المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

خالد الصديق.. صائد الجوائز

 

تعاني الفنون المحلية، خاصة السينما، غياب التوثيق لاسيما لمرحلة البدايات وتحديدا ما قبل عام 1961، وتعتمد معظم الكتابات التاريخية على جهود شخصية وعلى «الشفاهية» في معظمها، وقد شهدت السنوات الأخيرة نشاطا لتوثيق السينما الكويتية، سواء الكتب التي أصدرها بعض النقاد المتخصصين مثل الباحث والناقد عماد النويري الذي كان له دور كبير في التوثيق للسينما الكويتية، او من خلال أحاديث بعض رواد الإعلام والتمثيل في الكويت.
ومعظم ما وصلنا عن البدايات هو ما قام به الأسترالي ألن فلييرز الرحالة والقبطان البحري بتصوير فيلم تسجيلي عن الغوص وصيد اللؤلؤ وبعض ملامح البيئة الاجتماعية في الكويت في عام 1939، وتشير المصادر أيضا إلى قيام الفنان الكويتي محمد قبازرد بتصوير فيلم تسجيلي بعنوان «الكويت بين الأمس واليوم» في عام 1948.

ارتبط اسم الفنان خالد الصديق بفيلم «بس يا بحر» الذي أنتجه وأخرجه في عام 1972، ومن خلاله عرف العالم السينما الكويتية، لاسيما أن الفيلم عرض في عدد كبير من المهرجانات، وحصد العديد من الجوائز. ولم يكن الفيلم هو الوحيد الذي نال عنه الصديق جوائز عربية وعالمية، إذ إن العديد من أعماله القصية نال جوائز في مهرجانات مختلفة قبل أن يتوج بجوائز ضخمة عن فيلمه «بس يا بحر».
ويعتبر الصديق رائد الحركة السينمائية الكويتية. ولم يكن فيلم «بس يا بحر» اول أعمال الصديق، لكنه الأبرز والاكثر أهمية.

إخراج سينمائي
فيلم «بس يا بحر» من تأليف الكاتب الإماراتي عبدالرحمن الصالح، الذي عاش في الكويت سنوات طويلة، وقدم خلال وجوده هنا العديد من الاعمال، لعل أبرزها حلقات «حبابة» لسنوات طويلة، وقد التقى الصديق والصالح معا في الفيلم الذي حصد عدة جوائز عربية وعالمية. وكان أول فيلم كويتي يرشح للمنافسة ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي ضمن الدورة الخامسة والأربعين لجوائز الأوسكار، شارك في بطولته الفنانون سعد الفرج ومحمد المنصور وأمل باقر وحياة الفهد، ويتناول حكاية حب بين شاب فقير يعمل والده صيادا، وفتاة من اسرة ثرية. مدة الفيلم 100 دقيقة وهو من إنتاج شركة أفلام الصقر.
عرض الفيلم جماهيريا في الكويت في سينما الأندلس، وحصد جوائز عالمية وعربية وشهادات تقديرية في مهرجانات، من بينها «الجائزة الأولى في مهرجان الفيلم الشبابي في دمشق (1972)، جائزة الشرف في مهرجان طهران الأول للسينما العالمية، جائزة فيبرانشي وجائزة النقاد السينمائيين العالميين في مهرجان البندقية، الجائزة الثانية في مهرجان أوهايو العالمي، في الولايات المتحدة الأميركية وكانت الجائزة الوحيدة المخصصة لفيلم روائي، جائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية، إلى جانب جوائز من مهرجانات وملتقيات سينمائية في شيكاغو، أسبانيا، قرطاج وغيرها.
وكان الفيلم بوابة لإنتاج العديد من الأفلام السينمائية، سواء للمخرج خالد الصديق أو لمخرجين شباب عملوا جاهدين لإثبات وجودهما على الخريطة السينمائية والملتقيات السينمائية العربية والعالمية.

عرس الزين وشاهين
قدم الصديق بعد ذلك فيلم «عرس الزين» عن رواية الأديب السوداني الكبير الطيب صالح في عام 1976، وتقدم الصديق بالفيلم للترشح لأوسكار أفضل فيلم اجنبي في الدورة 51 من الأوسكار، شارك في بطولته علي مهدي، محمد السني، دفع الله، ثريا رورو.
أما فيلمه الثالث فكان «شاهين» عن رواية الأديب الايطالي بوكاشيو، وهو الفيلم الذي تعرض لعدة مشكلات ولم يعرض على الرغم من أنه انتج قبل أكثر من ثلاثة عقود، وشارك في بطولته الفنان المصري مجدي وهبة، إلى جانب الفنان السعودي ابراهيم الحربي.
الصديق من الفنانين الذين يمتلكون ثقافة عالية، واطلاعا على مختلف صنوف الادب، وهذا ما جعله يختار أعماله بدقة متناهية.
وأصبح بحق علامة سينمائية كويتية بارزة حازت الإعجاب والتقدير، في وقت كانت فيه صناعة السينما في عالمنا العربي وفي الكويت بالذات، مغامرة ومخاطرة مادية وفنية خصوصاً لمن لا يملك مقوماتها وأداوتها الفنية.

رحلة إبداع

كانت بداية خالد الصديق، كغيره من العناصر الشابة، عبر تلفزيون الكويت، كمخرج سينمائي، وكانت البداية في القسم الهندسي ثم تولى منصب مدير ستوديو، وأول مهمة رسمية له كانت عام 1964 إذ انتدبه التلفزيون لتمثيله في مهرجان مونت كارلو، وبعد عودته تعاون مع عبدالوهاب سلطان، رئيس قسم السينما في تلفزيون الكويت آنذاك، في إنشاء قسم سينمائي قدم عبره ثمانية أفلام سينمائية ووثائقية مميزة.
في رصيد هذا المخرج العديد من الأعمال التي سبقت هذا الفيلم، خاصة في مجال التلفزيون يمكن إيجازها بالتالي «المطرود» (1964)، فيلم درامي قصير أنتجه الصديق وأخرجه، «الصقر» (1965)، فيلم تسجيلي عن طرق الصيد بالصقور كتب له السيناريو ونفذ إنتاجه وأخرجه. نال الفيلم جوائز تشجيعية ومثّل الكويت عام 1966 في مهرجان السينما التشيكية، كما حصل الفيلم على جوائز أخرى في مهرجانات عربية وعالمية.
وأخرج الصديق أيضا أفلاما تسجيلية ووثائقية منها «الحفرة» (1968)، «الرحلة الأخيرة» (1966)، «الأمن الداخلي» (1967)، «وجوه الليل» (1968)، «مسرح الأمل» (1969) وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى