المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

سيرديفي فجعت جمهورها برحيلها

لا ينكر أحد الموت عندما تحين ساعته، ولكن حين يأتي فجأة ومن دون مقدمات وفي عمر العطاء، فإنه يكون فاجعة ومصيبة نقف أمامها جميعا مطأطئي الرؤوس، لا نستطيع أن نفعل شيئا سوى طلب الرحمة لمن سلبه الموت منا، هذه ليس كلمات أسطرها.. بل هي تغريدة من تغريدات كثيرة، كتبها جمهور النجمة الهندية الراحلة سيرديفي، التي توفيت قبل عدة أيام في دبي، في لحظات كان جمهورها ينتظرها في القاعة، لتفتتح معرض مجوهرات باهظة الثمن هناك، جمهورها كان يمسك هواتفه النقاله لكي يلتقط سيلفي معها.. فهي نجمة بوليوود الأولى، ولكن بدلا من السيلفي كتب تغريدات وداع بدموع عشقتها إلى درجة الجنون، ولا ريب في ذلك، فهي رحمها الله فاتنة الثمانينات ونجمة بوليوود الأغلى في ذلك الوقت.

موهبة مبكرة 
بدأت سيرديفي حياتها الفنية في سن متقدمة، فلم تبلغ الرابعة من عمرها، حتى شاركت في أول فيلم بها «كاندان كاروناي» مع المخرج كاراناداي، وبعدها احتضنها كموهبة صغيرة فذة المخرج ثيروموجان، وكانت البداية في فيلم «ثونايفان»، كانت هاتان التجربتان ضمن أفلام التاميل، ومع ذلك بلغت شهرتها كفنانة صغيرة صاحبة موهبة عالية إلى كل أنحاء الهند.
عندما بلغت 10 سنوات انضمت إلى بوليوود، بل كانت نجمة من نجماتها الصغار، وحققت أول بطولة لها وهي صغيرة مع المخرج المغامر كما يسمونه أ. داس في فيلم «راني ميرا نآم»، ولا يزال جمهور سيرديفي يذكر لها هذا الفيلم، الذي فتح لها أبواب الشهرة الواسعة، ووضعها في قائمة نجمات شباك بوليوود، الذين يعتمد عليهم المنتجون في جذب الجمهور لمشاهدة الفيلم، وفي سنة 1979، حين بلغت 17 عاما ظهرت كنجمة أولى على الشاشة الكبيرة، جذب جمالها الساحر الهندي الأصيل، ونظرتها الطبيعية، عيون الحمهور والمنتجين إليها في نفس الوقت، ظهرت في فيلم «سولف سوان» مع المخرج ب. بهاراثيرايا، حينها لم يصدق الجمهور أن تلك الفتاة الصغيرة، التي كانت تقفز في الافلام، هي هذه الناضجة التي سحرت المشاهدين بأدائها الرائع وجمالها الأخاذ، كتبت الصحافة الهندية في ذلك الوقت أن هذا الفيلم شهد ولادة نجمة جديدة في بوليوود ستكون بطلة الأفلام القادمة.

أجمل الأيام
صدق إحساساً النقاد والصحافة في ذلك الوقت، ففي عقد الثمانينات عاشت سيرديفي أجمل أيام حياتها، وحققت نجاحا لم تكن تحلم فيه يوما من الأيام، وصارت بعد سنتين فقط أغلى فنانة في بوليوود، وتربعت على عرش النجومية فيها، قدمت خلال 15 سنة من 1980 إلى 1995 أكثر من عشرين فيلما، صنفت ضمن باقة روائع بوليوود، نظرا للإيرادات العالية التي كانت تحققها أفلامها، وفي نفس الوقت بدأت تشعر سيرديفي بشعور خاص.

حملة مضادة
بدأ اتجاه معاد لها يظهر في الهند وبين أروقة بوليوود وفي الصحافة، ففي عام 1992 شن عدد من الكتاب حملة ضدها بعد فيلم «خودها جاوه»، ووصفوها بأنها تجارية، وتسعى وراء المال، ووصفوا أفلامها بالتجارية، ولكن في المقابل، دافعت أقلام أخرى عنها، وكتب أحدهم «لم تجبر سيرديفي احدا على حضور افلامها»، ولكنها توقفت بعد ذلك بسنتين، وفضلت الراحة والتفرغ لنفسها، وتزوجت وتفرغت لأسرتها، ولكن المخرج ران كانوار، صديق زوجها، طلب منها العودة للسينما بإصرار كبير، فعادت في فيلم «جودآي» Judaai ليكون آخر ظهور لها على الشاشة الكبيرة.

أعمال إنسانية
في سنة 2012 فاجأت سيرديفي جمهورها بظهورها في فيلم كوميدي «انجليش فينجليش» English Vinglish، ولكنه لم يحقق النجاح الذي توقعه المنتج، كبرت حسناء بوليوود، واختلفت مقاييس النجومية بعد الألفية الجديدة عند الجمهور، ولم تعد تلك الفتاة الهندية الأصيلة، التي ترتدي الساري تجذب جمهور اليوم، ولكنها فضلت هنا أن تنتقل لعمل أكثر جدية وعطاء ويتناسب مع عمرها واهتماماتها، فاتجهت إلى الأعمال الانسانية والاجتماعية، وكرمتها الدولة بتقديم قلادة شارما لها، وهي رابع أهم قلادة في الهند نظرا الى أعمالها ودورها الاجتماعي المهم، كما اتجهت في الوقت نفسه لاستثمار نجوميتها في الاعلان والترويج للمجوهرات والأحجار الكريمة، فكانت تقيم عددا من المعارض حول العالم، حققت من خلالها نجاحا كبيرا، يضاف إلى سجل نجاحها في السينما، كان آخرها معرض دبي، الذي لقيت ربها وهي تستعد له، وودعت جمهورها بهدوء ووداعة اتصفت بهما في حياتها.
أقيمت لها جنازة كبيرة في مومباي، حضرها عدد كبير من نجمات ونجوم بوليوود، إلى جانب عدد كبير من جمهورها الوفي، الذي أحبها وتابعها في كل مكان، ستبقى سيرديفي أيقونة الفن الهندي ووردة يانعة في بوليوود لن ينساها الجمهور أبدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى