عازفون ومؤلفون: موسيقى الكويت وصلت العالمية
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2018/04/8-7.jpg)
استعرض د. أحمد الصالحي التجربة الموسيقية الكويتية الثرية التي عزفت أنغامها وألحانها ضمن الحفل الذي أحيته مؤخرا الأوركسترا العالمية «بوخارست الفيلهارموني»، مشيدا بالخيال الموسيقي الخصب الذي قدمته طاقات كويتية أبهرت قائدها المايسترو د. هوريا أندريسكو والعازفين العالميين، من الألحان الكويتية العريقة والتوزيع الموسيقي المتقن عبر تمازج موسيقي كويتي عالمي.
جاء ذلك خلال حوار «حديث الاثنين» ضمن الموسم الثقافي الأول والأخير، الذي أقيم يوم أمس الأول في القاعة المستديرة في مركز جابر الأحمد الثقافي، والذي تناول تجربة العازفين والمؤلفين الكويتيين في تجربة المشاركة في هذه الأوركسترا وأثر الموسيقي المحلية، بحضور كل من الفنانين مشعل حسين، أحمد القلاف، عبدالله الملا، يوسف حلاوة، عبدالعزيز شبكوه، د. بسام البلوشي، وشهد الحوار بثا تلفزيونيا للقطع الموسيقية التي قدمها هؤلاء العازفون إبان تلك التجربة.
طابع كويتي
وقال د. الصالحي إن الإشكالية كانت في استخدام الأوركسترا الغربية لعزف الموسيقى الكويتية، من ناحية الاصطدام بأن الموسيقى أحادية، في حين أن الأوركسترا تقدم الموسيقى ذات التصويت المتعدد، إلى جانب أن الموسيقى الغربية تعزف بنغمة مختلفة وبلا أي تنافر، لافتا إلى قيام عدد من المؤلفين الموسيقيين الكويتيين في السابق بتقديم قطع موسيقية ذات طابع كويتي ومكتوبة بطريقة تناسب الأوركسترا العالمية، بينهم عامر جعفر، رشيد البغيلي، علي زكريا الانصاري، سليمان الديكان.
وذكر أن مشاركة العازفين والمؤلفين الكويتيين في حفلات أوركسترا «بوخارست الفيلهارموني» تمثلت في نوعين من التأليف، الأول الموسيقي الكامل الجديد والمبني على قواعد موسيقية غربية بحتة، أما الثاني فهو قائم على بناء موسيقي جديد عبر تناول أغنية كويتية كأساس موسيقي للقطعة وتطويرها وتوزيعها وتناولها بطريقة أوركسترالية معاصرة، وبين الصالحي أن هذه المحاولة كانت متميزة ومثمرة بكل المقاييس الموسيقية، التي حملت طابعا كويتيا لاسيما من ناحية المحافظة على الهوية.
أحمد الصالحي
موسيقى سماعية
وقام الصالحي في فتح الحوار للمؤلفين والعازفين الكويتيين لتناول هذه التجربة، فتحدث الملحن د. بسام البلوشي عن مشاركته في مقطوعة «بحره» التي قام بتلحينها برؤية العازف أحمد القلاف، فقال انه حرص على أن يكون التأليف على ربع تون موسيقي، إضافة الى أن الجمل العريقة هي التي تغطي مساحة أكبر في عملية التوزيع، وكانت الموسيقى المصاحبة مختلفة وأعطت جمالية في الطابع السماعي، لافتا إلى اننا كمؤلفين وكعازفين كويتيين نطمح للوصول إلى العالمية في موسيقى الكويت.
توظيف الجمل
من ناحيته، قال العازف مشعل حسين ان مشاركته في تلك التجربة كانت في مقطوعة من أغنية «البوشية»، مؤكدا أن بعض عناصر التأليف عملت على التوليفة وكسرت حاجز الملل من خلال التنويعات في صياغة الجملة، مبينا أنه حاول عمل تكوين مع الأوركسترا في التنقل عبر اللحن الأساسي، وأن الجديد كان في توظيف الجملة وضغطها وتغييرها، وربما كان هذا يمثل نوعا من المغامرة بالنسبة إليه، لكن الذي شجعه كثيرا هو أن الأوركسترا ليست ملتزمة بموسيقات معينة بل تقدم الموسيقات الحديثة.
شكل مختلف
وقال العازف أحمد القلاف، الذي عزف مقطوعتي «بحره» و«آه يا روح روحي»، انه خاض التجربتين لأنه أحس بالجملتين اللتين عبرتا عن التفاؤل وهي ميزة الإيقاع الخماري الكويتي، إلى جانب أنه قام بتوظيف مقام «العجم» في لحن كويتي، وتحدث الملحن يوسف حلاوة الذي ألف مقطوعة «كونشيرتو العود» بأداء العازف عبدالله الملا فقال ان «الكونشيرتو» عمل صعب في العزف والقوالب، لافتا إلى أنه سجل العمل في الاستوديو وتم التدريب عليه ومن ثم قدم على خشبة المسرح، وخرج بشكل مختلفة يحمل حيوية أكثر.
معالجة لحنية
أما عازف العود عبدالله الملا فقال ان هذه التجربة كانت بالنسبة إليه تحديا وحلما وطموحا، وكانت تتطلب الجرأة في أول ظهور له على خشبة المسرح بمشاركة أوركسترا عالمية، مبينا أنه قدمه بكل نجاح وبشهادة الموسيقيين العالميين الذين شاركنا معهم، بينما قال العازف عبدالعزيز شبكوه، الذي قدم رؤية موسيقية من خلال أغنية «حلفت عمري»، انه استطاع معالجة اللحن بشكل أوركسترالي، بالتالي سهل عليه الأداء الذي كان راضيا عنه تماما بنسبة كبيرة، معبرا عن سعادته في خوض تلك التجربة الموسيقية العالمية.