دمشق: حشود ضخمة على الحدود الأردنية

تتجه الأحداث الميدانية والسياسية في سوريا إلى المزيد من التعقيد مع ما ستشهده من تطورات كبيرة خلال الشهرين المقبلين يضعها المراقبون للشأن السوري في خانة التحضير للصفقات الكبرى في المنطقة، لا سيما بعد اتضاح المشهد الداخلي للعديد من الدول الإقليمية التي شهدت وستشهد استحقاقات مهمة كالاستفتاء الرئاسي في تركيا والانتخابات الرئاسية في فرنسا وإيران، وما ستتمخض عنه القمة الأميركية-الخليجية، والأميركية- الإسلامية في السعودية في 23 مايو، تزامناً مع زيارة ترامب إلى المنطقة. التي سيسبقها اجتماع للهيئة العليا للتفاوض التي تمثل المعارضة السورية في الرياض في 12 مايو قبيل انطلاق الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف التي دعا اليها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يوم 16 مايو الجاري، مشيراً في بيان إلى أن الأطراف المدعوة ستجري مفاوضات مكثفة من أجل إيجاد حل للأزمة السورية في إطار قرار مجلس الأمن 2254، معرباً عن أمله أن يسهم اتفاق خفض التصعيد المنبثق عن محادثات أستانة، في خفض التوتر بسوريا، وينعكس إيجاباً على المفاوضات السياسية بجنيف.
حشود على الحدود
وأمام هذا الحراك السياسي التطورات الميدانية والتهجير القسري مع تزايد الحشود العسكرية على الحدود والأراضي السورية. حيث تحدثت مصادر إعلامية عن وجود تحركات عسكرية ضخمة، تشير إلى اقتراب ساعة الصفر على الحدود السورية مع الأردن، حيث كشفت خلية الإعلام الحربي التابعة للنظام السوري وحزب الله عن تجمع حشود عسكرية أميركية وبريطانية وأردنية على الحدود الجنوبية لمحافظتي السويداء، ودرعا، من تل شهاب إلى معبر نصيب، وإلى منطقة الرمثا وانتهاءً في خربة عواد. ونشرت الخلية صوراً زعمت أنها لحشود غير مسبوقة، متوقعة أن تتبعها عملية برية من الجانب الأردني، ملمحة إلى استبعاد أن تكون مجرد مناورات عسكرية اعتيادية، حيث يجري الأردن مناورات «الأسد المتأهب».
وهددت خلية الإعلام الحربي الأردن بأنه في حال تخطت قواتها الحدود، فإن ذلك سيعلن بداية الحرب. وهو الأمر الذي هدد به وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم أمس الأول.
وفي السياق ذاته، ذكرت قناة «الميادين» التابعة لإيران أن الحشود بها كتائب دبابات بريطانية ثقيلة من نوع تشالنجر مع 2300 مسلح، وعدد من الطائرات المروحية من طرازي كوبرا وبلاك هوك، وأن قرابة 4000 مسلح ممن دُربوا في الأردن موجودون في منطقة التنف داخل الحدود السورية. ووفقاً لـ«الميادين» فإنه جرى تأمين قواعد نارية أردنية للقوات المنوي إدخالها إلى البادية الأردنية عبر حشد كتائب مدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ أميركية وتأمين الغطاء الجوي اللازم لها.
الأردن: أمننا أولية
في المقابل، قالت مصادر رسمية أردنية في تصريحات نقلتها صحيفة الغد إن «موقف الأردن ثابت من سياسة الدفاع بالعمق السوري، دون الحاجة لتدخل عسكري»، معتبرة أن أمن الحدود واستقرارها أولوية أردنية. ورفضت المصادر التعليق بشكل مباشر على تصريحات النظام السوري، لكنها اعتبرت أن «أمن الحدود واستقرارها أولوية أردنية». كما نفت المصادر علم الجهات الأردنية بـ«أي اتفاق حول وجود ممرات آمنة في العمق السوري عبر الأردن». كما أكدت أن الأردن ليس طرفاً في اتفاق «أستانة 4»، وإنما جاء بصفة مراقب لحضور الاجتماعات.
انتهاكات النظام
وفي التطورات الميدانية، شنَّت قوات النظام السوري غارات على مواقع فصيل أسود الشرقية التابع للمعارضة بالقرب من الحدود السورية الأردنية، كما انتهكت نظام «مناطق تخفيف التوتر» ونفذت قصفاً مدفعياً وصاروخياً استهدف بلدتي كفرزيتا واللطامنة والزكاة وطريق الرقة-عقيربات بريف حماة، إضافة إلى مناطق أخرى في حماة وحمص وريف دمشق، حيث تستمر المعارك بين النظام والمعارضة في بلدة بيت نايم بالغوطة الشرقية المحاصرة.
وكان مئات المقاتلين المعارضين والمدنيين خرجوا الإثنين من حي برزة الواقع في شمال دمشق، في أول عملية إجلاء للفصائل المعارضة من العاصمة. (دمشق، عمان – أ.ف.ب، رويترز، الأناضول)