رابطة الأدباء.. ما أنجزته وما نريد

يلاحظ المتابع لنشاط رابطة الأدباء الكويتيين خلال الأعوام الماضية نشاطا واضحا على أكثر من محور. أحدها محور العناية بالطفل وثقافته. فقد بدأ أخيرا دور الرابطة في احتضان المواهب وتسليط الضوء على أنشطة الأطفال والناشئة. ولا شك أن الطفل هو عماد المستقبل بل هو المستقبل كله، ومن هنا تم استحداث نادي الطفل.
ويهتم نادي الطفل بالمبدعين من الأطفال وبالمواهب اليافعة التي يتم استثمارها استثمارا حقيقيا، وتوجيهها الوجهة الصحيحة التي تساعدهم على التميز والإبداع الحقيقي.
لقد أولت الدول المتقدمة اهتماما خاصا بالطفل، وسخرت له كل الطاقات، وهذا ما سار على نهجه أمين عام الرابطة طلال الرميضي، حيث أقام دورات متنوعة لهذا الطفل المبدع، يشرف عليها الأدباء والأكاديميون الذين تبرعوا لخدمة النشء في هذه الرابطة.
لقد شهدت الرابطة أيضا شراكات متعددة من المؤسسات الثقافية والجمعيات الأهلية، وكان من نتيجة هذا التعاون العديد من المحاضرات والورش التي أفسحت للجمهور التعرف على الأنواع الأدبية وقواعد الكتابة الاحترافية، إضافة إلى العناية باللغة العربية وقواعدها وعروضها الشعري للمهتمين.
كما قامت الرابطة بتفعيل المادة الخاصة بانتساب غير الكويتيين من الكتاب والأدباء العرب إلى الرابطة، عودة على نهجها القديم في احتضان الثقافة العربية بكل الأطياف والمشارب. وكان لأمين عام رابطة الأدباء طلال الرميضي دور بارز في الاحتفالية التي أقيمت، بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيسها، تحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وكان يوبيلا ذهبيا مميزا بحضور وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود، وشهدت حضورا واسعا من المثقفين والكتاب العرب من شتى الأقطار.
ولعلنا بينما نشيد بأداء الرابطة ننوه بضرورة إيلاء اهتمام أكبر بالتراث الكويتي، مراجعة وتوثيقا وتعريفا به للأجيال الجديدة، حتى يصل ما انقطع، ويؤكد الهوية وروح الانتماء، ويستعيد القيم الإيجابية في هذا التراث. كما لابد من توسيع دائرة الاهتمام بالطفل وأنشطته الثقافية، فالمرحلة التي نعيشها من تغيرات واضحة في العالم المحيط بنا تحتاج إلى صقل مواهب جديدة متفتحة تستشرف المستقبل وتبدع رؤاها نحوه.