خلال مؤتمر صحافي أقامته السفارة بمناسبة عيد الديبلوماسية الروسية السفير الروسي: خطوات لإتمام صفقة الدبابات مع الكويت
الوجود الأميركي في سورية غير شرعي
نتطلع لدور أكبر للكويت في حل النزاعات بعد توليها عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن
العلاقات الروسية ـ العربية تمتاز بالثقة والاحترام المتبادل
أسامة دياب
أكد السفير الروسي لدى البلاد اليكسي سولوماتين أن روسيا تتطلع لدور أكبر للكويت في حل النزاعات بعد توليها عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن في مطلع الشهر الجاري.
وردا على سؤال عما يعوق صفقة الدبابات الروسية مع الكويت، قال سلوماتين ان المباحثات لاتزال قائمة بين البلدين، ونحن كسفارة نبذل جهودا مع الأصدقاء في الكويت لتطوير وتعميق في مجالات مختلفة ونحن حريصون على إتمام خطوات ملموسة فيها في وقت قريب لتنتقل الصفقات لمرحلة التوقيع في ظل وجود تواصل مباشر بين الجانبين.
وفي التفاصيل فقد أكد السفير الروسي ان احتفال بلاده بعيد الديبلوماسية الروسية الذي يقام سنويا منذ العام 2002 يعتبر تخليدا لمرور 216 عاما على تأسيس أول وزارة خارجية في تاريخ الإمبراطورية الروسية في 10 فبراير 1802، لافتا إلى أن البعثات الديبلوماسية الروسية في كل بلاد العالم ستحتفل بهذا اليوم بإقامة عدد من الفعاليات السياسية والثقافية.
وأشار سولوماتين ـ في مجمل كلمته التي ألقاها في المؤتمر الصحافي الذي أقامه بمناسبة عيد الديبلوماسية الروسية ومرور 216 عاما على تأسيس أول وزارة خارجية في تاريخ الإمبراطورية الروسية ـ إلى المبادئ الاساسية للديبلوماسية الروسية العريقة والتي وصفها بالثابتة، حيث تقوم على احترام المواثيق والقوانين الدولية، فضلا عن المساهمة الفعالة والإيجابية في الاستقرار العالمي وعن طريق تبني حل المشكلات الإقليمية والدولية عبر الطرق السلمية بمشاركة كل الأطراف المعنية.
ورداً على سؤال حول مدى استعادة روسيا الاتحادية لثقة العرب، قال: لا أميل لاستخدام مصطلح استعادة الثقة، فالعلاقات بين روسيا والدول العربية منذ زمن الاتحاد السوڤييتي وإلى الآن تمتاز بالثقة والاحترام المتبادل وتتطور بشكل ملحوظ على صعيد العلاقات السياسية، والاقتصادية والتبادل التجاري والعلاقات الثقافية والاجتماعية، موضحا أن السنوات الأخيرة شهدت لقاءات كثيرة على مختلف المستويات بين مسؤولين روس مع مسؤولين من الدول العربية.
ولفت الى أن العلاقات الروسية- الكويتية تتطور بشكل ملحوظ والبلدان الصديقان تجمعهما مناقشات ومشاورات دائمة حول أبرز القضايا والملفات على الصعيدين الإقليمي والدولي، متطلعا لدور أكبر للكويت في حل النزاعات بعد توليها عضويتها غير الدائمة في مجلس الامن، متمنيا التوفيق للكويت وخصوصا بعد توليها رئاسة مجلس الأمن في مطلع الشهر الجاري.
وأشار إلى أن الديبلوماسية الروسية تحرص على اقامة علاقات جيدة مع مختلف دول العالم والمساهمة في إيجاد حلول ملائمة للمشكلات التي تعاني منها على أساس القوانين والمواثيق الدولية، موضحا أن روسيا تقف مع الشعب السوري في محنته مثلما تقف مع الشعوب الأخرى لحل مشاكلها.
وعن مشاركة روسيا في مؤتمر إعادة إعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش في العراق، قال: علاقتنا مع العراق عريضة وتعاون مع هذا البلد بغض النظر عن الأنظمة الحاكمة والمتغيرات الدولية، كاشفا عن مشاركة ثلاث من كبريات الشركات الروسية في المؤتمر، موضحا ان الحكومة الروسية ستحدد في وقت قريب من سيمثل روسيا الاتحادية على مستوى سياسي.
وردا على سؤال حول تصريحات السفير الأميركي في الكويت التي اتهم فيها روسيا بعدم التعاون بشأن إخضاع النظام للجلوس على طاولة الحوار لوقف استخدام الأسلحة الكيماوية، قال انه حتى قبل التواجد العسكري الروسي في سورية كنا تقترح على الجانب الأميركي التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وفيما بعد كنا نتعاون لتجاوز احتمالات المواجهة العسكرية بين الجانبين التي لا تصب في صالح الإقليم ولا العالم كله.
وكنا دائما نبذل جهودا لجلوس الاطراف السورية حول طاولة المباحثات لايجاد الحل السلمي للنزاع الداخلي.
وفيما يخص الوضع الحالي على الصعيد السوري، قال انه لا شرعية للوجود الأميركي في سورية من وجهة نظر القوانين الدولية حيث لا توجد دعوة من الأمم المتحدة أو من النظام الشرعي الحاكم للقوات الأميركية للتواجد في سورية.
وأشار إلى أن روسيا مع شركائها في صيغة استانا نظمت مؤتمر الحوار الوطني السوري والذي دعت فيه 1600 ممثل من مختلف أطياف الشعب السوري بالإضافة إلى أطراف دولية بما فيها الجانب الأميركي الذي لم يشارك رسميا، واقتصر تمثيله على أعضاء السفارة في موسكو معلنا ترحيب بلاده لمشاركة الاميركان والتعاون معهم وفق احترام القوانين والمواثيق الدولية واحترام سيادة ووحدة واستقلال الأراضي السورية، مشددا على أن حل القضية السورية يجب أن يكون بيد الشعب السوري.
اما فيما يتعلق باستخدام النظام للأسلحة الكيماوية، اشار الى ان روسيا دعت إلى إجراء تحقيق دولي غير مسيس وتقديم الأدلة الدامغة لاستخدام الأسلحة الكيماوية، مشيرا إلى أن بعد حادث خان شيخون في سورية رد الجانب الأميركي بقصف مطار عسكري بصواريخ كروز متجاهلا المقترح الروسي بإجراء تحقيق للجهات المعنية الدولية لجمع الأدلة والى الان لم يتم هذا التحقيق.
وعن فشل الديبلوماسية الروسية في أحداث تقارب بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، شدد سولوماتين على أن الديبلوماسية الروسية لم تفشل ومستمرة في جهدها وعملها.
وعما يعوق صفقة الدبابات الروسية في الكويت، أشار إلى أن المباحثات لاتزال قائمة بين البلدين، ونحن كسفارة نبذل جهودا مع الأصدقاء في الكويت لتطوير وتعميق في مجالات مختلفة ونحن حريصون على إتمام خطوات ملموسة فيها في وقت قريب لتنتقل الصفقات لمرحلة التوقيع في ظل وجود تواصل مباشر بين الجانبين.
كما أكد أن الجانبين لديهما استعداد لبذل جهود كبيرة لتطوير علاقتها الثنائية، بناء على علاقتنا التاريخية والعميقة لافتا إلى قرب انعقاد لجنة المشاورات السياسية بين البلدين التي يترأسها من الجانب الكويتي نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ومن الجانب الروسي الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للشرق الأوسط وبلدان افريقيا، نائب وزير الخارجية لروسيا ميخايل بوغدانوف والتي ستعقد في الكويت بعد ما عقدت اجتماعات اللجنة في دورتها الماضية في موسكو، لافتا إلى أن السفارة ستعمل على تعزيز هذه العلاقات الاقتصادية والثقافية وفي مجالات اخرى، حيث سيعقد اسبوع السينما الروسية في الكويت في شهر مارس المقبل، فضلا عن إقامة المعرض للملابس التراثية الروسية القديمة وبعض النشاطات التي تهدف إلى تعريف الشعب الكويتي للثقافة الروسية مؤكدا حرص البلدين على تعميق وتعزيز تعاونهما في جميع المجالات.
ولفت إلى أن بلاده أيضا ستضيف فعاليات كأس العالم 2018، وهذا حدث مهم جدا يتابعه جميع الكويتيين كما يتابعه العالم باهتمام ونقدم كل التسهيلات والمعلومات في كيفية الحصول على تأشيرات الدخول إلى روسيا لحضور فعاليات هذا الحدث.
قائمة العقوبات الأميركية غريبة وغير مقبولة
تعليقا على قائمة الأسماء التي فرضت عليها عقوبات من قبل الادارة الأميركية والتي تشمل مسؤولين في حكومة روسيا، قال السفير الروسي: هي قائمة غريبة وغير مقبولة لأنها تنبثق من خطوات أحادية الجانب لا تساعد في حل كشاكل دولية بل تصعدها.
وعن تقييم عمل التحالف الدولي لمحاربة داعش في كل من سورية والعراق، قال: لقد اتخذت خطوات مهمة وناجحة في العراق لكن لدينا علامات استفهام حول استخدام أسلحة في سورية أدت إلى تدمير ومسح أحياء بكاملها كما حدث في مدينة الرقة في سورية التي دمرت بالكامل، لكن نجحت روسيا في سورية لمحاربة التنظيمات الإرهابية ودحرها رغم أن بعض البؤر الإرهابية لاتزال موجودة ولاتزال روسيا تتصدى لها.
وعما صرح به نائب وزير الخارجية الكويتي حول مؤتمر سوتشي لحل الأزمة السورية وضرورة الرجوع لتوصيات جنيڤ، قال ان مؤتمر سوتشي جمع المعارضة السورية في الداخل والخارج والحكومة السورية وخرج ببيان يتوافق مع توصيات جنيڤ، حيث حث على ضرورة احترام السيادة ووحدة واستقلال سورية وإنشاء اللجنة الدستورية وضرورة مشاركة جميع الأطراف السورية في الحوار ودعوة الأمم المتحدة من خلال ممثلها في سورية ستيفان ديمستورا للإشراف على هذه المباحثات، مؤكدا أن مباحثات سوتشي تمت لأول مرة مباشرة بين الأطراف السورية دون تدخل خارجي.