عرقلة اتفاق إجلاء «سرايا أهل الشام» رسالة سورية!
على وقع المعركة المنتظرة للجيش اللبناني ضد «داعش» على الحدود الشرقية في جرود القاع ورأس بعلبك، وفيما كان مقرراً أن تدخل أمس اتفاقية حزب الله مع «سرايا أهل الشام» حيز التنفيذ، بعد استكمال الاستعدادات لخروج 350 مسلحاً مع العشرات من عوائلهم من عرسال في اتجاه منطقة الرحيبة في القلمون الشرقي، طرأت عوامل أجّلت ترحيلهم، بعد رفض النظام السوري دخول هؤلاء في آلياتهم وسياراتهم الى مناطق سيطرته. واتهم فصيل سرايا أهل الشام السلطات اللبنانية وحزب الله بالإخلال باتفاق الإجلاء، مضيفاً أن مقاتليه لن يرحلوا إلا وفق ما تم الاتفاق عليه من بنود.
وفيما أشار «الإعلام الحربي» لحزب الله الى وجود «مشكلة لوجيستية في شأن طريقة نقلهم، يتم العمل على حلحلتها»، وأشارت المعلومات الى ان «المفاوضات لم تنقطع لتذليل العقبات»، فيما تخوفت مصادر مراقبة من أن تكون عرقلة خروجهم «سياسية»، ومرتبطة برفض الحكومة اللبنانية فتح قنوات التنسيق والتواصل مع النظام.
وفي ظل تأكيد يومي عن اتخاذ الجيش اللبناني كل الاستعدادات للقضاء على «داعش»، وتوضيح قيادة الجيش بشكل مستمر بأنها ليست في حاجة لأي دعم من أي طرف، وبعد إعلان حزب الله انه سيشارك من الأراضي السورية، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن التواصل اللبناني السوري قائم أمنياً، وبالتالي أي تنسيق على المستوى العسكري لن يكون مستبعداً وربما بواسطة حزب الله.
في المقابل، لا تزال تداعيات اعتزام عدد من الوزراء زيارة سوريا تتفاعل حكومياً وشعبياً. مصدر حكومي سابق قال في اتصال مع القبس إن «هبّة» الوزراء لزيارة سوريا أتت بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إيران الأسبوع الماضي، وان ثمة معلومات تشير إلى استجابة بعض الأطراف اللبنانيين لتلبية طلب إيراني بتعويم نظام الأسد سياسياً، وان حصل هذا الأمر.
وأمس، عقد النائب عقاب صقر مؤتمراً صحافياً من بيت الوسط، بعدما أشيعت أخبار عن مغادرته لبنان، توجه فيه إلى النائب العام التمييزي معلناً تنازله عن حصانته وداعياً إياه للبت في قضية التزوير في تسجيلات صوتية وصور مفبركة. صقر وصف ما جرى في جرود عرسال بـ«المسرحية التي لم تمر على أحد»، مؤكداً أن الذهاب الى سوريا خط أحمر لم ولن نقبل به.
جعجع في زحلة
وعلى وقع الملفات الساخنة، انطلقت مبكراً معركة الانتخابات النيابية المقبلة (مايو 20188)، مسيحياً، وفي هذا السياق واصل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أمس، جولته في البقاع الأوسط وزحلة في زيارة لا تخلو من دلالات سياسية وانتخابية. وأشاد جعجع بتنوع اهل المنطقة الطائفي «الذي هو صورة لبنان الحقيقية»، وقال «البعض منكم تمنى عليَّ إعادة إحياء 14 آذار، ولكن في الحقيقة ان 14 آذار لم تغب في أي لحظة وما زالت حاضرة كمشروع وستستمر لأنها الروح والمشروع الذي نؤمن به جميعنا»، علماً أن القوات كانت اول من أعلن اسماء بعض مرشحيها من دون التنسيق مع التيار الوطني الحر. وفي جديد التباينات القواتية-العونية المتناسلة، أثار تصريح النائب آلان عون (تيار وطني حر) لدى سؤاله عمن يختار بين محمد رعد (رئيس كتلة الوفاء للمقاومة) أو سمير جعجع (رئيس حزب القوات اللبنانية) بأنه يفضل الأول، ردود فعل عنيفة من القواتيين دفعت بعرابي المصالحة المسيحية النائب إبراهيم كنعان ووزير الاعلام ملحم رياشي إلى عقد لقاء صباحي مع وزير الخارجية جبران باسيل في منزل الأخير.