المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الرياضةأخبار مثبتة

شغب ملاعبنا.. من المسؤول؟!

نتشرت في الأونة الأخيرة المشاجرات والعنف داخل الملاعب المحلية في أغلب المراحل السنية، وفي أوقات متقاربة، مما يعطي تساؤلات حقيقية حول سبب انتشار هذه الظاهرة السلبية، وتضعنا أمام العديد من الأسئلة عن أسباب حدوثها، ومن المسؤول عنها في المقام الأول، وكيف يمكن الحد منها في المستقبل وعدم تكرارها؟!

المشاجرات «ظاهرة» عالمية
لا يمكن أن نضع الكويت تحت بؤرة المشاجرات داخل الملاعب، فهي ظاهرة منتشرة في أغلب ملاعب العالم، لكن ما يدفعنا نحو تسليط الضوء عليها هو ازدياد تلك الحالات، مما جعل مواقع التواصل الاجتماعي تطرح تلك الأسئلة، وتفسر ما يحدث أنه بسبب الإحباط الناتج عن الوضع الرياضي المشحون، وتعليق عضوية الكويت في المنظمات الرياضية، أو غياب الثقافة الرياضية عن اللاعبين، وقلة خبرة الإداريين في التعامل مع تلك المشكلات.
في إنكلترا أصبحت المشاجرات داخل الملاعب نادرة في ظل الغرامات والتهديدات «الحقيقية» من قبل الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، الذي أصبح يحذر من أبسط الأمور، التي تحدث بين اللاعبين خفية، ويقومون بإيقافهم فوراً من دون النظر في اعتذار أو التماس أو غير ذلك من الأمور، التي من شأنها تخفيف العقوبة.

الأسباب
يتفق الخبراء الرياضيون على أن هناك حالات معينة تسبب المشاجرات داخل الملعب، منها أهمية فوز أحد الفريقين واقتراب المنافسة من الحسم، كذلك أن تكون المباراة «ديربي» بين فريقين لهما صيت كبير، ارتفاع درجة حرارة الجو له تأثير سلبي أيضا على اللاعبين، التعرض لظلم تحكيمي مؤثر في المباراة يدفع اللاعبين للخروج عن أعصابهم، ازدياد الخشونة داخل الملعب من دون تدخل حاسم من الحكام، مما يجعل الموضوع يتطور إلى المشاجرة، قيام الجماهير بإطلاق هتافات غير لائقة تجاه لاعبي الفريق المنافس، كذلك هناك سبب مؤثر ومعروف هو الشحن الإعلامي عبر جميع الوسائل المرئية والمسموعة، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، التي من شأنها أن تخلق ضغوطات وقلقا غير مباشر تجاه اللاعبين، مما يدفعهم إلى تفريغه داخل الملعب، وهناك من يبحث بعيداً أن ما يحدث انعكاس للمجتمع نفسه، ورغبة بعض اللاعبين في التنفس عما يجول بداخلهم من ضغوط نفسية في أي مكان تنافسي».

حلول واجبة
البعض يرمي الكرة في ملعب اتحاد الكرة على أنه السبب الرئيسي في ما يحدث داخل الملاعب، لكن تلك نظرة خاطئة، فهذا الأمر يحتاج إلى تظافر جهود أكثر من جهة في الدولة، وكذلك وجوب أن يكون أحد أطرافها الأسرة، التي من المفترض تدخلها في حال حدوث مشاجرات على مستوى المراحل السنية، والجلوس مع أبنائهم بحضور الإداريين، ومناقشة الأمر لمعرفة خلفية ما حدث، وأيضا يتطلب من الإداريين أخذ دورات متخصصة في كيفية التحكم بنفسية اللاعبين، وإخراجهم من الضغوطات والتوتر قبل أي مباراة أو بطولة، كذلك لوزارة الداخلية دور مهم في حماية اللاعبين، والتدخل الفوري في فظ أي مشاجرة، والتواجد بكثافة داخل الملعب، وبملابس «رياضية» تتيح لهم سهولة الجري والتدخل السريع، أيضا يجب أن يكون هناك تنسيق مسبق ما بين الأندية والاتحادات مع وسائل الإعلام المختلفة، ووجود منسقين إعلاميين «ذوي شهادات إعلامية وإدارية»، متابعين لتلك البرامج، والتدخل السريع لحل أي محاولة افتعال أو شحن فرقهم قبل المباريات، وكذلك على الاتحاد أن يعقد دورات من وقت إلى آخر مع روابط مشجعي الأندية الكبيرة، وجلب مختصين يقدمون دورات توعوية في فن التشجيع، وكيفية امتصاص غضب الجمهور.

مسؤولية «التربية»  
وزارة التربية هي الجهة المسؤولة عن الإشراف على النشء، من خلال كوادرها التعليمية، لذلك يتطلب منها أن تقوم ببرامج توعوية للطلبة على مدار السنة الدراسية، وتوزيع الكتيبات التي تتحدث عن كيفية التحكم بالأعصاب، وسلبيات الشغب ونتائجه الوخيمة، ويمكن من خلال ذلك الاستعانة بنجوم الرياضة أصحاب الإنجازات والسلوك القويم في المشاركة بتقديم تلك الدورات، والتحفيز على أن ذلك السلوك سيكسب الشخص احترام الآخرين وتقديرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى