عبدالجليل الشريفي.. مشاهد دافئة للحياة والناس
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2018/03/1-488.jpg)
في معرضه الذي تحتضنه قاعة بوشهري، يلتقط الفنان التشكيلي العراقي عبدالجليل الشريفي لقطات مفعمة بالدفء للحياة والناس من واقع الحياة الاجتماعية اليومية، وتبدو أعمال الشريفي كأنها بمنزلة «نوستالجيا» لتلك الحياة الهادئة البسيطة قبل اقتحام وسائل التكنولوجيا لكل أركان حياتنا.
عبدالجليل الشريفي من مواليد 1951، جاء إلى الكويت بصحبة عائلته بعد عامين من مولده عام 1953، نشأ وعاش فترتي الصبا والشباب في الكويت ودرس في مدارس المرقاب وصلاح الدين وحولي المتوسطة والثانوية، حيث ظهرت موهبته في الرسم ونال التشجيع من معلميه، وراح يشارك في معارض الأندية الصيفية ومراكز رعاية الشباب التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
عاد الشريفي إلى بغداد في مرحلة الدراسة الجامعية ليدرس الفنون الجميلة في جامعة بغداد، ودرس على يد كثير من الفنانين العراقيين، لكن أكثر من تأثر به كان الفنان العراقي فائق حسن الذي يعتبره الشريفي أستاذه المتيم حيث استفاد منه وتأثر بأعماله.
فور انتهائه من دراسته الجامعية عاد الشريفي الى الكويت ليلتحق بتدريس التربية الفنية، وتوقف الشريفي عن العمل الفني فترة طويلة إلى أن تغلب على ما كان يحيط به من قيود فرضتها ظروف الحياة، ويعاود الكرة مرة أخرى ويتفرغ للإبداع الفني، وقد قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في إطار حرصه ورعايته للتشكيليين العرب، بتنظيم معرضين لأعمال الشريفي الأول في عام 2012، والثاني في عام 2016 ونال المعرضان نجاحاً كبيراً.
نساء ورجال بملامح مألوفة
في معرضه الأحدث الذي تستضيفه قاعة بوشهري، تلتقط ريشة الشريفي لقطات عن الحياة والناس في عصر البساطة والعفوية، مشاهد يومية نفتقدها في عصر الهواتف الذكية والإنترنت والوجبات السريعة، نساء ورجال بملامح تبدو مألوفة للمتلقي، المرأة في قيلولة وبجوارها إبريق الشاي، مشهد للرجال وهم يتجاذبون أطراف الحديث في المقهى، نساء في المطبخ يقطعن ثمار البطيخ وفي الخلفية يضعن قدر الطعام على الموقع استعدادا لتجهيز الغذاء، مشهد الوداع في المطار، مشهد لرجل يقرأ في كتاب، سيدة تسترخي على مقعدها وتستمع للراديو.
ألوان نابضة بالحياة
لكن الشريفي لا يكتفي بهذه المشاهد من تلك الأيام التي ولت، لكن ريشته تلتقط مشاهد من عصر الهواتف الذكية، ربما ليرينا الوجه السيئ للتكنولوجيا، وتبدو ألوان الشريفي ناضبة بالحياة حيث تتدرج هذه الألوان بإيجابية لتضفي مزيدا من البهجة لحياة أبطال لوحاته، كما ينثر الكثير من المفردات التراثية في لوحاته التي لا تعتبر مجرد زخرفات وإنما هي جزء نابض من حياة الناس.
تراكيب أكثر كثافة
تقول قاعة بوشهري عن الشريفي ومعرضه «يتميز انتاج عبدالجليل، خاصة منذ تفرغه عام 2012 للإنتاج الفني، لتصبح اللوحة هاجسه اليومي، وكذلك الحياة اليومية واحداثها تلهمه وتدفعه بالتأثير الإيجابي في مزجة للألوان ودرجاته، لإنجاز تلك اللوحات القريبة الى النفس، في أغلب لوحاته صور للتواصل الانساني وحوار اعتاد الجميع رؤيته من المرأة والرجل في منطقتنا العربية والخليج دون صخب أو عنف تحظى بالحفاوة والتقدير، وتتحرك لوحاته تطوراً بحكم الخبرة والزمن نحو تراكيب أشد كثافة، وألوان أكثر تعددية ومشاهد تدور حول الحياة والناس».
لمحة شخصية
يذكر أن الفنان عبدالجليل الشريفي حاصل على بكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة (قسم الرسم)، جامعة بغداد سنة 1977، ودبلوم معهد تحسين الخط العربي في دولة الكويت، أنهى مراحل تعليمه في مدارس دولة الكويت، عمل مدرساً لمادة التربية الفنية لمدة 13 سنة في الكويت، عمل مديرا وصاحب مطبعة لمدة 25 سنة في الكويت، وقد أقام العديد من المعارض الشخصية داخل الكويت وخارجها، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية.