«لا حاجة طارئة تستدعي التردد على عيادات التجميل لتجديد حَقن البوتوكس، وإصلاح ما أفسده الدهر من ترهلات»، هذا ما أكده أخصائيون واستشاريو تجميل لـ«الراي» خلال حديثهم عن السيدات اللواتي يرغبن في تجديد حقن البوتوكس في ظل أزمة كورونا، مشددين على أنه «يمكن لمن تريد حقن البوتوكس أن تنتظر لأكثر من شهر من دون أن يكون هناك أي ضرر طبي في ذلك»، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن «هناك من يأخذ حقن البوتوكس كعلاج من الصداع المزمن أو الشقيقة، بينما هناك نساء لا يستطعن نفسياً البقاء من دون التردد على عيادات التجميل بعد انتهاء تأثير حقن البوتوكس وبداية ظهور التجاعيد».
استشاري جراحات التجميل الدكتور أحمد مسلم أكد لـ «الراي» أن «لا ضرورة مطلقاً في الاستعجال بالتردد على عيادات التجميل بالنسبة لعمليات البوتوكس والفيلر»، مشدداً على أنه «لا داعي للمجازفة في مثل هذه الأمور الكمالية». وأضاف «من تنتظر شهراً أو شهرين لإجراء حقن البوتوكس لن يحدث لها شيء ولا يوجد أي ضرر طبي في ذلك، ففي الظروف العادية تراجع السيدات عيادات التجميل لحقن البوتوكس عند بداية ظهور تجاعيد بعد انكماش العضلات، وقد تحتاج للمراجعة بعد الحقن بأسبوع للتأكد من صحة الحقن، لكن يجب ألا تزيد عدد مرات الحقن عن مرتين كل عام».
وبيّن مسلم أنه «إذا كان هناك من تعاني من حالة نفسية سيئة بسبب عدم الحقن، فإنه يتعين أخذ الاحتياطات الطبية من قياس الحرارة إلكترونيا قبل الدخول للعيادة واستخدام المعقمات والسؤال على وجهات السفر واستخدام الكمامات»، لافتاً إلى أن «حقن البوتوكس لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة». وزاد«حقن البوتوكس يتم بوحدات مختلفة، حسب أماكن الحقن والغرض من الحقن، سواء كان لرفع الحاجب أو غيره»، موضحاً أن «الإقبال على عمليات التجميل قل في الظروف الحالية». وشدد على ضرورة «الالتزام بما يصدر عن وزارة الصحة من قرارات تنظيمية، وخاصة ما يتعلق بعدم إجراء عمليات اختيارية والاكتفاء بالعمليات الطارئة التي ينتج عن تأخيرها أضرار جسيمة». ونصح السيدات بـ «عدم مراجعة عيادات التجميل، إذا لم يكن هناك حالات مستعجلة» مردفاً في الوقت ذاته «لا يوجد في التجميل أمر مستعجل».
من جانبه، أكد أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل والليزر الدكتور نشأت العربيد أنه «لا يوجد إجراء تجميلي ضروري بشكل مطلق، لدرجة أن تأخيره يؤثر على حياة المريضة»، مشدداً على أن «البوتوكس تذهب تأثيراته بشكل تدريجي لكنها لا تختفي تماماً». وبيّن أن «الحالات العادية تتحمل أن تتأخر شهرا أو أكثر ولا داعي للتسرع والتردد من أجل حقن البوتوكس، وموضوع التجميل هو في النهاية أمر شخصي. فثمة بعض السيدات لا يتحملن أن يشاهدن أي تجاعيد في وجوههن، أو أن يمكثن دون أن يكون جلد الوجه مشدودا، والتجميل لديهن خط أحمر».
وتابع العربيد «بالنسبة لمن يؤثر التأخر في حقن البوتوكس على حالتهن النفسية فيمكن اعتبار هذه الحالة من الحالات الضرورية شريطة أن يتم الالتزام الكامل بالإجراءات والاحتياطات الصحية ومنها عدم إعطاء أكثر من موعد كل نصف ساعة، والعيادات الصحية في النهاية تلتزم بوسائل الوقاية سواء في حال وجود وباء أو عدم وجود وباء، ويجب ألا يتواجد في غرفة الانتظار أكثر من شخصين أو ثلاثة»، مشدداً على أنه «لا توجد حاجة طبية ملحة للمراجعة من أجل العمليات التجميلية بشكل عام، لكن هناك نسبة من السيدات لا يتحملن الانتظار».
وزاد «قد يكون هناك حالات حرجة مثل الأمراض الجلدية أو الحكة، فعيادات التجميل تحوي قرابة 10 في المئة من المراجعين يمكن اعتبارها حالات مرضية، أما المراكز التي لا يوجد بها طبيب وتكتفي بوجود ممرضة فهذه يمكن أن تغلق لعدم الحاجة الملحة لها»، موضحاً أن «الأزمة أثرت بشكل كبير على نسبة تردد السيدات على عيادات التجميل رغم أن بعضهن يرى أن هذه الفترة مناسبة لاستغلال فترة المكوث في المنزل في عمل عمليات مثل الشفط وغيرها».
وأضاف «نحن جميعاً مع الالتزام بكل الإجراءات الطبية، وبالنسبة لي فأنا الآن أتعامل فقط مع الحالات الضرورية وأصحاب المواعيد القديمة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «هناك قرابة 10 في المئة من المراجعات يطلبن حقن البوتوكس كعلاج للصداع والشقيقة وعندما يذهب مفعول البوتوكس يعانين من صداع تشنجي ومن هنا من الصعب عليهن الاستمرار دون بوتوكس لكن ما دون ذلك فالأمر لا يستدعي التردد على العيادات ويمكن تأخير المراجعة».