روحاني وأردوغان: مضاعفة الإجراءات ضد إقليم كردستان

رغم أجواء الحداد الوطني التي تخيم على العراق واقليمه الشمالي بسبب وفاة الرئيس السابع للجمهورية جلال الطالباني، استمرت حالة التوتر السياسي على خلفية استفتاء الاستقلال الذي اجراه اقليم كردستان بصفة احادية، على الرغم من المبادرات التي تدعو إلى التهدئة بين بغداد واربيل والحوار لمعالجة الملفات الخلافية. وامس بدأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زيارة رسمية إلى فرنسا لاجراء مباحثات مع المسؤولين الفرنسيين والرئيس ايمانويل ماكرون تتركز على ملفي محاربة الارهاب واعادة الاعمار، الا ان المحللين لم يستبعدوا ان تعرض فرنسا وساطتها في الملف الكردي على الرغم من رفض بغداد لمناقشة ذلك مع اي طرف دولي خارج اطار الثلاثي المعني بالقضية الكردية.
وقبيل مغادرته إلى باريس، صعَّد العبادي لهجته تجاه قادة الاقليم، واشترط إبطال نتائج استفتاء الانفصال والالتزام بالدستور العراقي لاستئناف الحوار. واصفاً المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل بأنها مناطق محتلة من قبل الإقليم، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الأزمة بين الجانبين.
وقال العباجي إن إقليم كردستان «استولى على هذه الأراضي منذ عام 2003 بشكل تدريجي مستغلا انشغال القوات العراقية بمحاربة الإرهاب». ودعا إلى تشكيل إدارة مشتركة بين بغداد والأكراد لإدارة شؤون كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها تحت إشراف اتحادي، لتطبيع الأوضاع هناك والسماح للقوات العراقية بدخول تلك المناطق. وقال إنه لا يريد «اللجوء إلى القوة وسفك مزيد من الدماء».
فرض عقوبات
في غضون ذلك، قرر البنك المركزي العراقي وقف تعاملاته المالية مع مصارف أهلية خاصة تتخذ من إقليم كردستان مقرا رئيسيا لها. بعدما صدق مجلس النواب العراقي أمس على إجراء يقضي بوقف التعاملات المالية والمصرفية مع الإقليم. غير ان مصدرا بالقطاع المصرفي في العراق قال إن البنك المركزي خفف قيودا مالية فرضها على إقليم كردستان ردا على الاستفتاء بعد أن تلقى تعهدا من بنوك كردية بالتعاون. وقال المصدر لرويترز إنه جرى السماح باستئناف تحويلات الدولار والعملة الأجنبية مع استثناء أربعة بنوك ذات ملكية كردية هي جيهان وكردستان وأربيل ومصرف الإقليم. وأضاف المصدر انه «سيتم رفع حظر بيع الدولار إذا رأى البنك المركزي أن البنوك الأربعة تتعاون فعلا في الإفصاح عن تعاملاتها المالية».
إيران وتركيا
وامس اجرى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان زيارة إلى طهران لبحث مسألة الاستفتاء الكردي وملفات اقليمية اخرى، وقال خلال لقائه الرئيس حسن روحاني إن تركيا ستتخذ خطوات أقوى وستضاعف الاجراءات ردا على استفتاء أكراد بعد أن اتخذت بالفعل بعض الإجراءات بالتنسيق مع الحكومة العراقية المركزية وإيران. واضاف ان الاستفتاء يفتقر إلى الشرعية ولم تعترف به سوى إسرائيل، حيث إنهم ( قادة الاكراد) يجلسون مع الموساد ويتخذون القرار غير المشروع.
بدوره، قال الرئيس الإيراني إن التعاون الثلاثي بين تركيا وايران والعراق جاء لاحلال الامن اكثر في كردستان العراق، فيما دعا مسؤولي الاقليم الى التراجع عن القرارات «الخاطئة» في اشارة الى الاستفتاء. وقال إن بلاده ستعمل مع انقرة لمواجهة تفكك العراق وسوريا لتهدئة التوتر واحلال السلام والاستقرار والامن في المنطقة برمتها. وقال: «نريد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط… استفتاء استقلال كردستان مؤامرة انفصالية تقف وراءها دول أجنبية وتعارضها أنقرة وطهران».
وشدد على ان البلدين يرفضان تماما محاولات المتآمرين والاجانب الرامية الي تأجيج الخلافات القومية والمذهبية وايضا مخططات التقسيم في المنطقة؛ مضيفا ان تركيا وايران والعراق مضطرة الى اتخاذ اجراءات جديدة وضرورية في سياق تحقيق اهدافها الستراتيجية في المنطقة. (ا ف ب، رويترز، الجزيرة نت)