كشفت نتائج دراسة أكاديمية حديثة، أن «عبوس الوجه» يأتي في طليعة الممارسات والسلوكيات العنيفة ضد العمالة المنزلية، بنسبة 60.9 %، يليه الصراخ في الوجه بـ 57.8 %، ثم النظر بعصبية بـ 57.2 %، وانتقاد التصرفات بقسوة بنسبة %56.
وبيّنت الدراسة التي حملت عنوان «العنف الأسري في المجتمع الكويتي»، الصادرة عن مكتب الانماء الاجتماعي وأعدها كل من أستاذ علم الاجتماع والانثربولوجيا بجامعة الكويت د.يعقوب الكندري والمدرس بكلية التربية بجامعة طنطا د.سهير البيلي، أن هناك مظاهر أخرى للعنف ضد الخدم، وفق نتائج الدراسة المستندة إلى إجابات عينة علمية من العمالة المنزلية، كالتهديد بالمخفر أو المكتب بنسبة 39.8 %، والشتم والسب بـ 35.5 %، والذم بـ 34.8 %، والحرمان من النوم لوقت متأخر بـ 31.4 %، ومنع من الإجازة الأسبوعية بنسبة %21.9.
تحرش جنسي
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن التعرض للتحرش الجنسي جاء في نهاية قائمة السلوكيات العنيفة وفق إجابات العينة، بنسبة %1.4، سبقه الذهاب إلى المستشفى بسبب الضرب بـ %2.1، والركل بـ 2.7 %، والضرب بالعصا بـ 2.9 %، والحرق بـ 2.9 %، والحرمان من الأكل بنسبة 2.9 %.
وأكدت الدراسة أنه بالرغم من إثبات النتائج أن معظم السلوكيات العنيفة ضدهن هي العنف اللفظي والمعنوي، إلا أن هناك مؤشرات خطيرة للعنف الجسدي رغم أن نسبها بسيطة كالضرب بـ 7.2 % والصفع بنسبة %6.
وبينت وجود علاقة بين جنس الخادم والعنف الموجه ضده، حيث إن الأسرة تعامل الخادمة بصورة أكثر عنفا من الخادم، كما توجد علاقة بين ديانة العمالة والعنف ضدهم، حيث سجلت العمالة غير المسلمة معدلات أعلى من العنف المعنوي والنفسي مقارنة بالخدم المسلمين.
وشددت الدراسة على أن سلوك الخادم له علاقة أيضا بالعنف الموجه ضده، فالخدم من المصنفين العنيفين سجلوا معدلات أعلى في العنف العام واللفظي والجسدي والمعنوي الموجه ضدهم.
وكشفت الدراسة أن الاندونيسيين من أعلى الجنسيات المستخدم ضدها العنف العام ضمن نطاق الأسرة، يليهم على التوالي: الاثيوبيون والنيباليون والهنود والفلبينيون والسيلانيون والبنغالة.
أما العنف اللفظي فتصدرت أعلى معدلاته الجنسية الاندونيسية تلتها النيبالية والهندية والفلبينية والبنغالية والسيلانية ثم الاثيوبية.
زيادة ونقصان
وعن طبيعة عمل الخادم والعنف الموجه ضده، كشفت الدراسة أن أعلى معدلات العنف العام تتعرض لها بالترتيب: المربية، الخادم، السائق وأخيرا الطباخ.
وتطرقت إلى المتغيرات الاجتماعية والأسرية والشخصية للأسرة وعلاقتها بالعنف ضد الخدم، حيث كشفت أنه كلما زاد عمر الزوجين قل معه استخدام العنف العام واللفظي والمعنوي ضد العمالة المنزلية، وكذلك الحال بالنسبة لتعليم الأبوين ودخل الأسرة فكلما زاد تعليمهم وزاد دخل الأسرة قل استخدام العنف، بينما كلما زاد عدد الابناء داخل الأسرة زاد معه العنف الجسدي.
«الجهراء» في الصدارة
سجلت محافظة الجهراء، وفقا للدراسة، أعلى المعدلات من حيث تلقي الخادم للعنف، تلتها الاحمدي ثم الفروانية والعاصمة وحولي ومبارك الكبير.
عنف ضد الأبناء
بينت الدراسة أن هناك نسبا من العنف المستخدم من الخدم ضد أبناء الأسرة، وكشفت أن %30.6 من عينة من أرباب الأسر رأوا الخدم يصرخون على أبناء الأسرة، و%8 كشفوا أنه تمت مشاهدة خدم يضربون أحد الأبناء.
