عالم «البزنس» غالباً ما يتّسم بالجدية، فهو ممتلئ بالأرقام والحسابات التي تتراوح بين مكاسب أحياناً وخسائر أحياناً كثيرة. والبورصة هي المكان الذي يجمع الكثير من الباحثين عن المال والمكسب السريع من مختلف المستويات، فمنهم رجال الأعمال المحترفون و«الهوامير»، وإلى جوارهم مضاربون من محترفي التلاعب (الجمبازية)، إضافة إلى البسطاء من الناس الذين جاؤوا إلى السوق من دون سابق خبرة او تجربة. وما بين هؤلاء وهؤلاء كثير من المواقف الساخرة والنوادر والطرف التي قد لا تكرر في مكان آخر.
القبس فتحت المجال لمديري استثمار وصناديق ومسؤولي شركات وساطة لتذكر بعض المواقف الكوميدية التي عايشوها او سمعوا بها.. وفي ما يلي بعض من تلك المواقف: ما يطيح إلا الشاطر
كان أحد البسطاء يستثمر أمواله في سوق الآجل من خلال صديق له يدير صندوقاً ومعروف بخبرته «البورصوية» الكبيرة. قبل انهيار البورصة في 2008، جاء المستثمر البسيط إلى صاحبه، وقال له: بو فلان بيع كل أسهمي، قررت شراء بيت جديد. فرد عليه ناصحاً: أجل شراء البيت الخير لجدام. ولكن المستثمر أصر فما كان من الخبير الا أن باع أسهم صاحبه وأعطاه الفلوس. بعدها بأسبوعين انهارت السوق وخسر الخبير كل أمواله وصارت قيمة الصندوق صفراً تقريباً.
شايب: سلمني وأسلمك
يحكى أن «شايب» بعد توزيع أسهم بنك وربة على جميع المواطنين كمنحة أميرية، جاء إلى الدلال وطلب منه بيع جميع الأسهم التي يملكها، وبعد ان أنجز الوسيط مهمته، أبلغ صاحب السهم أن البيع قد جرى وعليه ان يراجع «المقاصة» بعد يومين لاستلام المبلغ، فرفض الشايب رفضاً باتاً ان يغادر المكان دون ان يتسلم فلوسه «كاش». وحاول الوسيط ان يشرح له آلية العمل، لكنه لم يرد ان يسمع أو يفهم، ولم يكن على لسانه سوى «عطيتك أسهمي تعطيني فلوسي وإلا أروح أسوي لك محضر بالمخفر».
شراء أسهم «كاش»
في أحد أيام التداول النشط، جاء متداول إلى وسيط في السوق يحمل مبلغاً كبيراً من المال «كاش» في نهاية الدوام، ويريد أن يشتري سهم «زين»، وكان سعره حينها عدة دنانير، فأبلغه ان السوق «سكّرت» وعليه ان يأتي غداً، كما انه لا يمكنه الشراء «كاش» بل بتحويل بنكي.. فرد عليه «حبيبي انا ما أتعامل إلا كاش».
من سيارة إلى 3 سيارات «بورشه»
ذهب شاب لشراء سيارة «بورشه» حاملاً معه مبلغ 30 ألف دينار، فأبلغته الوكالة ان السيارة بالمواصفات المطلوبة ستصل الكويت بعد 3 أشهر، فماذا يفعل: هل يعيد المبلغ للبنك؟ ام يستثمره في البورصة؟ فاختار استثماره في الأسهم.
دخل الشاب على وسيط وطلب منه قائمة بأسماء الشركات المدرجة، فهو لا يعرف عنها شيئاً، وبالفعل نظر إلى القائمة واختار سهماً بالصدفة كان سهم «المعادن» وكان سعره حينها نحو 300 فلس، فأعطى امراً للوسيط بشراء سهم المعادن بالمبلغ كاملاً، وبعدها دخلت شركة المخازن العمومية حينها على السهم، وتضاعف السعر 3 مرات، فجاء العميل بعد 3 أشهر وطلب من الوسيط البيع، فأخبره بما حدث وان السهم سيرتفع أكثر، فقال له «أنا أبي سيارة ما أبي أسهم».. فجاء السوق بثمن سيارة «بورشه» وعاد بعد 3 أشهر بثلاثة سيارات من نفس النوع.
ما في سلامات.. شنو تبي؟
يُعرف عن الكويتي أدبه الشديد وذوقه الرفيع، ولكن في عالم الأسهم قد لا يكون هناك مجال لذلك أحياناً، وهذا ما حدث عندما اتصل أحد العملاء بوسيط قائلاً «شلونك شخبارك شعلومك شلون الاهل…….» فما كان من الوسيط إلا أن صرخ عليه «ما في سلامات شنو تبي؟» فرد عليه «ما أبي شي» وأغلق الخط.. يقول الدلال اتصلت عليها بعدها لـ«أجبر بخاطره» وأساله عن طلبه، فقال له «والله عقب صراخك نسيت شنو أبي» ولهذا سكرت الخط.
السوق سكّر.. عطني عربون
عقب توزيع أسهم بنك وربة منحة على المواطنين، جاء أحد المتداولين إلى الوسيط عقب انتهاء التداولات وطلب منه بيع الأسهم، فأبلغه أن السوق «سَكّر»، وعليه ان يعود غداً، فرد عليه «شرايك تخلي الأسهم عندك وتعطيني عربون»، فقال الوسيط: أنا دلال مو أنا اللي أشتري، باجر أبيع لك، فمشى من عنده مستنكراً رفض الوسيط شراء الأسهم او الاحتفاظ بها ودفع عربون.
يجمع كسور الأسهم ليكون عضواً في «الوطني»
أحد المواطنين كان يستثمر مبلغ الـ 50 ديناراً التي تصرفها الدولة للطفل شهرياً، معتبراً أنه حق لطفله عليه أن يحافظ عليه وينميه له حتى يكبر. كان الاستثمار في الأسهم وسيلته في ذلك، وبدأ في شراء كسور أسهم «الوطني». في إحدى المرات سأله الدلال: لماذا اخترت تجميع كسور سهم «الوطني».. فرد عليه سريعاً أخطط لشغل مقعد في مجلس الإدارة. علماً أن أسهم البنك تتجاوز المليار سهم.
التصفيرة الطويلة للشراء والقصيرة للبيع
يحكي أن احد الوسطاء كان بينه وبين عميل له شفرة معينة للبيع والشراء، فالتصفيرة الطويلة تعني الشراء والقصيرة تعني البيع والمتقطعة تعني أشياء أخرى، والهدف من تلك الشفرة كما يروي الوسيط الاحتفاظ بسر العميل من دون ان يسمع من حوله او يفهم، لأنه ببساطة قد يبيع عليهم او يشتري منهم من دون أن يفهموا.
مكافأة للوسيط على مخالفته القانون
الجميع يذكر الطفرة التي شهدها سهم «منا القابضة»، وصولاً إلى سعر يفوق الدينار ونصف الدينار للسهم، حينها دخل شايب بكل مكافأة تقاعده على السهم عند 900 فلس تقريباً. مرت الأيام وبدأ السهم في الانهيار، وحاول الوسيط الاتصال بالعميل، ليبلغه بالتطورات، لكنه اختفى، وبات لا يرد على تليفونات ولا يمكن الوصول اليه. فما كان من الوسيط ألا ان باع أسهم الرجل عند 600 فلس من دون امر بيع بالمخالفة للقانون.
البورصة و«راعي البنك»
روى وارن بافيت مرة انه كان يلمع حذاءه في الطريق، وخلال وقوفه وتبادل الحديث مع ماسح الأحذية علم انه نال شرف تلميع حذاء بافيت، فطلب منه النصيحة، إذ ان أحد أصدقائه نصحه بشراء السهم «الفلاني».. فما كان من وارن بافيت إلا ان أعطى أوامره بتسييل هذا السهم بالكامل، مفسراً قراره بانه اذا وصل حديث السوق إلى عامة الناس، فاعلموا ان الأسعار قد تضخمت وحان وقت التسييل.
يقول أحد مديري الصناديق الكويتيين «إن وافداً راعي بِنك يبيع الترمس في جمعية تعاونية، جاء ليستشيرني قائلاً إنه اشترى سهم «المخازن»، وكان سعره حينها يتجاوز الخمسة دنانير والبيع بنظام الوحدات، أي انه دفع على الأقل 10 آلاف دينار. حينها علمت أن أسعار السوق تضخمت وعليّ ان أتخذ القرار المناسب»
علم الرجل بانهيار السوق ونزول السهم إلى ما دون الـ100 فلس، فدخل في غيبوبة طويلة، وما ان استفاق حتى اخبر اولاده انه خسر كل فلوسه وطلب منهم الاتصال بالوسيط، ليرد إليه ما تبقى، وكانت المفاجأة التي أخبره بها الوسيط، فانقلبت الأحزان أفراحاً وجرت مكافأة الوسيط على مخالفته للقانون.