المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

ذُكروا بالقرآن: الصحابي الذي وأد 8 بنات في الجاهلية.. ماذا قال له الرسول الأعظم

له 33 ولدًا وعيَّنه النبي على صدقات مقاعس وبطون أسد وغطفان

تستمر “سبق” في سلسلة شخصيات ذُكرت في القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك. والشخصية المذكورة في تقرير اليوم لا يُعرف عنها الكثير. إنه صحابي جليل، هو “قيس بن عاصم التميمي” -رضي الله عنه-، صحابي كان يسود قومه حين وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة 9 هجرية في وفد بني تميم، فقال عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “هذا سيد أهل الوبر”.

وبعد أن أسلم “التميمي” عيَّنه النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- على صدقات مقاعس وبطون أسد وغطفان.

وعندما حان وقت إسلام قيس بن عاصم أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالاغتسال بماء وسدر؛ فاغتسل، وأقيمت الصلاة؛ فدخل بين أبي بكر وعمر، فقام بينهما، فلما قضى الصلاة قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: “لقد سألني قيس عن ثلاث كلمات ما سألني عنها غير أبي بكر”.

ومن المأثورات عنه في الإسلام أنه قيل إنه شوهد يومًا محتبيًا، فأُتي برجل مكتوف، وآخر مقتول، فقيل: “هذا ابن أخيك قتل ابنك”. فالتفت إلى ابن أخيه، وقال: “يا ابن أخي، بئسما فعلت، أثمت بربك، وقطعت رحمك، ورميت نفسك بسهمك”. وقال لابن له آخر: “قم يا بني فوارِ أخاك، وحل كتاف ابن عمك، وسق إلى أمه مائة ناقة دية ابنها، فإنها غريبة”.

قال له “أبو بكر”: “صف لنا نفسك”، فقال: “أما في الجاهلية فما هممت بملامة ولا حمت على تهمة، ولم أُرَ إلا في خيل مغيرة أو نادي عشيرة أو حامي جريرة. أما في الإسلام فقد قال الله تعالى: {فَلا تُزَكِّوا أَنفسَكُم}”.

وفي حوار مع الرسول قال قيس بن عاصم للرسول -صلى الله عليه وسلم-: “يا رسول الله، المال الذي لا تبعة علي فيه”، قال: “نعم المال الأربعون، وإن كثر فستون. ويل لأصحاب المئين إلا مَن أدى حق الله في رسلها ونجدتها، وأطـرق فحلها، وأفقـر ظهرها، ومنـح غزيرتها، ونحر سمينتها، وأطعم القانع والمعتر”.

ونزلت الآية: {وإذا الموءودة سُئلت * بأي ذنب قُتلت} في قيس بن عاصم، وكان أول من قتل البنات في الجاهلية، وقد قال له أبو بكر: “ما حملك على أن وأدت؟” فقال: “خشيت أن يخلف عليهن غير كفؤ”.

وجاء قيس بن عاصم إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: “إني وأدت ثماني بنات في الجاهلية”، وفي رواية أخرى: اثنتي عشرة؟ فقال له الرسـول -صلى الله عليه وسلم-: “أعتق عن كل واحدة منهن رقبة”، وقال: “اهد إن شئـت عن كل واحدة منهن بدنة”. وكان لقيس ثلاثة وثلاثون ولدًا.

ولما حضرت قيس بن عاصم الوفاة دعا بنيه فقال: “يا بنيّ احفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني. إذا أنا مت فسوّدوا كباركم، ولا تسوّدوا صغاركم، فتسفه الناس كباركم، وتهونوا عليهم. وعليكم بإصلاح المال، فإنه منبهة للكريم، ويُستغنى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس فإنها آخر كسب المرء، ولا تقيموا عليّ نائحة؛ فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن النائحة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى