رسول الشيب أتاني وكنت بغفلة
فعرفته من بياض لحيتي والشعر
عرفته من وقفتي بعد السجدتين
ومن وهن العظم ومن ضعف النظر
أخبرني أن الشباب لقد مضى
وأني اقتربت من نهايات العمر
ففاقت بذاكرتي أيام طفولتي
وتذكرت شبابا تولى واندثر
فبكى قلبي على الماضي تحسرا
وفاض الدمع على الخدين وانهمر
ايقنت أن السنين تمضي كأنها
خريفا تسقط فيه أوراق الشجر
قد عشت طفلا لوالديه مذللا
برغد العيش منعما منذ الصغر
وعشت شبابا سعيدا بكامل صحتي
واليوم اصبحت مسنا منتظر
لا ادري هل ادرك يومي أو غدا
لا أدري ما يخفي القضاء ولا القدر
ولا أرجو الا رحمة من خالقي
ومقعد صدق عند مليك مقتدر