المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

امن ومحاكم

ضرب الطالب يُحيل المعلم إلى التحقيق: المدارس للتعليم وصقل الشخصية… لا للعقاب

كشف مصدر تربوي  أن ضرب الطالب، إن ثبت على المعلم أو الإدارة المدرسية، يحيل الضارب إلى التحقيق في مكتب وزير التربية وزير التعليم العالي مباشرة، حيث شكلت لجنة لهذا الأمر تضم في عضويتها مراقبين للتعليم الثانوي ومدير إدارة التحقيقات وبعض المتخصصين للتحقيق في كل حالة على حدة، مؤكداً أن بعض العقوبات التي صدرت ضد معلمين، وصلت إلى خصم 10 أيام من الراتب، ولا تهاون في هذا الملف.
وأوضح المصدر أن هناك قراراً وزارياً بحظر استخدام العنف ضد الطلبة، تم تعميمه على جميع الإدارات المدرسية، مشيراً إلى أنه في التعاقدات الجديدة لأعضاء الهيئة التعليمية، سواء كانت داخلية أم خارجية، تقوم المناطق التعليمية مطلع كل عام دراسي جديد بدورات تدريبية للمعلمين الجدد، حيث تعرفهم بحقوقهم وواجباتهم وتطلعهم على أهم النشرات والتعاميم الوزارية وعلى رأسها هذا التعميم.
وقال إنه رغم معرفة الإدارات المدرسية بهذه القرارات والنشرات، إلا أن بعض المعلمين في مختلف المناطق التعليمية يقومون بضرب الطلبة أحياناً، بسبب استفزازهم من بعض المشاغبين تارة، وتارة أخرى بسبب الخوف على مصلحتهم، لا سيما في حالات الهروب أو الشغب، أو في بعض حالات العنف الطلابي مع زملائهم، مؤكداً أنه حتى في هذه الحالات ممنوع اللجوء إلى الضرب، وعلى المعلم أو المسؤول في الإدارة المدرسية كظم غيظه والتعامل مع الطلبة، بما فيهم المشاغبون تعاملاً تربوياً يخلو من العنف البدني أو اللفظي.
وذكر المصدر أن وزارة التربية، حين قررت منع الضرب في المدارس، كانت تستند على قاعدة أساسية، هي أن المؤسسات التربوية وجدت للتعليم والتربية والتقويم وصقل الشخصية، فهي ليست مؤسسات عقابية ولا يمكن أن تكون كذلك، مؤكداً أن المدرسة كانت خلال العقود الفائتة أشبه بالمعتقل في نظر كثير من الطلبة، بما فيهم الطلبة المتفوقون، حيث الخوف من العقاب أصبح يسيطر على هاجس كثير من الطلبة، وعزز من شعور القلق والتوتر الدائم لديهم، حتى فقدوا الثقة في أنفسهم وفي قدرتهم على التعبير.
وشدد على ضرورة تحقيق الهدف الأهم لوزارة التربية في هذا الجانب، وهو تحويل البيئة المدرسية إلى بيئة جاذبة للطلبة وغير منفرة، بدءاً بطريقة تصميم المبنى المدرسي واختيار ألوان الممرات والفصول، وطريقة تصميم ساحة العلم والسور الخارجي، لافتاً إلى ان بعض المدارس وكي تتلافى ظاهرة الهروب، صممت أسوارها الخارجية بشكل بشع، جعلها أشبه بالمعتقلات، حيث الأسوار الحديدية المرتفعة التي تبعث على الكآبة والخوف والوحشة.
ومن الضرب في المدارس الحكومية إلى الخاصة، كشف المصدر عن بعض حالات انتشرت في بعض المدارس، ووترت الأجواء داخل فصولها، حيث سيطر الخوف والهلع على كثير من الطلبة، وبعضهم أصبح ميالاً إلى الغياب أكثر بسبب هذه الأجواء، موضحاً أن بعض أولياء الأمور قدموا شكاوى لدى إدارات هذه المدارس من تعامل بعض المعلمين مع أبنائهم، ما أدى إلى نشر الخوف في الفصل كله، وانعكاس ذلك المشهد على جميع الطلبة.
وانتقل المصدر إلى ظاهرة أخرى أصبحت تطل برأسها سنوياً خلال شهر رمضان المبارك، وهي سيناريوهات الدراما التلفزيونية، التي تركن بعضها إلى لغة ما انزل الله بها من سلطان، وتفتح الأبواب في وجه جميع القضايا والسلوكيات، كاضطراب الهوية الجنسية والتشبه بالجنس الآخر والتدخين والمخدرات، مؤكداً أن «لا تنسيق بين وزارتي التربية والإعلام بهذا الشأن، ويخضع هذا الأمر إلى الإعلام وحدها، رغم التعاون الكبير لوزارة التربية، مع بعض الجهات الحكومية في هذا الملف، ومنها وزارتا الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى