المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

دور طهران العقدة الوحيدة أمام تقسيم سوريا

إلى جانب الضغوط الأميركية والروسية الجارية لتثبيت وقف النار في ريفيّ دمشق الشمالي والشرقي في أعقاب البوادر الإيجابية الآتية من الجنوب، حيث نجحت أولى تجارب التهدئة بين الجيش السوري النظامي والفصائل السورية المختلفة، يوحي الإسراع في ترتيب وضع القلمون السوري بأن ما خُطط للجنوب السوري من مشروع للتهدئة قد شارف على الانتهاء. ويتطلع خبراء سياسيون وعسكريون الى العملية التي شهدتها تلال فليطا وعرسال قبل ايام على انها عملية لترتيب المنطقة الوسطى من سوريا تمهيداً لإعلانها منطقة آمنة قبل الانتقال الى مرحلة انتقالية تتصل بما تم التفاهم في شأنه بين رئيسيّ الولايات المتحدة دونالد ترامب وروسيا فلاديمير بوتين.
وفي المعلومات المتداولة في الأوساط الدبلوماسية والعسكرية، ان سوريا تحولت الى «ثلاث مناطق استراتيجية جنوبية وشمالية ووسطية انتهت الى تقسيم للاراضي السورية بالعرض وهي:
– المنطقة الشمالية ما خلا الساحل السوري، الذي يشكل منطقة رعاية روسية لا نقاش فيها، وتديرها واشنطن ومعها أنقرة والأكراد، وهي تمتد على طول الحدود التركية بعمق يزيد على 40 كيلومترا وتصل إلى 70 في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد عند مثلث الحدود السورية – العراقية – التركية وصولاً الى عمق ادلب والرقة.
– المنطقة الجنوبية التي تكرست فيها الرعاية الروسية – الأميركية معاً، ومعهما القيادة الأردنية، طالما هي الأقرب الى اكثر من الحدود السورية – الأردنية المشتركة بطول يقارب 700 كيلومتر من معبر التنف شرقاً الى الجولان السوري المحتل غرباً، وهي بعمق يوازي 70 كيلومترا قبالة التنف وما بين 30 و40 كيلومتراً في الوسط وصولاً الى الجولان المحتل.
– المنطقة الوسطى التي لم تكتمل بعد لتتحول إلى قلب سوريا المفيدة التي يديرها الروس والنظام السوري تحديداً بانتظار إنهاء وجود «داعش» في القلمون الشمالي بعد اخراج «النصرة» منها في الأيام المقبلة، وهي تمتد من البادية السورية شرقاً مروراً بتدمر وريف دمشق الشمالي وعبر ريف حمص الغربي فالقلمون وصولاً الى الحدود مع لبنان.

الدور الإيراني
وإن أزيلت التنظيمات السورية الإرهابية، تبقى هناك مشكلة كبيرة متصلة بالدور الايراني المتعاظم في هذه المنطقة التي يدريها حزب الله وميليشيات إيرانية وقوات سورية دربها الحرس الثوري الإيراني ومعهم خبراء من حزب الله منذ سنوات عدة.
وعليه، فإن صحت نظرية التقسيمات السورية في عرض أراضيها، ثمة من يتحدث عن إخلاء ايران وميليشياتها للجنوب السوري نهائياً والانتقال الى الوسط والحدود اللبنانية – السورية. وإن ظهر ان القوة الروسية هي التي تدير المنطقة الوسطية من بُعد، فهناك من يقول ان هناك معارضة اميركية كبيرة على حجم ودور وشكل التواجد الإيراني فيها، وهو ما يمكن ترجمته بإخلاء الجنوب من مناصريها لتستقر في الوسط والساحل السوريين. وبناء على ما تقدم هناك من يستنتج أن موسكو وواشنطن نجحتا في إرساء منطقة آمنة جنوبية وفّرت أول وقف إطلاق نار بين تل ابيب وطهران، وهو ما ستترجمه عملية اخلاء المسلحين الموالين لها من الأراضي الجنوبية الى وسط البلاد.

معركة الرقة
على صعيد آخر، صعّد عناصر تنظيم داعش عملياتهم لصد الهجمات التي تشنها قوات سوريا الديموقراطية مع تضييق الخناق عليهم بشكل متزايد في الرقة، بحسب ما أفاد مقاتلون في القوات المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن.
وتمكّنت قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف كردي عربي تدعمه الولايات المتحدة، أخيراً من السيطرة على نصف الرقة، بعد أقل من شهرين من دخول مقاتليها المدينة الواقعة في شمال سوريا.
ويقول القائد الميداني دفرم ديرسم لمراسل وكالة فرانس برس في المكان «كلما اقتربنا أكثر من مركز المدينة دافع مقاتلو التنظيم عن أنفسهم؛ لأنهم يعانون حصاراً مطبقاً».
وتابع متحدثاً باللغة الكردية في حي الدرعية الواقع غرب المدينة والذي يشهد معارك عنيفة بين الطرفين «إن حالهم كحال حيوان مريض محاصر (…) فهنا معقلهم الرئيسي، ولن يتخلوا عنه بسهولة».
وفي حي مساكن الضباط المجاور، يوضح المقاتل الكردي طلال الشريف (244 عاماً) أسباب المقاومة الشرسة التي يظهرها الدواعش، مشيراً إلى المباني المدمرة أمامه.
ويقول الشاب «الخناق يضيق عليهم رويداً رويداً وهم يقاومون لهذا السبب»، لافتاً إلى أن «أغلبهم يقوم بتفجير نفسه، هناك الكثير من الألغام والسيارات المفخخة، إنها معركة عنيفة».
وقال مقاتل آخر «إنهم يرمون القنابل اليدوية في حالات المعارك القريبة. إنها معركة البقاء أو الموت بالنسبة إليهم».
وفر عشرات آلاف المدنيين من العنف المتصاعد في الرقة، وتقدر الأمم المتحدة أن ما بين 20 و500 ألفاً ما زالوا محتجزين داخل المدينة.
ويواجه السكان في الوقت نفسه خطر الجهاديين الذين يهددون من يحاول الفرار، إضافة إلى خطر الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي. (المركزية، أ ف ب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى