لا شكّ في انك تنزعجين كلّما افرط أولادك في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأنك تعتبرين أنّ في الأمر مضيعةً للوقت وربما تأثيراً سلبياً. لا تبالغي في ردة فعلك السلبية تجاه هذا الأمر فقد كشفت دراسة جديدة أنّ استعمال المراهقين لموقع “إنستغرام” مثلاً يقوّي روابط الصداقات لديهم فيبعد عنهم شبح الكآبة.
دراسة معمّقة
توصّل باحثون من جامعة لوفين في بلجيكا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تحسّن صحة المراهقين العقلية.
نظّمت الباحثة إلين فريسون دراسة شاملة غاصت في تأثير مواقع التواصل الاجتماعي التي يستعملها المراهقون عموماً على حالتهم النفسية.
ملأ الطلاب استبانات مطبوعة فصلت بينها فترات زمنية بلغت الستة أشهر. وشملت الاستبانات أسئلة عن استخدام الطلاب مواقع تواصل اجتماعي كفيسبوك، وSnapchat، وإنستغرام، وعن حالتهم الصحية والنفسية العامة (أعراض الكآبة، والرضا عن الحياة، وشعورهم بالوحدة).
وكشف تحليل البيانات ان استخدام “إنستغرام” بشكلٍ منتظم كان له دور أساسي في توطيد الروابط بين الأصدقاء بعد مرور ستة أشهر على استخدام الموقع، ما أدى بالتالي الى تراجع معدل الكآبة لدى المراهقين.
أوقات محدّدة
وكان باحثون عدّة بحثوا في تأثير استخدام “فيسبوك” في الشباب، فيما تحقّق آخرون من تأثير “إنستغرام” في صحة الأفراد العقلية. لكن هذه أول دراسة تركّز على العلاقة بين استخدام “إنستغرام” وبين حالة المراهقين النفسية، فضلاً عن أنها أول دراسة تتحقق من أداء الموقع دوراً أساسياً في منع إصابة المراهقين بالكآبة.
وتشرح فريسون: “الفئة العمرية هذه معرّضة كثيراً لتأثير “إنستغرام” خصوصاً، نظراً إلى تنامي شعبية موقع التواصل هذا بين المراهقين، ولاحظنا تراجعاً كبيراً في أعراض الكآبة في المرحلة العمرية هذه لدى مستخدمي هذا الموقع”.
وتتابع معلقةً: “تقدّم الدراسة صورة أوضح عن نتائج استخدام المراهقين لموقع “إنستغرام”، ويبدو انّ الموقع هذا يحفّزهم على التقرّب من أصدقائهم، لذا هو مفيد لهم على الأمد الطويل. ولكن ذلك لا يعني طبعاً بأن تسمحي لأولادك باستخدامه طوال الوقت، اذ من الضروري بأن تحدّدي أوقاتاً معينة لاستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي كي لا يؤثر الأمر سلباً في أدائهم المدرسيصصص.
الوسوم
