المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

زهرات ٌ ثلاث

بقلم الكاتب / أبوطالب دغريري
كان يسكن في حي قديم نوعا ما فيه حديقة خضراء ُ جميلة ،وفي كل ليلة هناك سبعيني ذو شماغ احمر وشخصية قديمة وجسم نحيل وخطى ماتزال واثقة بالنسبة لعمره وبجانبه زوجته العجوز التى تمشي بجانبه مثقلة ٌ بالسنون، خطاهما متقاربة متتابعة ،وكان بادٍ على محيا العجوز السعادة الغامرة وهي برفقة سندها الذى رافقها عمرها طويلا وهي تضم إلى صدرها خطورٌ وبعيثران وريحان طول مسيرهما وكأنها تحمل أثمن ماتملك يكتنفها شعورٌ لايوصف، وهو يرى ذلك المنظر الجميل سرح بعيدا بمخيلته وفكره أن الرجل وزوجته كانا في مطعم لبناني ويتناولان مالذ وطاب من تبولة وكبة وقطائف ومشويات وزاد في التخيل وأمعن في تصوير المنظر حتى وصل أنه بعد العشاء اللذيذ والابتسامات والمزاح اللطيف وذكريات الزمن الجميل وفي أثناء ذلك أهدى الزوج العجوز كهلته الزهرات الثلاث من بعيثران وخطور وريحان التى متعلقة بها وضامتها إلى صدرها ،،وبالغ في التخيل فرأى نفسه مع زوجته النكدية التى خرج من عندها للتو ” وهو معاه امُغلب” تخيل نفسهما وهما على مشارف الستين يحتفلان بعيد زواجهما الخمسين عندها ألقى بنفسه على باب بيته ، رن الجرس بلطف، وصوت عياله يملأ المكان ،وصراخ زوجته عليهم “أصه” “أفه” وفتحت بعد برهة ورأسها مربوط “بهترة “فنظر إليها بمحبة وضمها إلى صدره بلهفة ، أبعدته بقوة ونظرت في محياه باستغراب وبهزة مالك ” جني يشلك” وعيناها وجلة وسألته : في ذمة ابوك مين مات ؟ !
فدفها حتى تخالفت ضلوعها قائلا: آه لوكان خيالا ورجع إلى حيث كان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى