أثار رد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن تعاقدات النادي العربي العديد من ردود الأفعال، فكل بات يفسر الرد وفقاً لتوجهه أو رؤيته الخاصة على الرغم من وضوح الموقف الذي يبقى في نهاية الأمر عقوبة واجبة التنفيذ، وهي منع النادي من التعاقدات لفترتي انتقال متتاليتين، ويبقى السؤال: لماذا التأويل ولمصلحة من الضجة المثارة حول الأمر؟
الفيفا رد بوضوح وبشكل مباشر من دون التطرق إلى اعتراف باللجنة المؤقتة أو عدمه، مؤكداً وجوب نفاذ العقوبة السابق ذكرها، والتي جاءت في الأساس بسبب تباطؤ مسؤولي العربي في التعامل مع ملف المستحقات المتأخرة للعديد من المحترفين السابقين في النادي، مما أدى بالتالي إلى لجوء هؤلاء اللاعبين للحفاظ على حقوقهم المادية إلى الجهات القانونية لدى المنظمات الدولية، وهو أمر طبيعي ومعلوم مسبقاً، كما أن العقوبات معروفة أيضاً، وتوابع الأمور تبقى واضحة للجميع، إلا أن النادي يبدو أنه يسعى إلى مغالطة جماهيره والترويج إلى إمكانية إبرام تعاقدات جديدة في ظل الإيقاف الحالي.
العربي لن يكون بمقدوره إجراء تعاقدات جديدة خارج قائمته التي أنهى بها الموسم الماضي، سواء مع لاعبين محليين أو محترفين، وذلك على الرغم من الإيقاف، بل بات النادي مهدداً بالمزيد من العقوبات، وذلك بعد أن تحرك محترفه السابق الجزائري أكرم جحنيط إلى المطالبة بحقوقه وحصوله على حكم من قبل لجنة فض المنازعات في الاتحاد الدولي، الأمر الذي من شأنه أن يضاعف العقوبة على العربي حال عدم تحرك النادي لتسوية الأمر مع اللاعب وغيره من اللاعبين الآخرين الذين يدين لهم النادي بمستحقات متأخرة.
مسؤولو الأخضر يبدو أنهم يسعون إلى تشتيت انتباه جماهيره الكبيرة، وذلك من خلال الترويج لتعاقدات جديدة، يتم تمريرها من قبل اللجنة المؤقتة للاتحاد التي لن تخالف لوائح الفيفا بدورها، وفي أي حال من الأحوال، خصوصاً في ظل ترقب لتغير المواقف ورفع الإيقاف في أي لحظة، حتى في حال تعهد مسؤولي الأخضر بتحمل المسؤولية وفقاً لما يروجونه، وهو أمر مستحيل ومخالف للوائح والأنظمة المعمول بها.
وأخيراً، على مسؤولي العربي التعامل بواقعية مع الأمور، من خلال السعي الجاد إلى حل مشاكلهم مع اللاعبين المحترفين، وطي هذا الملف بشكل حاسم من دون ترك أي شيء للظروف، إذا ما أرادوا تغيير الصورة بشكل صحيح، وإعادة النادي إلى مكانته الطبيعية، من خلال خطوات مدروسة، بدأوها بالتعاقد مع المدرب الوطني محمد إبراهيم لقيادة الفريق في الموسم الجديد، إلا أن خطوة واحدة لا تكفي في مشوار صعب وشاق لعودة الأخضر!
متابع
