إذا كانت جمعية الخريجين مدرسته الأولى في الاعلام، فالخطوط الجوية الكويتية مدرسته الثانية في الحياة الوظيفية والقيادية، فقد بدأ باحثاً وانتهى رئيساً. وعلى الرغم من استقالته وعودته اليها، فإنه اليوم عاد ليحلق مع الأزرق نحو المكانة التي تستحقها في عالم الطيران، ولهذا كان «وجهاً في الاحداث».
■ ينطبق عليه القول إنه ابن شرعي «للكويتية»، كبر معها، اتيحت له الفرصة للعمل مع مجموعة قياديين يمتلكون خبرات قيادية، ومع توسع الناقل الوطني وتعاقب مجالس الادارات والاساطيل كان «الجاسم» واحداً من تلك الوجوه والأسماء.
■ أكثر من نصف عمره قضاه بالكويتية، لذلك كان الرهان عليه والفريق الذي يعمل معه، برفع مستوى الاداء، وفي وقت اصبحت المنافسة فيها شرسة لدى عالم الطيران، لا سيما ان اختياره جاء بدعم القيادة السياسية، وهو ما يجعله تحت الانظار ومدى النجاح الذي سيحققه في السنوات الثلاث القادمة من توليه للمنصب.
■ ينتمي لجيل حركة القوميين العرب، تأثر بالمد الناصري وشارك في المظاهرات المؤيدة للزعيم، بعد هزيمة 67 اتجه اكثر نحو الخط الليبرالي، وانضم إلى التجمع الوطني الديموقراطي، انخرط بأنشطة جمعية الخريجيين لسنوات.
■ علاقته بالإعلام بدأت منذ الطفولة، أوجدت حالة من الصداقة بينهما، حيث كان عضواً في فريق الإذاعة أيام الدراسة، وفي الجامعة توسع نشاطه، وبعد التخرج كان ضمن فريق يقدم برنامج «قضايا وردود» في تلفزيون الكويت، تقوم به وتعده جمعية الخريجيين، وهذه كانت بدايته الأولى، وأول عمل تلفزيوني خاص ظهر فيه كان برنامج 6/6 بعد التحرير وذاع صيته بين الناس.
■ دخل في مجال الحوار التلفزيوني، فقد وجد نفسه في هذا الفضاء ومازال حتى اليوم يشعر بأن الإعلام متلازم معه في حياته، فقد خلق عنده نوع من التشارك مع الآخر، وانجذب إلى الفضائيات بعدما باتت لغة العصر وتحررت من قيود الإعلام الرسمي.
■ تجربته الإعلامية طغت على شخصيته واستمرت إلى نحو 35 عاماً، لم يغادر هذه الساحة، فكان اسماً ذا حضور وتميز، ومن النوع الذي يعيش القلق الدائم تجاه مضيفه، لذلك كان مصدر اهتمام، نظراً لإتقانه لعمله.
■ النقد الذي تعرضت اليه «الكويتية» لم يكن ينصب على أسماء بعينها، بقدر ما يذهب باتجاه فشل عدد من الادارات بالنهوض في شركة طيران كانت هي الاقدم والافضل في منطقة الخليج العربي، فهل سيتمكن «بوخالد» من صنع ثوب جديد وادارة فعالة تعيد للكويتية شيئا من أمجادها؟
■ بعد ان غادرها عام 1997 وبخبرة 27 عاماً وعلى مختلف المستويات من المسؤولية التنفيذية، اضطر لتقديم استقالته مرتين عام 2004 من عضوية مجلس الادارة، بعد ان رفض في المرة الاولى، وبالفعل خط قلمه الاستقالتين معللتين بالأسباب وبجملة واحدة: ان لم يتم الاخذ بخطة الاصلاح فلن يكون لي مكان هنا.
■ كان واضحا بتشخيص العلل والامراض التي تشكو منها مؤسسة الكويتية، ولم يخف ذلك عن الرأي العام، بل واجه الواقع وبجرأة، ففي مقابلة له مع الزميلة «الأنباء» قبل سنوات قال ان ما اوصل المؤسسة لما هي عليه، تدخلات بعض المؤسسات وخضوع أمرها للتسييس، وهي مملوكة للدولة وليس لوزراء يأتون ويذهبون ولا هي تتبع البرلمان وأهواء تيارات، وان الصراع السياسي بين الحكومة والمجلس اتى على حسابها، واختلاف القيادات وتكبيل الادارة والمديونيات وراء تأخرها… اليوم سيكون «بوخالد» مطالبا امام الجميع بتغيير وتعديل الصورة التي كان يشتكي منها.
■ نشاطه السياسي بدأ مع ايام الدراسة الجامعية ومشاركته في الاتحاد الوطني لطلبة الجامعة، وفي انتخابات 1967 وقف ودعم عددا من المرشحين والنواب، جاء التحاقه بجمعية الخريجين ليعزز لديه هذا التوجه، وفي ظل مجموعة من رجالات السياسة وفي عام 2003، توَّج هذه المسيرة بالترشح لعضوية مجلس الامة في الدائرة الثالثة، لكن الحظ لم يحالفه، وبقي اقرب الى التحالف الوطني والمنبر الديموقراطي في حينه.
السيرة الذاتية
يوسف عبدالحميد الجاسم
مواليد 1948
متزوج وله ولدان وابنتان
حاصل على شهادة البكالوريوس بالاقتصاد، جامعة الكويت 1971
بعد التخرج عمل في الخطوط الجوية الكويتية وشغل فيها مواقع عدة، باحث 1971 – 1972، مراقب تخطيط 1974، مساعد ونائب مدير دائرة التخطيط 1975 – 1976، مدير الشؤون الاقتصادية والتخطيط 1977، نائب المدير العام للشؤون المالية والإدارة 1983، نائب المدير العام 1997.
انتسب إلى دورات عدة بالإدارة والطيران والبرامج والقيادة.
عضو الجمعية الاقتصادية وجمعية الخريجين وجمعية الصحافيين.
أعدَّ وقدَّم برامج تلفزيونية عدة: قضايا وردود (تلفزيون الكويت)، بدون رقيب (محطة أورينت)، 6/6 (تلفزيون الكويت)، برنامج «ضيفي والجانب الآخر» (تلفزيون الكويت)، وبرنامج «ذاكرة وطن» عبر (تلفزيون الوطن).
مارس الكتابة الصحافية والمقال في عدد من الصحف (صوت الكويت، أخبار اليوم، الأهرام، الرأي العام، وغيرها من الصحف الزميلة).
أمين عام اتحاد المصارف الكويتية 2001.
نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت وعضو بالهيئة التنفيذية 1968 – 1971.
رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الكويتية 2018.
لماذا اسم 6/6
استوحى اسم برنامجه 6/6 من برنامج Twinty Twinyt، والتي كانت تقدمه باربرا والترز في أميركا، وكان من البرامج التي يتابعها وشدت انتباهه، وقياس البصر في أميركا 20 على 20، بينما لدى العرب 6 على 6، واطلق عليه ذلك لمدلوله وخصوصيته.
الرقم 15
توالى على رئاسة مجلس الإدارة كل من السادة:
1 – خالد الزيد الخالد 1954 – 1956، 2 – أحمد سعود الخالد 1956 – 1959، 3 – نصف يوسف النصف 1959 – 1963، 4 – عبدالسلام شعيب 1963 – 1963، 5 – فيصل سعود الفليج 1963 – 1977، 6 – غسان النصف 1977 – 1980، 7 – أحمد حمد المشاري 1981 – 1999، 8 – أحمد الزبن 1999 – 2004، 9 – طلال مبارك الصباح 2004 – 2007، 10 – براك الصبيح 2007 – 2007، 11 – حمد عبداللطيف الفلاح 2008 – 2011، 12 – سامي عبداللطيف النصف 2012 – 2013، 13 – رشا عبدالعزيز الرومي 2013 – 2017، 14 – سامي الرشيد 2017 – 2018، 15 – يوسف الجاسم 2018.
رحلة الأمل
اشترك في عضوية عدد من جمعيات النفع العام، وله مساهمات بعدة مشاريع إنسانية، أهمها «رحلة الأمل» المرتبطة بذوي الاحتياجات الخاصة، فقد تولى الإدارة التنفيذية والإشراف عليها، وجابت دول العالم بهدف التعريف بتلك الفئة وتوفير مجالات الدعم والحماية لها.
«هؤلاء سبب نجاحي»
يدين بالنجاح إلى مجموعة من الشخصيات، ساعدته واكتسب منهم الخبرة واسلوب التفكير بالتعامل مع القضايا الوطنية والإعلامية، ومنهم السادة: فيصل الحجي وفيصل المشعان وعبدالله الطويل وعيسى العصفور، وبالأخص الشهيد ناصر الصانع. أما جمعية الخريجين، فهي المدرسة التي احتضنته منذ تخرجه في الجامعة، وكانت أهم مرحلة في حياته العملية.
أسرة بحر وغوص
من أسرة امتهنت العمل في البحر والسفر والغوص، والغواص كما يشرح ذلك بنفسه للزميل ناصر الخالدي في «الأنباء» عام 2008، يخرج أربعة أشهر يلتحف السماء ويفترش البحر، والغوص جعل الآباء يعيشون مع الماء والملح، فأصبح للماء قيمة، للفراش قيمة، للراحة قيمة، والبحر علمهم الصراع مع الصخر.
