المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

صالح أظهر نفوذه للحوثيين

نجت العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، مما وصف باحتمال صدام دام بين طرفَي الانقلاب، بعد أن تظاهر أنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح في شارع السبعين، من دون أن يحصل اشتباك كان قد تم التحذير منه، مع أنصار ميليشيا الحوثيين.
ووسط شقاق علني غير معتاد مع زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، نشر صالح الحرس الجمهوري، والقوات الخاصة، في الشوارع المؤدية إلى ميدان السبعين، تأميناً لفعاليات مهرجان إحياء الذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، التي دعا إليها، وحشد آلافا من أنصاره، في استعراض للقوة.

نقاط تفتيش
وتحسبا لهذا التجمّع، أقام الحوثيون نقاط تفتيش عند مداخل صنعاء، لكن من دون منع أنصار صالح من التوجه إلى الساحة، كما تعاونوا مع رجال الأمن الموالين لصالح من أجل تسهيل مرور الحشود، تلبية لطلب زعيمهم عبدالملك بالتهدئة، وتأمين الفعالية.
وباستثناء مواجهات محدودة بالأيدي بين عدد من المشاركين في المهرجان وعناصر من الحوثيين، وإطلاق نار في الهواء لتفريقهم، لم يشهد التجمع حوادث أمنية كبرى.
وظهر صالح مرتديا بذلة داكنة، وعلى وجهه نظارة شمسية، وسار بين الشخصيات المحتشدة في المنصة الرئيسة، حتى وصل إلى موقع إلقاء كلمته خلف الزجاج المضاد للرصاص، وإلى جانبه مسلحون ملثَّمون ارتدوا الزي العسكري. وقال إن حزبه «مستعد لرفد الجبهات بعشرات الآلاف من المقاتلين»، مردفاً: «وما على حكومة الإنقاذ (الحكومة المشكلة بتحالف الحوثيين وصالح) إلا توفير العتاد ومرتّبات المواطنين فقط». وأضاف: «هذا التنظيم السياسي الرائد (…) التنظيم السياسي الذي يواجه المؤامرات تلو المؤامرات منذ 2011».

خلاف جوهري
ويبدو أن صالح يرد بهذا الحديث على إعلان الحوثي، السبت الماضي، أن «المؤتمر» لا يشارك في القتال بشكل حقيقي، حيث وضع «إصبعا» فقط في الحرب، بينما أقدامه خارجها، على حد تعبيره.
ورغم دعوته إلى دعم الجبهات بالمقاتلين، عبّر صالح عن رفضه استمرار الحرب «من أجل التجزئة وشرذمة الوطن»، غامزا من قناة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.
وغادر صالح الميدان فور إلقائه كلمته، وبعد قليل من دوي أعيرة كثيفة من مكان قريب، قال أنصاره إنها أطلقت احتفالا بالمناسبة، ونفوا أنباء عن اشتباكات مع مقاتلين حوثيين.
ولم يخل المشهد الجماهيري الضخم من دلالات، أبرزها قدرة حزب المؤتمر، الذي يتزعمه صالح على التعبئة واستعراض القوة، اضافة إلى التعبير الشعبي الرافض استمرار الحرب العبثية. وأبرز الدلالات الرسائل التي وجهها لحليفه في الانقلاب جماعة الحوثيين الذين يتهمونه بعدم الجدية في القتال.
وعكست أعداد المناصرين في ميدان السبعين النفوذ الكبير الذي لا يزال يتمتع به صالح، ورأى مراقبون ان المشهد هو دعم للنهج الوسطي المعتدل لحزب المؤتمر وأدائه، حيث حاول صالح تقديم نفسه الشريك القوي والأفضل، سواء للسلام، أو لتعزيز المواجهة العسكرية مع التحالف العربي.
رفض التخوين
من جهته، ذكر عارف الزوكا، الأمين العام لـ«المؤتمر»، أن الحزب «يرفض أن يكون مجرد ديكور في شراكته»، منددا بـ«تخوين الحزب وقياداته». وقال إن «حشد اليوم المليوني هو رسالة تأكيد أن المؤتمر، بزعامة صالح، كان وسيظل وفيا للوطن والشعب، ولن يقبل مهما كانت التحديات أن تكون وحدة اليمن وسيادته قضية للمساومة أو المزايدة أو البيع والشراء»، معتبرا أن «الحزب هو التنظيم الذي كلما تآمر عليه المتآمرون تأوي إليه قلوب اليمنيين».
بدوره، أفاد ياسر العواضي، الأمين العام المساعد لـ«المؤتمر»، بأن الحزب «مستعد للحوار والتفاوض.. ورفع اسم اليمن من البند السابع (في قرارات مجلس الأمن)، بما يحافظ على وحدة وسلامة اليمن، تمهيدا لاستئناف العملية السياسية والمصالحة الوطنية الشاملة التي لا تستثني أحدا». ودعا إلى «تقديم التنازلات من قبل كل المكونات لحقن دماء اليمنيين، وتجنيب الوطن الدمار والانهيار». وشدد على أن الحزب «يمد يده للسلام.. سلام الشجعان لا للاستلام».
وحول الشراكة مع الحوثيين، قال العواضي إن «المؤتمر» عازم على «تقييم مسار العلاقات والشراكة معهم، بما يعزز قيام مؤسسات الدولة على الدستور والقانون، وبما يمنع تداخل صلاحيات المؤسسات من أي جهة».

أنصار الميليشيا
في المقابل، توافد الآلاف من أنصار الحوثيين إلى 4 ساحات في صنعاء، ورفعوا شعار الميليشيا، وهم يحملون أسلحتهم الشخصية، مؤكدين ضرورة رفد الجبهات بالمقاتلين والمال والغذاء.
وأكد القيادي الحوثي البارز محمد علي الحوثي، رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا»، أن الميليشيا ستساند جبهات القتال في اليمن، بكل ما أوتيت من قوة، مشدداً على أنه لا يمكن لما أسماها «ساحات الصد والوفاء والبذل والتضحية» المساومة أو التراجع، وعلى ضرورة استعادة الزخم الثوري في اليمن. وقال إن «حشود اليوم التي نظمت في أربع ساحات على مداخل صنعاء، هي رسالة الثورة والعزة والإباء». (أ.ف.ب، رويترز، الأناضول، سكاي نيوز عربية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى