المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

خطوات احتواء الخطر “الرهيب” لكوريا الشمالية

رغم التطور السريع الذي يشهده البرنامج النووي لكوريا الشمالية، والخطر الكبير الذي يمثله على الأمن في شمال شرق آسيا والعالم، رأى كريستوفر هيل، عميد قسم الدراسات الدولية لدى جامعة دينفر، ومساعد سابق لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا، وكبير المفاوضين بشأن كوريا الشمالية، أنه بوسع إدارة ترامب احتواء ذلك البرنامج الرهيب.

من مصلحة الولايات المتحدة العمل مع الصين لا بصورة عرضية، كما حصل خلال الأشهر الأخيرة، إضافة إلى التعاون مع مجلس الأمن الدولي وطمأنة كوريا الجنوبية واليابان ضمن سياسة مدروسة

وكتب في مجلة “ذا أتلانتيك” أن كوريا الشمالية سعت، على مدار عقود، لحيازة وتطوير أسلحة نووية. ويعد اختبار بيونغيانغ، قبل أيام، لسلاح هيدروجيني خطوة كبرى في ذلك الاتجاه، ويمثل تهديداً للولايات المتحدة والتزاماتها الأمنية في شمال شرق آسيا وما ورائها.

رد غاضب
ويقول الكاتب إن الأسلحة النووية غير رخيصة. إذن، لماذا يسعى بلد شديد الفقر مثل كوريا الشمالية لامتلاكها؟ وهل يرجع ذلك، كما يرى بعضهم، لرغبة نظام كيم بتحسين صورته؟ أم يحتمل أن يكون تطوير تلك الأسلحة لأغراض دفاعية، فحسب. وفي كل عام، تجري الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات عسكرية مشتركة بهدف الاستعداد لمواجهة غزو كوري آخر لكوريا الجنوبية. وفي المقابل يصدر، في كل عام، عن الكوريين الشماليين رد غاضب، ويتهمون أمريكا وكوريا الجنوبية بالاستعداد لغزو الشمال.

سلوك دفاعي

يفسر هيل سلوك كوريا الشمالية بأنه دفاعي في وجه تلك التهديدات، وأن استخدام أسلحة نووية أمر بعيد، وافتراضي تقريباً، من أجل “بقاء النظام”. ولطالما لم يقم أحد بغزوهم، فلا يخشى من شيء.

وبحسب الكاتب، صممت الترسانة النووية لكوريا الشمالية لكي تشكل تحدياً مباشراً للتعهدات الأمنية الأمريكية حيال كوريا الجنوبية واليابان. وفي حال وقعت عمليات عدائية (أي هجوم كوري شمالي ضد الجنوب) أو حتى عند إجراء تدريبات، فإن خطر استخدام أسلحة نووية ضد الولايات المتحدة قد يضع رئيس أمريكي في مأزق: فهو إما أن يقوم بمسؤولياته تجاه حلفائه، وعندها يعرض الشعب الأمريكي لهجوم محتمل، أو يغمض عينيه ما يؤدي لتقويض مصداقية معاهدات والتزامات أمريكية حول العالم.

ويروج الكوريون الشماليون لأن قوات كوريا الجنوبية من صنع الولايات المتحدة، بقدر ما كان شمال فيتنام يعتبر فيتنام الجنوبية مجرد قشرة. كما يصرون على أن الكوريين الجنوبيين يعانون من نفوذ الأجانب، ويريدون لأمريكا أن ترحل عن بلدهم.

أهداف
وبرأي الكاتب، رغم كل تلك الممارسات الهزلية، ثمة هدف وحيد وراءها، وهو تقليل حجم التدريبات العسكرية في المنطقة من حيث المضمون والمدى. وستتركز أولى الخطوات في إضعاف العلاقة بين الجيشين الكوري الجنوبي والأمريكي.
كما ورغم مواصلة الكوريين الشماليين التلويح برفضهم نزع سلاحهم النووي، فإن الإبقاء على خيار المحادثات المباشرة مع أمريكا ضروري لسبب مختلف، وهو أن الشعب الكوري الجنوبي يتوقعها.

استكشاف سبل تعطيل البرنامج
من جهة ثانية، يشير هيل لحاجة الولايات المتحدة لاستكشاف جميع الوسائل المباشرة الممكنة لتعطيل البرنامج النووي، كهجمات إلكترونية وقطع سلسلة تصدير معلومات ومواد ضرورية. ويضاف إليه، بحسب هيل، أنه من مصلحة الولايات المتحدة العمل مع الصين لا بصورة عرضية، كما حصل خلال الأشهر الأخيرة، إضافة إلى التعاون مع مجلس الأمن الدولي وطمأنة كوريا الجنوبية واليابان ضمن سياسة مدروسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى