المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

درسان يجب تعلمهما من إفلاس «ليمان براذرز»

مع قرب شهر سبتمبر تتبادر إلى الأذهان ذكرى واحدة المناسبات السنوية التي تهم المستثمرين الراغبين حقا في تعلم دروس التاريخ وتفادي أخطاء الماضي، لكن بعد مرور عشرة أعوام على هذا الحدث ربما لا يزال البعض يتجاهل الإخفاقات، بحسب تقرير لـ«ماركت ووتش».
وأفلس مصرف ليمان براذرز، في سبتمبر عام 2008، وكان حتى ذلك الحين هو رابع أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة، وكانت عملية إفلاسه هي الأكبر على الإطلاق في البلاد.
ومن يملك ذاكرة قوية يعلم الآن أهمية عملية الإفلاس تلك، التي فقدت بعدها العديد من الصناديق البارزة في سوق المال قيمة أصولها بشكل لم يحدث من قبل، أو بمعنى آخر، لم يصبح بإمكانها الحفاظ على قيمة أصولها الصافية وبدأت موجة بيعية بأقل من دولار للسهم الواحد.
وتعطلت العديد من الصناعات بشكل فعلي، حيث جفت السيولة بين عشية وضحاها، ولم يكن من المستغرب هبوط الأسهم، حيث تراجع مؤشر داو جونز، الصناعي بنسبة %25 خلال الثلاثين يوما التالية، ولو تكررت هذه التوابع الآن فإن ذلك سيعني انخفاض المؤشر بمقدار 6500 نقطة بداية حتى أواخر سبتمبر ليسجل 19500 نقطة.

الدرس الأول
أهم ما يجب استخلاصه من هذه الذكرى، هو أن هبوطا بهذا الحجم يمكن أن يحدث في أي وقت.
وهذا الدرس مهم جدا، لأن خطر مثل هذا الانخفاض الكبير خلال فترة قصيرة من الوقت هو سمة من السمات الأساسية لسوق الأسهم، وهذه طبيعة حتمية لمخاطر السوق.
وإذا لم يكن بإمكان المستثمر تقبل مثل هذه المخاطرة، فعليه تقليل تعرضه للأسهم إلى الحد الذي يستطيع عنده تحمل الخسائر والتقلبات، مع العلم أن الوقت الأمثل لفعل ذلك هو عند وصول السوق أو حتى اقترابه من أعلى مستوياته على الإطلاق.

الدرس الثاني
ويدور الدرس الثاني حول خطأ فادح يقع فيه الكثيرون، وهو الاعتقاد بأن بمقدورهم توقع ما سيحدث في السوق ومتى سيحدث مع القدرة على تفاديه. لكن متابعة الأداء على مدار عقود من الزمان لهؤلاء الذين يكافحون لتوقع التوقيتات في سوق الأسهم تؤكد ضعف احتمالات نجاح مثل هذه الممارسات.
ومع تتبع أولئك الذين يميلون للتنبؤ بما سيحدث في السوق ولديهم أفضل السجلات في الاستحواذ والإبقاء على الأسهم، تبين أنهم كانوا أكثر ميلا لشراء الأسهم في سبتمبر 2008، قبل الانهيار بأيام.
بمعنى آخر، كان البعض يقدم أداءً جيدًا حتى سبتمبر 2008، قبل أن يخسر قدرًا كبيرًا من المال يفوق ما خسره المستثمرون الذين تمركزوا على الهامش وقدموا أداءً ضعيفًا في قبل الانهيار.
وسيكون من الضروري استخلاص وإدراك هذين الدرسين الاستثماريين واستحضارهما طوال الوقت، لكن من المهم أيضًا التيقظ التام الآن نظرًا لما يتفق عليه كثيرون بأن سوق الأسهم الأميركي يشهد مراحله الصاعدة الأخيرة قبل انعكاس مساره.
وفي مثل هذه الأوقات عندما ينجذب المستثمرون بشكل طبيعي إلى السوق ويطمعون في المزيد متجاهلين المخاوف، يفقدون الحس السليم بضرورة احترام الطبيعة الخطرة للسوق، لكن على أي حال لم يفت الآوان لإظهار بعض الاحترام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى