الأول ومن عاش في الكويت، في عصر ما قبل النفط او في مرحلة الاستقلال وما بعدها، في هذا اللقاء رحلة مع الذكريات ومع الماضي، نغوص في ثناياه، فنبحث وننقب عنه، مع الذين عايشوه، تسجل لهم صفحات من عبق التاريخ، ففيه رسالة وعبرة للأجيال.
حدثنا داود سلمان عريعر ان ما تتركة الأمة أو الآباء والأجداد من قطع تراثية لها أهمية في حياتنا، وإذا حافظنا عليها تصبح مادة لها بصمات على عقول الابناء والأجيال القادمة، فالمتاحف الخاصة في بيوتنا أو العامة في الدول، تبعث فينا الحياة والحيوية، وفي ذلك مرآة تعكس حضارة وتاريخا وتقربنا من الأولين. المتحف، الذي فيه تراثنا، معهد دائم يعمل على حفظ التراث الإنساني ويجعل الإنسان مثقفاً ومتعلماً، وهو العلوم والسياحة، ولا نريد ان يكون قطعة حبيسة الجدران، فعلى صاحبه أن يسهم في التربية والتعليم، ويكون متحفه خالداً بآثاره ومآثره.
قال عريعر: هواية متعبة، ولكنها حلوة أقضي معها ساعات وأياما، فيها المحافظة على ما صنعه وأبدعه الأجداد، وهذه القطع نمت فينا الانتماء والاعتزاز بالماضي، والمتاحف فتحت آفاقا جديدة في الأفكار، وتغني المكتشف الجديد بالمعلومات والاخطاء السابقة، تخلد القطع الموجودة في المتحف في ذاكرتنا، والإنسان خالد بآثاره، والحصول على المعلومات التاريخية من مصادرها الأصلية كما تشاهدها أمام عينيك، وتسهل للباحث الكتابة والتوثيق.
قال: أهلي عندما وجدوا الجد والاهتمام بقطع العائلة تعاونوا وأعطوني مخزن البيت (دار الجيل) أيام سكنا في الشرق، وسمعت من والدي بعد أيام سنسكن في السكة لضيق المكان، وأنا كنت أذهب الى المتحف الوطني في «دسمان»، أقف لحظات أمام السيوف والبنادق والقطع القديمة، والمتحف كان بالقرب من بيتنا، كل أسبوع اذهب اليه من 3 – 4 مرات، وهذا المتحف زرع فيني حب الانتيك، حتى أصبحت من عشاقه، وبعد ان عملت في شركة البترول الوطنية بدأت اشتري بأسعار قد تصل من 10 الى 20 ألف دينار كويتي، وعشقي أوصلني الى استيراد القطع النادرة القديمة من بريطانيا بالحاويات، من الأثاث والزجاجيات والأدوات الكهربائية والإلكترونية، حتى ضيق منزلي من 3 أدوار امتلأ، عدا غرف النوم والطعام، وأنا أقضي وقت الجمعة كل أسبوع في سوق الجمعة، وهذا الفراغ أقضيه بالفائدة، اعتبر من وظائف المتحف «الوقت كالسيف.. ان لم تقطعه قطعك»، ومن قبل كنت أذهب الى سوق المقاصيص، كان الناس يجلسون، ويكونون من المشترين أو الباعة، وكل ما يخطر على البال من بضائع وسلع جديدة أو مستعملة كانت توجد في أزقة المقاصيص، والآن عندي أكثر من مليوني قطعة، متحفي وظيفته العلم والمعهد، وكان للنوادر، وحفظ التراث، لا أهدف الى ربح معين سوى الحفاظ على تاريخنا من خلال المخلفات العظيمة التي تنسب الى عصور مضت.